الأخبار
"إعدادنا مستمر".. كتائب القسام تبث مشاهد حديثة من تجهيز عبوات ناسفة بغزةمصر ترفض دخول قواتها إلى قطاع غزة وتتمسك بموقع معبر رفحهل أوشكت إسرائيل على دخول حرب أهلية؟خطة إسرائيلية لبناء معبر رفح البري في موقع جديدالاحتلال يوسع المنطقة العازلة بمحور فيلادلفيا ويخطط لمعبر جديد للسفرمحلل سياسي: حماس الأكثر دهاء بالمعارك العسكرية مع إسرائيلالصحة بغزة تناشد لإدخال وقود عاجل لمنع توقف محطات الأكسجين في المستشفياتسموتريتش: لا مفر من حرب حاسمة مع لبنانإسبانيا تطلب رسمياً الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"إدارة بايدن تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار بغزةاطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤوليةجيش الاحتلال يشن عملية عسكرية مباغتة في حي الشجاعية ونزوح آلاف المواطنين
2024/7/1
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نيكولاس، والطفل، وقطته البيضاء!!بقلم: أمل مصطفى السعيد

تاريخ النشر : 2012-06-17
نيكولاس، والطفل، وقطته البيضاء!!بقلم: أمل مصطفى السعيد
نيكولاس، والطفل، وقطته البيضاء!!

قصة قصيرة
بقلم: أمل مصطفى السعيد
كاتبة وإعلامية مصرية
[email protected]

غريب الطباع، صبور، عصامي، دقيق، مثابر، باختصار كان مثاليا بكل معنى الكلمة
منذ طفولته عشق العلم والثقافة، لكن الحظ لم يحالفه لقلة ذات اليد وفقر عائلة تضم 3 من الاخوة الاشقاء ما اضطره لترك الدراسة في مرحلة مبكرة من الابتدائية وفي قلبه حسرة ترك مقاعد الدراسة
عندما بلغ من العمر 16 عاما اتخذ قرارا بالاعتماد على نفسه وان يكون عصاميا، ترك منزل العائلة باحثا عن عمل، متجولا في الشوارع والطرقات، وعندما كان يفشل في العثور على مأوى للنوم كان يتخذ من دكة احدى الحدائق في ميدان من ميادين اليونان سريرا له ملتحفا السماء، اما الطعام فكان حله باللجوء لاحدى الكنائس لتناول الطعام مجانا، وبذلك كان يحل مشكلة السكن والغذاء، لكن هاجس الثقافة والمعرفة ظل بدون حل، وبقي هاجسه الاول، والاخير......
في نهاية مشوار البحث عن عمل وجد ضالته في احدى الجزر القريبة من العاصمة اثينا، لم يفكر ثانية بالعرض، وهناك بدا مرحلة تطوير قدراته الفنية وتنمية هوايته المتمثلة في اصلاح الاجهزة الكهربائية
في عمله استفاد خبرة ومهارة جمع اليهما شغفه بالمعرفة والثقافة والعلم حيث لم يترك فرصة للقراءة والمطالعة الا واستغلها خاصة في مجال قراءة الكتب ما اتاح له فرصة تثقيف نفسه بنفسه، وهو ما اكسبه ثقة احترام المسؤولين عنه في عمله ما أهله لتبوأ منصب كبير في احدى شركات المشروبات الغازية العالمية
لقد حقق ما تمناه بجده وتعبه معتمدا على نفسه، في مشوار حياة لم يعرف الملل او الكلل ابدا
كان دائما ما يمارس هواية القراءة التي تشكل هاجسه، كما كان يحب تصنيع دواء للمعدة من الاعشاب
كان انسانا في منتهى الغرابة، يذهب في كل اجازة نهاية اسبوع لمساعدة الاطفال والفقراء اليتامى، كان يسعى لجمع الاثاث والاجهزة التالفة بهدف اصلاحها من اجل الفقراء
ذات يوم عاد الى منزله مساء ليجد في انتظاره قطة بيضاء تصدر مواء اشبه بالصراخ، اصطحب القطة الى منزله، اتخذ قرارا بان تنضم اليه كبنت تقاسمه الوحدة خاصة وان لم يتزوج، كان يضمها الى حضنه بحميمية حتى في ساعات نومه بالفراش!!
كان كل امله هو مساعدة المساكين واعادة البسمة للاطفال، ينفق عليهم من امواله كعمل خيري الى ان علم ذات يوم بمرض اصابته بسرطان الامعاء والكبد، لم يحزن ولم يياس، ولكن ...
كان تفكيره وهاجسه الدائم :
لمن سيترك منزله؟ وما هو مصير قطته البيضاء التي قاسمته ايام الوحدة ؟؟
ظل يبحث ويبحث عن طفل يوصي له بتركته لا سيما وان كل اخوانه كانوا اغنياء،
واخيرا وجد الطفل المناسب، طفل تربطه بوالده صلة "خال"، كان الطفل يتيم الاب، بينما والدته لم يكن لها مصدر رزق، اذا كان اختيارا مناسبا لمن يستحق الوصية اذ جمع الطفل بين القرابة وبين اليتم فما كان منه الا ان اسرع في احضار محاميه الخاص ليقرر بحضوره كتابة الوصية كما طلب منه عدم اخبار اي احد من الاهل او الاقارب ببنود وتفاصيل الوصية الا بعد رحيله.
زادت الالام المرض عليه، وكان من اللازم الذهاب الى المستشفى بعد دخوله في غيبوبة حيث ظل طريح الفراش 21 يوما... ورحل!!
بعد مرور 40 يوما غلى رحيله اتصل المحامي بجميع الورثة ليبلغهم بتفاصيل الوصية حيث تلا عليهم الوصية التي املاها عليه قبل رحيله، طالبا منهم احضار زوجة ابن شقيقته الارمل وطفلها اليتيم موضوع الوصية اولا ... واخيرا
اصيب الجميع بدهشة، صمتوا كأن على رؤوسهم الطير من هول المفاجأة، كانت وصيته مفاجاة للجميع، حيث وهب جميع ممتلكاته للطفل اليتيم، تلك الاموال التي ظل يجمعها على مدار 55 عاما من الكفاح والنضال والعمل الدؤوب،
لكن : اتدرون ما هو شرطه الوحيد الذي يدل على مدى نبله وانسانيته حتى بعد رحيله؟؟!!
شرطه الوحيد ان يحتفظ الطفل وامه بقطته البيضاء والاهتمام بها ورعايتها حتى ترحل عن الحياة مثله!!
رحمك الله يا نيكولاس فلقد كنت دوما رجل المباديء، والقيم، والاخلاق ، والمثل العليا النبيلة،
كنت، وما زلت، وستبقى في ذاكرتنا تماما ككلماتك ووصاياك بضرورة ان نمد يد العون والمساغدة للاطفال
سنبقى نذكر كلمتك " اذا اردت المساعدة فعليك بالاطفال"
رحمك الله يا نيكولاس......
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف