الأخبار
الدفاع المدني: جيش الاحتلال حرق أجزاء كبيرة من مخيم جبالياأبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلالالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإسرائيل تقرر استقبال 300 ألف عامل أجبنيالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإيرلندا وعدة دول يدرسون الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاريأردوغان: إسرائيل ستطمع بتركيا إذا هزمت حماسحركة حماس ترد على اتهامها بالتخطيط لأعمال تخريبية في الأردنالصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 35 ألفانتنياهو: لن نسمح للفلسطينيين بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوةوزير الخارجية الأمريكي: لا يمكن أن نترك فراغا في غزة لتملأه الفوضىالأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكةقيادي بحماس: مصر لن تتعاون مع الاحتلال ويدنا لا تزال ممدودة للتوصل إلى اتفاقاستشهاد شاب برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرةالفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 76 لـ النكبة
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثلاث لغات ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2012-07-04
بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاث لغات ترجمة : حماد صبح
عاش في قديم الزمان في سويسرا كونت مسن لم يكن له سوى ولد واحد ، وكان ولدا غبيا عاجزا عن تعلم أيما
شيء . وفي يوم قال له أبوه : اسمع يا بني ! مهما بذلت من جهد فلن أدخل في رأسك أيما شيء . يجب أن تغادر هذا المكان . سأعهد بك إلى عناية سيد نابه الذكر ليرى ما يمكنه أن يفعل معك .
وكان أن أرسل الشاب إلى بلدة غريبة لبث فيها عند السيد عاما كاملا عاد في ختامه إلى البيت فسأله أبوه :
والآن ، قل لي يا بني ماذا تعلمت ؟
أجاب : تعلمت يا أبي ما تقول الكلاب عند نباحها .
صرخ الأب : اللهم ارحمنا ! أهذا كل ما تعلمته ؟
سأرسلك إلى بلدة أخرى . إلى سيد آخر .
فأرسل إلى تلك البلدة ولبث مع ذلك السيد عاما ، وعندما عاد سأله الأب : ماذا تعلمت يا بني ؟
أجاب : تعلمت يا أبي ما تقول الطير .
فهاج الأب غضبا وقال : أيها الإنسان الضائع ! بددت الوقت النفيس دون أن تتعلم شيئا . ألا تشعر بالعار
من ظهورك في وجهي ؟ سأرسلك إلى سيد ثالث فإن لم تتعلم شيئا هذه المرة فلن أكون لك أبا .
ولبث الشاب عاما عند السيد الثالث فسأله أبوه : ماذا تعلمت يا بني ؟
أجاب : تعلمت يا أبي العزيز ما تقول الضفادع في نقيقها .
فاجتاحت الأب أعنف سورة غضب يمكن لها أن تجتاح الإنسان ، وهب من مجلسه واستدعى أقاربه
وقال : هذا الإنسان ما عاد ابنا لي . إنني أطرده وآمركم أن تمضوا به إلى الغابة وتقتلوه فيها .
فأخذوه ، ولكن حين أزف وقت قتله لم يقتلوه شفقة به وأرسلوه حرا ، واقتلعوا عيني غزال ولسانه
علامة على تنفيذ أمر الكونت . هام الشاب على وجهه وبعد حين بلغ قلعة فتوسل إلى أهلها أن يأذنوا له
بالمبيت ليلة عندهم فقال صاحبها : نعم ، ولكن شريطة أن تبيت الليلة في البرج السفلي القديم . اذهب
هناك ! لكنني أحذرك ؛ لأن فيه خطرا على حياتك فالبرج مليء بالكلاب المتوحشة التي لا تكف عن النباح
والعواء ، ولا مندوحة من تقديم شخص لها في ساعات محددة لتلتهمه فورا . المنطقة كلها في حزن ورعب
بسبب هذه الكلاب ، ولم يستطع أي إنسان أن يوقف هذا البلاء .
وكان الشاب لا يخاف فقال : دعني أنزل إلى تلك الكلاب النباحة ، وأعطني ما أقدمه إليها فلن تجترح ما يضرني ! فأعطوه طعاما لتلك الحيوانات المتوحشة حسب رغبته وقادوه إلى البرج السفلي فلم تنبحه الكلاب حين مشى بينها وإنما بصبصت بذيولها كاملة الود وهي تدور حوله ، وأكلت ما حطه أمامها ولم تؤذِ شعره في رأسه . وخرج صبيحة اليوم الثاني من عندها سليما صحيحا بين ذهول الجميع ، وقال لصاحب القلعة : كشفت لي
الكلاب بلغتها سبب سكناها هنا وجلبها الشر في البلاد . إنها مسحورة وملزمة بمراقبة كنز عظيم في البرج السفلي ، وليس لها راحة حتى يؤخذ الكنز ، وعلمت من كلامها كيفية أخذه .
وعند ذاك اغتبط كل من سمع حديث الشاب ، وقال صاحب القلعة إنه سيتبناه إن نجح في استخراج الكنز .
ونزل الشاب إلى البرج ثانية ، ولأنه كان يدري ما يتوجب عليه القيام به فقد أداه بإحكام وجلب معه صندوقا
مليئا ذهبا . ولم يعد أحد بعد ذلك يسمع عواء الكلاب المتوحشة فقد اختفت وتخلصت البلاد من الخوف والقلق .
وبعد حين عزم الشاب السفر إلى روما فجاز في طريقه إليها بمستنقع كانت تنق فيه بعض الضفادع ، فاستمع إليها ، ولما علم ما تقوله استغرق في التفكير والأسى . ووصل أخيرا إلى روما بعد وفاة البابا بوقت يسير .
وكان بين الكرادلة ارتياب عظيم حول من سيختارونه خليفة له . وفي النهاية اصطلحوا على أن الشخص
الذي سيختارونه لمنصب البابا يجب أن يتميز بعلامة القدسية والقدرة على إثارة الإعجاب . وبعد اصطلاحهم
مباشرة دخل الكونت الشاب الكنيسة ، وفجأة نزلت حمامتان في بياض الثلج على كتفيه ولبثتا هناك فعرف
الكهنة تلك العلامة من نزول الحمامتين ، وسألوا الشاب فورا إن كان يريد أن يكون البابا ، فتردد ولم يدرِ أهو
أهل لذلك المنصب أم لا ، بيد أن الحمامتين نصحتاه بقبوله ، فقبله ، وكان أن مسحوه بالزيت ورسموه بابا .
وهكذا تحقق ما سمعه في طريقه من الضفادع _ ذاك الذي أثر فيه بقوة _ من أنه سيغدو صاحب القداسة البابا .
وكان عليه بعد ذلك الإنشاد في القداس وهو الذي لا يعرف من الإنشاد ولو كلمة واحدة غير أن الحمامتين اللتين
واصلتا الجثوم على كتفيه أسمعتاه النشيد كاملا .
* الأخوان يعقوب وويلهلم جرم .
* عن النص الإنجليزي .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف