الأخبار
اطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤوليةجيش الاحتلال يشن عملية عسكرية مباغتة في حي الشجاعية ونزوح آلاف المواطنينمقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 16 جندياً باستهدافهم بعبوة ناسفة في جنينأفضل وسطاء الفوركس لتعزيز تجربتك في تداول الذهبأولمرت يشن هجوماً على نتنياهو ويتهمه بالتخلي عن الأسرى الإسرائيليين وإطالة أمد الحربالبيت الأبيض: ندعم إسرائيل بالسلاح ونقدم مساعدات إنسانية لغزة.. ولا نرغب بحرب في لبنانالمتطرف بن غفير: سياستي حصول الأسرى الفلسطينيين على الحد الأدنى من الطعامتقرير: تكتيك حماس العسكري يحرم إسرائيل من النصرأردوغان: نتنياهو يسعى لشن حرب في لبنانأونروا: انهيار شبه كامل للقانون والنظام في غزةأردوغان يعلن دعمه لبنان ويستنكر الدعم الأوروبي لإسرائيلمؤسس موقع ويكيليكس "حر" بعد اتفاق مع القضاء الأميركي
2024/6/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نعوة بالشاعر الراحل خليل خلايلي بقلم:محمد قدورة

تاريخ النشر : 2012-06-19
انعي اليكم فقيد الثقافة الوطنية و الشعر و التربية الاستاذ خليل خلايلي
في المهجع ( البراكس ) رقم " 35 " ، حيث تنفست صدورنا الغضة دخان الخشب الرطب المحروق في شتاءات قارسة البرودة في مخيم النيرب الذي يتربع على كتفي قرية النيرب و مطار حلب. فللمهجع اصول عسكرية فرنسية، طول الواحد منها 25 مترا و عرضه ستة امتار وله ثمانية نوافذ متقابلة من كل جهة و كوة دائرية صغيرة فوق كلا المدخلين، كانت المهاجع سكنا و ساحات تدريب للدخلاء المحتلين تحت عنوان الانتداب و تنفيذا لمؤامرة ( سايكس بيكو ) التي قسمت الوطن العربي اربا، ليسهل على قوى الاستعمار نهب خيرات بلادنا و زرع بذور الشقاق بين الاشقاء و اقامة الكيان الصهيوني في قلب الامة و الوطن. و ما لبثت ان غدت ملاذا للوافدين من المهجرين قسرا من فلسطين الى دنيا الشتات. قيض لهذا المهجع ان يغلق من منتصفه، فكنا نحن و دار ابو ياسر ابو حسان نحتل صدر نصف المهجع و حصلنا على زيادة، عرضت الشقة نصف متر لكل منا لتصبح بطول ثلاث امتار و نصف طول و عرض ثلاثة امتار، وكل عائلة احتلت نافذة و اقامت ببطانيات الاعاشة جدرانا تعزلها عن الجيران، فحجبت الرؤيا و لم تحجب صوت الانفاس... و ممر بعرض متر و قد يقل عرضه عن ذلك حسب اتفاق السكان ليربحوا سنتيمترات..
ابو غالب " خليل ابراهيم خلايلي " و اسرته كانوا يحتلون الغرفة الاولى على يسار المدخل الجنوبي للمهجع، كان لا يزال شابا يافعا يعيش في كنف اسرته المؤلفة من ابيه و امه و اخيه محمد و اخته، امنة، لان البنتين الكبيرتين كانتا متزوجتين. كم كنا نحن اطفال المهجع نعتز و نفرح لرؤياه و سماع صوته، فعندما كان يرانا عابرين من امام مقصورته!!! في " البركس "، يمازحنا يطلب منا ان نعيد على مسامعه ما نحفظه من اناشيد، و يعلمنا كيف نحيي سوريا و فلسطين، فكنت عندما ارى رفقاءه عنده، مستغلا انشغال والديه بعملهم بالارض، حيث عملا " بالمرابعة " رغم تقدمهما بالسن ، ليعقدوا اجتماعا" " "للقوميين السوريين "- و بدون ان ادرك المغزى الحقيقي لذلك – كنت اشعر و كانها لقية جميلة و غالية فاضرب رجلي بالارض بقوة و ارفع يميني بزاوية قائمة و اكرر بصوت عال " تحيا سوريا، تحيا فلسطين " فيهب كل الحاضرين و قوفا ليردوا التحية، و حينها لم تسعني الارض، و خاصة ان من بينهم اساتذة في مدرستنا: صالح سوداح، محمد زواوي، محمد سعد، احمد يوسف، سليم البيك.صالح فاعور، فوزي عبد الرازق... و غيرهم الكثيرون ممن كانوا يترددون عمالا و معلمين و موظفين ممن اعتقدوا بان هذا الدرب يقود العودة الى الديار.
ابو غالب انتمى الى جيل عصامي. فقد اشتغل عاملا ليعيل نفسه و يساهم في اعالة اسرته، الامر الذي شكل عائقا في ذهابه الى المدرسة لاستكمال دراسته التي انقطعت بسبب النكبة التي حلت، بينما قد قبل التحدي الذي طرحته عليه و ابناء جيله حالة اللجوء!!! فكان يدرس ليلا، ثم اصبح معلما في بلدة الدانا، و تابع دراسته و انتقل الى دمشق وعمل معلما هناك متابعا دراسته الجامعية و حصل على دبلومين في الدراسات العليا ، و كان همه ان يعوض ابناءه ما عاناه، فاهتم بمتابعة دراستهم و تنمية مواهبهم الموسيقيية و الكتابية فابدعوا بمهنهم و اهتماماتهم
و لشدة حساسيته الوطنية و مشاعره الانسانية الفياضة، فقد ابدع شعرا بكل صنوفه الوطنية و الغزلية و الاجتماعية و له في ذلك دواوين و كان مسكونا بحبه للوطن و بحبه لمسقط راسه " الجش" باحثا بعمق بابعاد اصولها التاريخية، و كتب الكثير عنها تحت اسم " جيسكالا "


خسر من لم يواكبك يا ابا غالب، و لحسن حظنا اننا عدنا للتواصل معه بعد عودته من السعودية – حيث عمل مفتشا للغة العربية فيها - فعاد يثير الفرحة في نفوسنا نحن الكبار و في نفوس ابنائنا و بناتنا الذين احبوه بشغف عامر ، فكانت لقاءاته مفيدة، لما يتناوله من احاديث شيقة و غاية في العمق و المعرفة فقد كان من الكنوز الثقافية واسعة الاطلاع و لا يخفي ما خبره عمن يجالسه باسلوب شيق وممازحات خفيفة و غزل برئ يفرح قلب السيدات و لا يؤذي مشاعر احد.
ماذا نقول لك، و باي صفة ننعيك و نعزي انفسنا بفقدانك، انقول افتقدناك جارا ما نسيت تفاصيل التجاور معك منذ يناعة اظافري، اننعيك معلما في الوطنية مقداما، اننعيك زارعا للثقة في نفوس من جالسوك، اننعيك استاذا كبيرا لاجيال متعاقبة، ام نعزيك كخال نعتز بعصاميته و طيب خصاله و افعاله، ام صديقا لا يشعر مجالسه بفرق السن معه، فقد كان مواكبا لتطورات العصر مؤقلما نفسه معها، خسرناك ايها الفقيد الغالي بكل المقاييس!!!! ، و بفقدانك سيشعر باليتم كل من تعرف اليك، شيبا و شبانا ، نساء و رجالا و اطفالا، و لتقر عيناك يا ابا غالب، سيحقق ابناءك و احفادك الحلم الكبير الذي لم يبارح خيالك طوال 64 سنة من الغربة عن الوطن بالعودة اليه و الجلوس تحت فئ شجرة تين و قطف ثمارها على الندى و الاستمتاع بطعمها المميز في كروم " الجش ".
و انني اذ ارفع احر ايات التعزية بفقدانك الى سيدة الهدوء ام غالب و بناتك المصونات و ابنائك الاكارم و اخواتك الكريمات و ال الخلايلي و ال حديري و ال ابراهيم و الى جميع انسبائك و رفاق دربك الطويل، فانني و ام ايمن و بناتنا و اولادنا و احفادنا نعزي انفسنا و نعزيكم ، ففقدانك، مصاب جلل يا ابا غالب، سيفتقد نظراتك الحنونة ياسمين دمشق ومقعدك في الاماسي الثقافية و مرابعها، سيبقى خاليا. سيفتقدك رواد و مؤسسي المنتدى الثقافي الذي كنت من رواده في مواسمه الثقافية. فالى الخلود يا ابا غالب و سيشفع لك في ذلك ما قد انجزت، الرحمة لفقيدنا الغالي و الصبر و السلوان لذويه و اصدقائه
محمد قدورة " ابو ايمن "
مالمو 19/6/
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف