الأخبار
هل أوشكت إسرائيل على دخول حرب أهلية؟خطة إسرائيلية لبناء معبر رفح البري في موقع جديدالاحتلال يوسع المنطقة العازلة بمحور فيلادلفيا ويخطط لمعبر جديد للسفرمحلل سياسي: حماس الأكثر دهاء بالمعارك العسكرية مع إسرائيلالصحة بغزة تناشد لإدخال وقود عاجل لمنع توقف محطات الأكسجين في المستشفياتسموتريتش: لا مفر من حرب حاسمة مع لبنانإسبانيا تطلب رسمياً الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"إدارة بايدن تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار بغزةاطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤوليةجيش الاحتلال يشن عملية عسكرية مباغتة في حي الشجاعية ونزوح آلاف المواطنينمقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 16 جندياً باستهدافهم بعبوة ناسفة في جنينأفضل وسطاء الفوركس لتعزيز تجربتك في تداول الذهب
2024/6/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غرسوا فلم يأكلوا بقلم:حماد صبح

تاريخ النشر : 2012-06-20
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة : غرسوا فلم يأكلوا بقلم : حماد صبح
خطفها من سيل الماء الموشى بالعيدان والزبد وورق الشجر . همس في المطر الذي أخذ يهدأ : جوافة كمال !
ترقرقت في عينيه دموع . حمل الشجيرة إلى الكوخ الذي يحفظ فيه كل ما له صلة بالزراعة من أدوات ومبيدات وبذور ، وأسندها في رفق وحب في زاوية الكوخ الجنوبية الغربية ، وعاد إلى عمله . تابع تحويل ماء السيل بالمسحاة إلى أشجار الزيتون . انهمرت عليه الذكريات . في مطلع أكتوبر 2008 اتفق مع كمال على الذهاب
إلى السوق . قال كمال إنه يريد شراء شجيرة جوافة ليغرسها عند سور البيت من الخارج . وفي الصباح هاتفه
بالجوال وأخبره بأنه لا يستطيع مصاحبته إلى السوق ، ولم يضف أي كلمة لبيان السبب . اشترى معتز الشجيرة .
ماذا كان سيفعل سوى ما فعل ؟ وأصيلا ذهب بها إلى كمال ، ورفض صادقا أخذ ثمنها . قال مازحا : إنها شجيرتي . ازرعها لي عندك !
استشهد كمال مجاهدا رابع أيام عدوان الرصاص المصبوب ، وانكف معتز عن الذهاب إلى بيته وملاحظة
نمو الشجيرة . هاهي تأتيه على وجه السيل بعد ليلة من المطر الوابل والريح الهائجة . قالوا إن السيل لا يبدل مجراه . قد تجبره تغييرات في شكل أرض المجرى بفعل الإنسان إلى انعطاف هنا وتوقف هنا ، لكن إذا
اشتد المطر وامتد زمن تهطاله عاد إلى مجراه القديم . وهذا ما حدث للسيل الذي جلب الشجيرة بعد
أربعة أشهر من غرسها عند الجهة الجنوبية من سور بيت كمال . وبعد أن اطمأن معتز إلى تحويل مسار
الماء نحو أشجاره قصد الكوخ . انتبه إلى أن الشجيرة كبرت كبرا لا يخفى . ترقرت الدموع في عينيه .
رفع الشجيرة من ساقها وقبلها هامسا : مستها يد كمال ورأتها عينه . فكر : هل يعيدها إلى أسرته ؟ وناقش نفسه :
ابنه في الثانية من عمره ، من سيرعاها ؟ قد تهملها زوجته ، ثم هو صديقي ، صديقي ؟ ! أخي . وغرسها أصيلا
حين صحا الجو ودفىء في حضن السياج الجنوبي لزيتونه . غرست في مكان ووقت يشبهان المكان والوقت
اللذين غرست فيهما أول مرة عند بيت كمال . ومنذ أيام قطف فاتحة ثمارها القليلة فأكل حبة وأعطى الباقي
لأسرتين من الجيران الذين قالوا إنه وزع عليهم فاتحة جوافته حتى يبارك الله له في الآتي من ثمارها . لا يعلمون أنها جوافة كمال ، وأنه لا يراها إلا هكذا . كان في قلبه حرارة حسرة . أرملة كمال وابنه لم يأكلا من ثمرها . الابن معتز مات في مرض ، والأم عادت إلى أهلها ،
والبيت اشترته أسرة جديدة . ونظر صوب البيت فدهمه انهلال الدمع فمسحه بكمه وتمتم في نشيجه : غرسوا
فلم يأكلوا .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف