الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لغتنا ورحلة العودة إلى عكا بقلم: ابراهيم جوهر

تاريخ النشر : 2012-07-04
الثلاثاء 3 تموز : ................. يومية : إبراهيم جوهر - القدس

لغتنا ورحلة العودة إلى عكا

بدأ ( يومي ) مع منتصف الليل .

كان لا بد من كتابة ( نصّ ) لعكا التي سنكون فيها وتكون فينا يوم السبت القادم ( 7 تموز ) . كتبت من اجواء السفر ( تذكرة سفر ) من القدس إلى عكا وغسان وسميرة والبحر والجزار . كتبت التاريخ والثلاثاء الحمراء . كتبت الإيثار في الموت . كتبت عن ( خالد ) غسان ، وعن سميرة الزمن والإنسان .

... وعدت بتذكرتي في انتظار عودة عكا إلى عكا ، وعودة القدس إلى القدس ...عدت بثقل روحي ، ونوع من النشوة الغامضة .

عدت ، وها أنا اليوم هنا حيث كنت جسديا لكن روحي ما زالت معلقة بالسور الجريح هنا ، وهناك .

بدأ صباح يومي عاديا كأي صباح . فيه نوع من الكسل والحزن والكلام .

تبادلت أطراف الحديث مع ( أم إياس ) حول الأبناء وبرّ الوالدين والعناية بهما أو بأحدهما حين عجزه ...

عرفت أن الحياة السريعة لا تتيح كثيرا من الوقت للتأمل واتخاذ القرارات .



عليّ تجهيز ثلاث (هدايا) لزيارة الأقارب ممن تخرج أبناؤهم مهنئا . اشتريت أربع علب من الشوكولاتة الإنجليزية ( ماكنتوش ) الشهيرة عندنا ، وجهزت ثلاثة مغلّفات لزوم وضع مبلغ مناسب للمناسبة .

( لماذا الشوكولاتة الإنجليزية ؟!! )

في المتجر قال لي البائع : نحن نبيع الكثير لنربح القليل . قلت : هذه سياسة ( رامي ليفي ) فحسنا تتصرفون ، اذهب إلى أي من أفرعه المتعددة وانظر المتسوقين والمتسوقات من الزبائن العرب !

نريد من يفهم نفسية المشتري ويحافظ على الزبون المحلي . تجارنا في غالبيتهم اليوم لا يجدون متسوقين . شبكات التسوّق الإسرائيلية اجتذبتهم بإعلاناتها وتنزيلاتها وأسلوب ترويجها وجذبها ...

مسألة يطول شرحها ، ويكثر وجعها ...



ظهرا كتبت ردا عن سؤال الصحافية الشابة ( آمال مرار ) حول الثقافة في القدس ؛

في القدس حركة ثقافية موزعة بين الفرق والمراكز والمشاريع الفردية . وفيها عدم تنسيق وغياب للصدق والانتماء والاستراتيجية . فيها ثقافة لكن الإنسان غائب بعيد لأسباب عديدة . ( أوسلو ) منع أي نشاط ذي تركيز على الهوية . والقدس التي تضيع جغرافيا يجب ألا تضيع ثقافيا .



أشعر بالعجز في أغلب الأوقات ، وحين يدور الحديث عن القدس أتحقق من عجزي وعجزنا ...

أمس كنت في متحف القدس للتراث الشعبي في دار الطفل برفقة الكاتب ( جميل السلحوت ) والكاتبة ( نسب أديب حسين ) ؛ بناء من ثلاثة طوابق ومحتويات تاريخية قيمة وورشة عمل فنية مناسبة للزوار من التلاميذ والناس ...هوية وطنية في القدس يجب العناية بها ودعمها بالمزيد من البرامج الثقافية .

على مدخل المتحف كانت لوحة مكتوبة باللغة العربية وفيها عدد غير قليل من الأخطاء . قلت لمدير المتحف : اللغة هوية فيجب الاعتناء بها .

اليوم سمعت تقارير تلفزيونية بلغة معطوبة أيضا .

اللغة ما زالت في آخر سلم أولوياتنا الثقافية !
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف