الأخبار
هل أوشكت إسرائيل على دخول حرب أهلية؟خطة إسرائيلية لبناء معبر رفح البري في موقع جديدالاحتلال يوسع المنطقة العازلة بمحور فيلادلفيا ويخطط لمعبر جديد للسفرمحلل سياسي: حماس الأكثر دهاء بالمعارك العسكرية مع إسرائيلالصحة بغزة تناشد لإدخال وقود عاجل لمنع توقف محطات الأكسجين في المستشفياتسموتريتش: لا مفر من حرب حاسمة مع لبنانإسبانيا تطلب رسمياً الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"إدارة بايدن تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار بغزةاطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤوليةجيش الاحتلال يشن عملية عسكرية مباغتة في حي الشجاعية ونزوح آلاف المواطنينمقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 16 جندياً باستهدافهم بعبوة ناسفة في جنينأفضل وسطاء الفوركس لتعزيز تجربتك في تداول الذهب
2024/6/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا بد أن تكون نهايتنا هكذا..

تاريخ النشر : 2012-06-09
لا بد أن تكون نهايتنا هكذا..

- مستنقعات الكبار دائماً يغرق بها الصغار, والمتاهات التي يضعونها منتصرة على كل محاولاتنا, هذا الشيء من بقايا ذكرى والدي التي تعايشني حالياً بواقع غامض لكنه أوضح؛ خاصة بعدما وصلت سني هذا وأنا لا أزال أقف هنا على طوابير المؤون بين المئات أنتظر دورّي, أوضح بحيث يمكنني أن أضيف لوالدي أن بيوت الأمل التي تحدثنا عنها مراراً في هذه البلاد يمكنها الآن أن تتنفس, نعم صدق ذلك يمكنها أن تتنفس بكامل حريتها, اتعلم حقاً أن كرمهم فائض عن رغباتنا حتى؛ لقد جعلوا لنا منفذين بحجم صبّارة كبيرة أحدهم من بين البيوت الضبابية, والآخر من تحت ظلال الأيدي الزائفة, ومن خياراتك المتاحة لك مثلاً أن تشهق بؤساً أو فقراً أو حتى حلماً لكنك لن تُزفر الا ألماً دائم .
- الحياة هنا تتوغل في الصعوبة, بحيث لا تكاد تنتهي مبدئياً من مشكلة حتى تتبعها أخرى أكثر هماً, ولا نعرف يقولون أنني وأولياء البيوت المجاورة ارتكبنا ذنب التنفس خارج نطاق الجاذبية الضيقة المتاحة لنا, ويبدو انني من بين القليل الذي صُدم بمقدمة الواقع؛ مما حذا به الا اطاحتي أدنى البقاع, لقد شلّ ارادتي وقتل أنفاسي وحول حياتي الى ما بعد الموت, أولاً وبسببه قضت زوجتي صريعة مرض احتاج الى أدوية وعمليات, ربما لو عملتها لكلفتني أكثر مما صرفت الى آخر أجدادي.. لم أكن أدري ماذا أفعل وقتها, كان يمكنني طلب المساعدة, ولكن كانت الابواب كلها مؤصدة بأقفال فولاذية, لا عين ترى, ولا أذن تسمع, ولا قلب رحيم.. تمنيت كثيراً لو كنت مكانها, على الأقل لن أراها تموت بعد كل السنين الموجعة التي تحملتها معي, لكن يبدو أنه لا بد أن تكون نهايتنا هكذا..
- والان لم يتبقى لي الا هؤلاء الثلاثة الجوعى, بل لنقل لم يتبقى لهم غيري, ها انا خارجاُ عَليّ أجد لهم هذه المرة غالون بنزين لتشغيل الماتور, في المرة الماضية شحذت لهم من جارنا أبو خليل, واليوم يقولون أن هناك محطة صارت تعبئ البنزين في غالونات ..
- ركبت التاكسي وكان يفيض ركاباً, الكل يتحدث عن الكهرباء والبنزين و الحكومة التي أذاقتنا الويلات..
- صارت قصة تدبير السولار أصعب من جيابة الفلوس أو حتى جيابة الاولاد..
- رأيتم ما حدث في بيت تحسين عندما التهمت النيران ابنه الوحيد, والذي أتاه بعد صبر وعناء خمس سنوات بسبب الشمعة والإهمال..
- إن كل هذه الجرائم اللاإنسانية تقع على عائق هذه الحكومة..
- يقول أخر: انها ترقص على أجسادنا واجساد أطفالنا,,
- وعندما همّمت أشاركهم الحديث, لفت انتباهي شخص يقول : اجعل انقطاع التيار وسيلة تقربك الى الله.. ثم تبين لنا فيما بعد أنه يعمل في وزارة الطاقة الفلسطينية المتقربة جداً من ربها,,
- لم أشأ أن أفرغ جل غضبي عليه في البداية, لكن بعد أن علت الاصوات وصار النقاش زوبعة المكان, موجهاً كلامي لهم جميعا وله تحديداً قلت : هل ترى في شيب الرأس حبيبات الطحين التي تجري عابسة, بائسة, متألمة تأكلها الديدان المتوحشة في شعري ؟ هل ترى خصلات الشعر تحاول حمايتها أم تتركها لتنهش ؟ هل ترى تلك الشعيرات المزركشة من هم السنين المنطوية على نفسها تحمل رشاشات وتضربها في عينها لتمنعها من أكلها ؟ ولكنك ما زلت شاباً, وجيبك عمرانة – زادك الله- لن ترى أي حُبيبة.. أتعلمون لي أطفالاً ثلاثة أصيبوا في الحرب الأخيرة وكانت إصاباتهم حرجة, وكذلك علاجهم أكثر حرجاً, ها هم الآن يعيشون على جهاز التنفس ومن دونه مصيرهم ثلاثتهم معاً هو الموت.. لا أعلم ما ذنبهم في هذه البلاد, ما ذنبهم حرموا أمهم, حرموا حياة, لعبوا بالفقر, وأكلوا بالفقر, وذهبوا الى الابتدائية فقراء, مُعمرين الى يومنا هذا..
- أنتظر كثيراً دوره بين مشاحنات السائقين, هذا يقول دوري, والآخر يعترض, والشرطة حاضرة, وصاحب المحطة رجلاً بغيض, ينهر في هذا, ويهزأ من هذا, والطابور يصل الى ما لا نهاية... كنت أراقب, وأنتظر ساعة بعد ساعة, الا ان وصلني الدور أخيراً, ها هو يعبئ لي ربعاً من غالون لا يزيد سنتميتر واحد عليه..
- وصلت البيت, وكان على شكل مستنقع احتوى من مدة طويلة خمس أرواح سكنوه, واليوم لا أجد الا روحي الميتة.. كان شكلهم يبعث فيّ وجه أمهم الذي لم يغيب, حرّم النوم عليّ, فاستيقظت أنظر مكانهم الفارغ ولم أقل الا " الله يرحمكم " لا بد أن تكون نهايتكم هكذا ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف