الأخبار
أفضل وسطاء الفوركس لتعزيز تجربتك في تداول الذهبأولمرت يشن هجوماً على نتنياهو ويتهمه بالتخلي عن الأسرى الإسرائيليين وإطالة أمد الحربالبيت الأبيض: ندعم إسرائيل بالسلاح ونقدم مساعدات إنسانية لغزة.. ولا نرغب بحرب في لبنانالمتطرف بن غفير: سياستي حصول الأسرى الفلسطينيين على الحد الأدنى من الطعامتقرير: تكتيك حماس العسكري يحرم إسرائيل من النصرأردوغان: نتنياهو يسعى لشن حرب في لبنانأونروا: انهيار شبه كامل للقانون والنظام في غزةأردوغان يعلن دعمه لبنان ويستنكر الدعم الأوروبي لإسرائيلمؤسس موقع ويكيليكس "حر" بعد اتفاق مع القضاء الأميركيالاحتلال يغتال فادي الوادية أحد أعضاء (أطباء بلا حدود) بغزةسارة نتنياهو تتهم الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري ضد زوجهاالأردن: لن ننظف وراء نتنياهو ولن نرسل قوات إلى قطاع غزةالقضاء الفرنسي يصدّق على مذكرة توقيف بحق بشار الأسد بشأن هجمات كيميائيةمهاجمة كلب إسرائيلي مسنة فلسطينية تشعل منصات التواصلثمانية شهداء على الأقل في قصف للاحتلال على شمال ووسط قطاع غزة
2024/6/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نصوص الثلاثاء الذي لا ينتهي بقلم: مجدولين رضا حسونة

تاريخ النشر : 2012-06-28
*سنة ثانية غياب*

*نصوص الثلاثاء الذي لا ينتهي*

*بقلم: مجدولين رضا حسونة*

* *

*(1)*

*سنة ثانية إلا أنت، إلا السعادة *

*سنة ثانية وحزني المتجدد إليك*

*هُنا كُنتَ تَجلس، وعلى هذهِ السجادة كُنتَ تُصلي، وبهذا الدَفتر كُنتَ تنزِف
أجمل الكتابات، ومِن جانِبِ هذِهِ المَقبَرَة كُنا نَمُرُ سَويا، أسمعُكَ
تُلقي التَحِية على الأموات هَمسَاً، ومن نَفس الشارع أمر أنا الآن، وألقي
عليكَ كل أنواع الحديث والكلام، لكنك لا ترد
يوما ما ، إنتظرتُ معجزةً تعيدكَ إليّ*

*
*

*(2)*

*المَوت كالجَنين باختلاف واحد، أنهُ لا يَتغذى مِن أمهِ فقط بَل يَتغذى على
أؤلئكَ الذينَ يواصِلون الحياة بَعدَ المَيت، يَتغذى عليهم حتى النَفاذ.*

*
*

*(3)*

*أتَعلم أنّ البَسمَة تَحتاج لِجُهد كبير هذه الأيام !! أتعلم أنها موجعة جدا
في مواسم الشقاء ! وأننا نبتسم فقط لأننا غير قادرين على الضحك!*

*سبحان من جعل الإبتسامة صدقة نؤجر عليها.*

*في غيابك، لا مال لَديَّ أنفقهُ للصدقات، عندي فقط ثلاثة حروف من "رِضا" تقطن
أسمكَ الجميل الذي يلتصق دوما بإسمي، وكثير من الذكريات التي لا تُباع ولا
تُرهن وتبقى كرأس مال لفقري دونك.*

*سبحان من علم آدم الأسماء كلها واكتفى بتعليمي إسمكَ فقط.*

*
*

*(4)*

*سيدُ الغِيـــاب : بَعدُكَ، تآمَرَت أشياؤكَ عَليّ، مَلابِسُك، كُتبك،
عِطرُك، فِنجانُ قهوَتك، جَلساتك، وساعَتك التي كانَت تَنبِضُ لِقائي بِك كُل
حين تَوقُفُت عقارِبها إلا عَن لّدغي.*

* *

*(5)*

*في كل المواسم التي أعرفها والتي لا أعرفها لا زلتَ تأتي،
وفي الشتاء كنتُ أحتضِنُ حضوركَ المُذهل أكثر،
لكن **دونكَ: لا مَطر أفرُ مِنهُ إليك**
فالتُقلِع السماء عَن كَذِبها المُبلل*

*يُمكِنني الآن أن أشعُرَ وَقعَ ارتِطام الجَمر على جَسَدي عِندما تُمطِرُ
السَماء في غِياب مظلة حضورك، وأجزِم بِشِدَة أن الحياة تَوَقَفت، وقلبي لا
زالَ يَمشي خَلف جثمانِكَ في جنازةِ الوقت المُتبقي لذبولِ آخر زنبقة في جيبي.*

*
*

*(6)*

*هُنالِكَ موتى يَعقدونَ صَفقة كُلَ ليلة مَع الغِياب، يُراوغونَه،
وَيَأتونَ إلينَـــا مِن مَوتَهم لِيضيئونَ ليلَ الفراشات كَي يَعدنَ مَعهم
بَعدما فُتِنَ بنورِ طيفهم ***

*هُنالكَ مَوتى تنشِدُ بِذكرَهُم أجمَل مَعزوفَةٍ للحُزن، يَعودونَ فَنطرُدُ
كل الضُيوفِ وَتبقى مَقاعِدهم شاغِرة بِزنابِق حضورَهم، يَتوشحنا الحَنينَ
إليهم، فنجلِسُ طَوالَ العُمر نَغزِلُ خيوطَ رَجائِنا بِعودتِهم مِن جديد** ...
***

*سيد الغياب، أنَتَ مِن ضِمنِ قائِمَةُ الأحيــاء عِندي بِتوقيتِ مَوت
الرِجــال*

*(7)*

*سنة ثانية غياب، سنة ثانية إخلاص – لكَ ولوطني- بمعاني لم أتعلمها إلا مِنك*

*الإخلاص هوَ أن نتَعَثر بِشيء فنُبقيهِ في مَكانه "فقط كي نحافظ عليه، لا
لنقضي حاجتنا به"، أو نتعثر بشخص ولفرط حُبنا له نتركه يمضي حيث يرتاح.*

*الإخلاص لغة المقهورين، وترتيل صلاة لا يتلوها إلا مَن فَقَدَهُ مِمَن حَولهُ
بَعدما أضاعَ القِبلَة، فَصارَ قِبلَتَهُ الوحيدة.*

*الإخلاص يا سيد الغياب عبثية لا تنتهي وجنون لا بد منه، وزلزال يضرب عالمنا
وعمقنا الكئيب بمقياس صِدقنا، ولا أحد يتأثر به إلا نحن.*

*هو مرض نسعى أن يصيبنا لأجل غيرنا، وواجب يكبر فينا ونصغر أمامه عندما يكون
لمن يستحقه.*

*الإخلاص مدينة تقص حكاياتها لنا من كل حجر وزقاق *

*(9)*

*سيد الغياب: فراشتُكَ وَحيدَة، وَالصَقيعُ في داخِلِها يَتسِعُ مِثلَ عِناقِ
الغَيمات في سَماءِ كانون، تَتَحِدُ لِتهطُل أزمِنَة لَم تَعُد لَهــا،
وَأوقات لا تَستَطيع الإنتِماءَ إليهــا**.*

* *



*(10)*

*في برودةِ غيابك، وعزلة عينايّ عن رؤيتك، ووحشة جسدي البعيد عنك، لا دفء لي
سوى كلمات لم تُكتَب إلا لَك.*

*نكتُب، لأننا لم نَقُل لهم كل ما كان يخطر ببالنا يوما*

*نكتُب لنُكفر عن عقدة ذنب رافقت شفاهنا التي آثرت عدم الكلام في حضرة جثمان
الوقت الأخير*

*عندما نتدرب جيدا كيف نبتلع الكلام ونُجهض أصواتنا نبدأ بالكتابة.*

*الكتابة هي تعويض خفي عن قول "أحبُك" أو قول "أكرهُك"، لأننا وإن عرفنا كيف
نُحب، إلا أننا لا نعرف كيف نكره.*

*يلزمنا الألم الكافي والجرأة على مواجهة الجرح كي نكتب.*

* هذهِ إذاً عكازة الكلمات، نَتكئ عَليها خوفا من سقوطنا أمام هول الحياة
وقسوة الآخرين، وَنَهُشُ بها غيابهم عنا.*

*الكتابة هي الطريقة الوحيدة لنقول لهم كم أحببناهم*

*(11)*

*أسعى بكل ما أوتيّ ** قلبي من حب أن أحيك لك متكئا من الكلمات،** لكن كيف
للكلمات أن تكتب الدمعة!*

*للضحك صوت، وللابتسامة إيماء، وللغضب تعبير، وللعصبية مصطلحات** **، في الأدب
كل شيء له ما يوحي به - إلا الدمعة - لا تُعبر عن نفسها إلا بتخليها عن عرش
عيون اكتحلت بالكبرياء.*

- *الكلمات استطاعت أن ترسم كل شيء، لكن ماذا عن الدمعة؟ هل يُعقل أن
الأدب بات عاجزا عن احتوائها!*

*حتى لو كنا الوتر السادس في كمنجات الحزن ، لا أعتقد أننا سنجيد كتابة حتى ما
يشبه " الدمعة".*

*(12)*

*أحتاجُ أن أقولَ لكَ أشياء بسيطة كَ " صباحُكَ أجمل " أو أبتَسمَ لكَ تِلكَ
الإبتسامة التي لا تُرى لكنها تُحدِث بداخلي ضجيج الإرتياح الذي يُخبرني أنكَ
لا زِلتَ بخير. أحتاج أن أرى لونا غير الأسود يرتدي جسدي بعدما خبأت قوس قزح
تحت مخدتي وطردتُ الشمس من حزيران الذي أودى بنوري.*

*انتظرُ فَرَحَ عناقكَ كُلَ صباح كطفلة تنتظرُ عودة والدها وتكتشف أخيرا بأنها
يتيمة.*

*عندما نعتادُ على شخص تُصبح أبجديات تَخلينا عنهُ ممسوحة من قاموس وفائنا له،
وأنا يا "أسياد الغياب" لا أملُك إلا الوفاء ثم الوفاء ثم الوفاء، ولا أنتظر
سوى نكران الجميل. ***
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف