الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انتخابات الرئاسة المصرية فيلم سينمائي أمريكي بطولة الإخوان والعسكر الحلقة (2) بقلم اشرف الظاهر

تاريخ النشر : 2012-06-23
قالها من كان قبلكم : أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر

لم تسر الانتخابات المصرية التي جرت مؤخرا في مصر كما هو مخطط ومرسوم لها ولنتائجها ,إذ استطاعت بعض الدول الغربية الأخرى المنافسة لأمريكا كبريطانيا وأدواتها في المنطقة من حركات وأحزاب وقنوات إعلامية كقناة الجزيرة ( الفرع العربي لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية B.B.C ) أن تعمل على وضع العصا في دولاب هذا المخطط الأمريكي والذي يقوم بدوره على إنجاح مرشح العسكر وإعطاء الإخوان بعضا من الامتيازات السياسية , إذ عملت هذه الأدوات على صب كل طاقاتها في الفترة الأخيرة على إفشال هذا المخطط الأمريكي المرسوم ووضع العصا في دولاب تحركه في هذا الاتجاه وذالك عبر عملها على السعي إنجاح محمد مرسى بكل ما أوتيت من قوة في الانتخابات سواء شاء ذالك أم أبى وذالك عبر انتهاجها أسلوبين في تحقيق ذالك وهما

1- الدفع بكل القوى السياسية داخل مصر بمختلف أشكالها وتوجهاتها على التصويت لمحمد مرسي لإنجاحه بالانتخابات
2- عمل قناة الجزيرة القطرية ( الفرع العربي لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية B.B.C ) على متابعة أحداث فرز نتائج الأصوات أولا بأول وعلى مدار الساعة وببث حي ومباشر وذالك لضمان عدم قدرة أمريكيا والمجلس العسكري على إحداث أي تزوير في نتائج الانتخابات حيث أعلنت قناة الجزيرة ضمن تغطيتها هذه على إعلان فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسة المصرية ضمن قراءتها الأولية للأصوات

ولا شك أن القوى الغربية بانتهاجها لهذه السياسة قد استطاعت فعليا أن تضع العصا في دولاب المخطط الأمريكي ومساره المرسوم له والقائم على حصول شفيق على منصب الرئاسة المصرية وذالك بتوافق كامل بين كل من الإخوان والعسكر وهو ما اجبر بدوره كل من الإخوان والعسكر إلى اللجوء والانتقال للخطة البديلة من الاتفاق والتي تقوم بدورها على إيجاد الشرعية الدستورية والقضائية والجماهيرية لإعلان فوز احمد شفيق مرشح العسكر بالانتخابات

وبتتبع دقيق لما يجري اليوم من إحداث على الساحة المصرية وعلى تفاعل مختلف القوى السياسية المصرية وعلى رأسهم العسكر معها يجد أن معالم وملامح بنود هذه الخطة البديلة أخذة بالوضوح والاتضاح شيئا فشيئا والتي تتلخص بدورها في تحركات الإخوان الجماهيرية وتصريحاتهم وببيانات العسكر وبيانات مجلس القضاء الأعلى المشرف على الانتخابات والتابع بدوره لحكم العسكر ومجلسه

ولاستيضاح الصورة أكثر حول الموضوع لا بد لنا هنا من إلقاء الضوء على البنود الرئيسية للخطة البديلة الموضوعة بين العسكر والإخوان في حال سارت الأمور على غير ما يشتهي ويريد الإخوان والعسكر من إنجاح شفيق وإيصاله لمنصب رئيس الجمهورية وذالك عبر الاتفاق على القيام بالعديد من الأعمال ومنها

1- عمل كل من المجلس العسكري والإخوان على إحداث تزوير في نتائج الانتخابات تؤدي الى ترجح كفة احمد شفيق بالفوز بانتخابات الرئاسة المصرية
2- إطفاء الشرعية الدستورية والقضائية على فوز شفيق بانتخابات الرئاسة المصرية
3- إعلان كل من الإخوان والعسكر عن رضاهم بحكم القضاء المصري والممثل باللجنة العليا المشرفة على الانتخابات وقبول نتائجها آيا كان شكلها
4- تسابق الإخوان والعسكر على إثبات نزاهة الانتخابات ونزاهة نتائجها والرضا بها بحيث يقوم الإخوان المسلمين بعدها على سحب مناصريهم من ميدان التحرير والشارع وهذا ما من شانه أن يقوض أي تحرك جماهيري تقوم به القوى الأخرى مستقبلا والتي على ما يبدوا أنها أصبح كثيرا ينطبق عليها المثل القائل ( العبوا يا أولاد واللعب على أمهاتكم )

ولعل تنفيذ بنود هذه الخطة البديلة بحذافيرها من شانه أن يسير بالأمور في مصر نحو التهدئة عبر العمل على تحقيق الأهداف التالية :-

1- إنهاء وإطفاء جذوة النزاع والصراع السياسي الظاهر بقبول كلا من طرفيه الرئيسيين والممثل بالإخوان والعسكر بنتائج الانتخابات والرضا بها بعد الاعلان فوز شفيق بالانتخابات
2- القضاء على فكرة التحركات الجماهيرية الشعبية وذالك عبر العمل على تقويض أي تحرك جماهيري للقوى الأخرى في ميدان التحرير والشارع عبر إعلان الإخوان المسلمين عن انسحابهم منها وسحب كل أتباعهم ومناصريهم من أي تحرك جماهيري ذا صلة بقرارات الاحتجاج
3- العمل على تقويض ظاهرة التجمعات والمظاهرات الجماهيرية في الشوارع والميادين العامة لمختلف الكتل والتيارات المعارضة عبر قيام المجلس العسكري على إيجاد العديد من المبررات والذرائع والتي تسمح له باتخاذ خيار الحسم العسكري والقمعي لمواجهة المظاهرات والاحتجاجات الشعبية والجماهيرية والمتمثلة بدورها في ذريعتين رئيسيتين

• عدم التزام الشارع بأحكام الدستور والقانون وبحكم القضاء المصري في إعلان فوز احمد شفيق بالانتخابات الرئاسة المصرية وهو ما أهدد به البيان الأخير الصادر عن المجلس العسكري
• التصعيد من وتيرة التصريحات والتهديدات التي يطلقها البعض بإدخال مصر بحرب أهلية في حال تم الإعلان عن فوز احمد شفيق بالانتخابات وخلق وإيجاد الشائعات التي تصب في هذا الاتجاه عبر اتهام البعض لمختلف الحركات الإسلامية ولا سيما حركة الإخوان بالعمل على إدخال مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة لمصر وتوزيعها على مناصريها وأتباعها وهو ما سيعطي بدورة حجة أمنية للمجلس العسكري لقيامه بقمع الاحتجاجات والمظاهرات التي يمكن لها أن تخرج إلى الشارع بعد الإعلان عن فوز احمد شفيق بالرئاسة المصرية

إن المجلس العسكري اذ يعمل اليوم على إيجاد المبررات والذرائع والحجج القانونية والأمنية والتي تسمح له بالتدخل العسكري لقمع الاحتجاجات القادمة التي ستحصل في مصر على اثر الإعلان عن فوز احمد شفيق بمنصب الرئاسة فهو يطمح بذالك إلى القضاء على ظاهرة الاحتجاجات والمظاهرات في المشهد المصري بما يساهم بدوره بسحب البساط من تحت كل الأيدي والأرجل الخفية التي تعمل على إبقاء جذوة الصراع مشتعلة ومتقدة بين العسكر والنظام السابق من جهة وبين الشعب المصري وتياراته وحركاته المختلفة من جهة أخرى

وعليه يمكن لنا هنا التنبؤ بطبيعة المشاهد السينمائية التي ستحدث في مصر في الأيام والأسابيع القادمة والتي حملتها الخطة البديلة من هذا الفيلم السينمائي الأمريكي والتي ستقوم بدورها على اعتراف الإخوان المسلمين بنزاهة الانتخابات المصرية وبنزاهة القضاء المصري وبفوز احمد شفيق وبقيامهم بسحب كل أتباعهم وجماهيرهم من ميدان التحرير وترك الثورة والثوار المصريون يواجهون لوحدهم إجراءات المجلس العسكري القمعية في الحد من ظاهرة الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية والجماهيرية المصرية تحت حجج أمنية ودستورية وقانونية عديدة ومتنوعة

فأمريكيا ومن وراءها العسكر والإخوان تسعى إلى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد في هذه اللعبة الانتخابية فهي من جهة تسعى إلى إنجاح مرشحها وحل عقدة الأزمة السياسية التي تعيشها مصر ومن جهة اخرى فهي تسعى للقضاء على ظاهرة التجمعات والاحتجاجات الجماهيرية وسحب البساط من تحت كل الأيدي والأرجل الخارجية الأخرى التي تريد ان تلعب بالمشهد المصري

لقد تمكن كل من الإخوان والعسكر برعاية أمريكية من السير قدما في إخراج الفيلم السينمائي الأمريكي بمشاهده المختلفة طمعا في تقويض ثورة الشعب المصري والحد من تطلعاته في الحرية والانعتاق عبر اتفاق كل من الإخوان المسلمين والعسكر على تقاسم السلطة فيما بينهما بحصول العسكر على منصب رئاسة الجمهورية وقيادة المجلس العسكري وحصول الإخوان على العديد من الامتيازات السياسية كحصولهم على نسبة الأغلبية في مجلس الشعب والشورى وربما تكليفهم بتشكيل الحكومة الجديدة في مصر والتي سيكلف شفيق الإخوان المسلمين بتشكيلها وذالك كله على حساب دماء الشهداء والثورة والثوار المصريين

بالأمس القريب كنت قد كتبت مقالا جاء تحت عنوان ( انتخابات الرئاسة المصرية " فيلم سينمائي أمريكي بطولة كل من الإخوان والعسكر ") والذي سلطت الضوء فيه على بنود هذا الفيلم الأمريكي ومشاهده المختلفة والتي أشارت جميعها إلى حتمية فوز احمد شفيق بمنصب الرئاسة المصرية وذالك إبان اليوم الأول من تصويت الشعب المصري في الجولة الثانية من الانتخابات المصرية حيث تعرضت على أثره للعديد والكثير من الانتفاضات وخصوصا بعد فرز النتائج الأولية التلفزيونية والتي أشارات إلى نجاح مرشح الإخوان محمد مرسى بمنصب الرئاسة المصرية ولما أخذت الأمور بعد ذالك تصب في تثبيت صحة ما جاء في مقالي الأول من حقيقة وجود اتفاق خفي بين جماعة الإخوان المسلمين والعسكر ضمن إطار فيلم سينمائي أمريكي وذالك بعد عمل العسكر ولجنة الانتخابات العليا على تأجيل النظر بنتائج الانتخابات لحين النظر في الطعون المقدمة من الطرفين كان أن دفعني ذالك إلى كتابة هذه المقالة بحلقتها الثانية وذالك استكمالا ووصولا لعملية إزالة الستار عن طبيعة وحقيقة المشاهد التي تحدث في مصر اليوم والموجودة والمرسومة في سيناريو الخطة البديلة التي تضمنها الفيلم السينمائي الأمريكي والمتمثل بأبطاله الحقيقيين ( العسكر و الإخوان المسلمين ) .... هذا والله تعالى أعلى واعلم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف