الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حفلة موت بقلم محمود فودة

تاريخ النشر : 2012-07-04
... في نهاية الأسبوع بعد عمل شاق في ورشة الأسترجية التي يعمل إبراهيم بها .. قبض راتبه الأسبوعي ,اتصل بأصدقائه يطمئن على ترتيبات الحفلة الأسبوعية التي اعتادوا عليها ..ألو أيوه يا سعد أخبار الميه أيه .. تمام يا ياباشا ..أحلى ميه طيب متتأخرش على الساعة اتناشر كده ..ألو أيوه يا مصطفى ..عملت أيه في طلبي اللي قلتلك عليه ... جاهز يا باشا .. بس السعر هيرفع شوية ..لا لا ولا يهمك ..أهم حاجة يبقى حاجة إكسترا وخلاص ... يا باشا طالما إنت مبتبخلش علي يبقى لازم أجيب لك أحسن حاجة واعمل معاك الواجب برده.. ماشي يا زعيم

عاد إلى البيت مع نهاية اليوم أعدت له أم الطعام ..قام و ركل الصينية بقدمه لم يكن الأكل يعجبه .. هو ده أكل واحد شقيان طول النهااااار؟ فارت الدمعة من عيني أمه وانزوت في ركن من الصالة وقعدت إيدها على خدها تعيط... , جاء أبوه بعد صلاة العشاء... جدال ونقاش تحول إلى تشاجر ..يابني المصاريف تقلت علي ومعدتش عارف اعمل إيه ..وأنا مالي هو متين جنييييه قليلين ... يابني ما انت بتاخد خمسميت جنيه في الأسبوع .. بتصرف الباقي في إيه ..أصرفه زي ما أصرفه ..أعملك كشف حساب يعني ...لأ يابني بس كل حاجة بالعقل ..هو أنتم خليتم في عقل ..ليه يابني عملنا فيك إيه ...شوف من الآخر.. ما فيش إلا كده وإن كان عاجبك ..ولو مش عاجبك هاتهم و يبقى يفتح الله ... إنت ياولية جهزت الحمام ..أيوة يابني ,,تب يالله عشان أغور من البيت...ليه بس كده ياحبيبي؟ ...عشان معدتش أشوف سحنتك إنت والراجل ده .
.إن شاالله تغور م الدنيا وما عدت ترجع تاني إلا في نحش .
..أهو ده اللي بناخده منك ..
جعجة و برطمة على الفاضي ..
ربنا يريحنا منكم ومن قرفكم ..
في ستين داهية يا مايل ياابن المايلين

دلف إبراهيم يتسكع بين الشوارع..فتح هاتفه المحمول بدأ يطمئن على الترتيبات...
أيوه يا مصطفى انتو فين...إحنا بنتجمع و هنتقابل هناك الساعة اتناشر ..تب يالله ..بس بقولك ..الوله حسام لازق ومتشعبط وعاوز ييجي معانا ..هاتو يا عم ..أهو يبقى سليوتنا النهارده وأهو نفرفش شوية ... ماشي يا عم ..سلام
في الموعد المحدد انطلق إبراهيم في ركاب أصدقائه ..قعدوا في المكان المفضل لديهم على الهويس عند مأخذ المية من النيل .. يكتنفه الشجر من كل ناحية ..مكان تخاف العفاريت أن تسكن فيه ..موحش ..لا تسمع فيه إلا صفير حشر الأرض... لكن ابن آدم إذا سكنه الشر صار بمائة عفريت .. بدأ السمار يتجاذبون أطراف الحديث لم يتركوا شيئاً إلا وتحدثوا فيه بدءاً من مرات زغلول اللي شباب البلد قايمين نايمين عندها إلى الشيخ منصور اللي عامل فيها همام قال إيه وعاوز يلم رجالة البلد عشان يكسروا الغرزة بتاعت ياسين ... ما عدت تسمع سوى طرقعة قزايز البيرة و لا ترى إلا أدخنة مختلطة مغموسة بكل أنواع المكيفات الشعبية ...بانجو , حشيش .. تراما دول ..حبوب هلوسة ,الرءوس بدأت تتمايل و الألسنة تتثاقل ,حميت سورة الخمر في رأس إبراهيم لتختلط مع أنفاس الحشيش .. غمز إبراهيم إلى مصطفي وضع حبتين من حبوب الهلوسة في زجاجة حسام ... بعدها زاغ بصره تهيأ له أن الرياح يغص بالسمك ..أسرع وألقى بنفسه في الماء ..صار يلقي حجارة على البر متخيلاً أنه يصيد أعتى الأسماك ... خلع الأصدقاء ملابسهم وألقوا بأنفسهم في الماء يستحمون... صاروا يعبثون بالماء ..يقفزون من على أجساد بعضهم في الماء يتسابقون في العوم .. تخمرت الفكرة في رأس إبراهيم .. تبادل مع أصدقائه بعض الإشارات هنا ...بدأ التنفيذ .. اقتربوا من حسام أكثر بدءوا يتحرشون به.. رفض مجاراتهم .. ضربوه ضرباً شديداً .. سرعان ما تناوبوا اغتصابه .. علا صراخه .. الحاج محمد الذي يعمل حارساً ليلياً في محطة المياه القريبة اعتاد أن يسمع أصوات المخمورين وضحكاتهم ...هذه المرة كان الصراخ جديد الوقع على أذنه .. سقط حسام مغشياً عليه ..يقلبونه يميناً وشمالاً .. انقطعت أنفاسه وبردت أطرافه .. البلد كلها تبحث عن حسام ..كما تبحث عن إبراهيم ومصطفى وشلتهم ..لكن عبثاً وبدون جدوى ثلاثة أيام لم يعثروا لأحدهم على أثر.. كأن بطن الأرض انشق وابتلعهم .. في نهاية اليوم الثالث كانت المياه التي تدخل إلى المحطة تقل شيئاً فشيئاً يبدو أن ماسورة المياه انحشر فيها شيء ما ..ذهب العمال مسرعين لتلك الماسورة .. صرخ أحدهم صرخة مدوية وتوقف لسانه عن النطق وجمدت ملامح وجهه..كانت جثة حسام
10/ 5 /2012
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف