ترانيم الوشاية
في ديوان ' أربعون وسيلة و غاية واحدة'
هي باكورة الأعمال الإبداعية التي بها ومن خلالها أرخت الشاعرة الجزائرية "وسيلة بوسيس" لأحلام الصبا الجميلة ،المجموعة تضم عشرين نصا غارقا في الضياء متخذا مكانه خلف مرآة الذات ليعبر عن النفس في أقصى و أسمى شطحاتها بحثا عن اليقين و ركضا خلف الحقيقة و المبتغى...
أنا ريشة
في مهب القوافي
أراوح بين "الخليل"
و بين "لسان العرب"
لماذا أكور هذا الطريق العقيم
و أرفع جسدي سراجا يتيما
يروم انفجار الشهب
لماذا أرثيك بالدمع الغبي
و بما تيسر من فضة الكلمات
و الشعر ماء الذهب
لقد عبرت "وسيلة بوسيس" بأناقة لغوية عن الذات و الأنا الحالمة متخذة من حروف المد - التي هيمنت على كل النصوص – بساطا سحريــــا تطير به من فكرة إلى أخرى و من حلم إلى آخر من أجل الارتفاع و الارتقاء و التسامي عن العالم المأهول بشتى أنواع المعقولات – التي هي من الفطريات المسببة للملل و الركود و الجمود الوجداني و الابداعي – و الاكتفاء بمراقبته عن بعد و محاولة ترميم ما قد يرمم من الانكسارات التي لحقته قهرا ، لتكون أحلام الطفولة بمثابة الشعاع الليزري الذي من شأنه رتق المسافة بين الشقوق و الكسور...
لا جمال بلا من يرى
لا حياة بلا منتهى
لا حرام بلا مشتهى
لا رؤى في الدرب بلا شاعر صوبها
لا مرايا على النهر دون احتفال النجوم بعيدا بها...
و بين القصائد التي تسكن العناوين الموزعة على بياض الديوان : قصائد مترعة ، عنوسة ، مسيرة ، في مهب القوافي ، المجالس الوجدانية ، و منا ألوف ، أحلام الصبايا ...إلخ يتموضع النص الأكثر لمعانا و الأرسخ وجودا "أربعون وسيلة و غاية واحدة" ، نص بأربعين مقطعا تمكنت الشاعرة من خلاله أن تصنع لنفسها صورة رمزية تتكلم نيابة عنها و تكتب نيابة عنها و ترسم نيابة عنها أيضا ، و في هذا النص تغرق في عوالم لا يحدد معالمها محدد ، إذ تتوارى أحيانا خلف شبابيك السريالية و تطل أحيانا من مسام الوجودية و تستقي أحيانا أخرى من نبيذ الصوفية...
كأني على حافة الأرض لما تدور
أرى الكائنات الخفية نقاطا تجوب مدار المتاه
الفضاء ابتعاد و منأى
انتساب لما تحمل الريح في كفها لما تؤوب
صباحا أغني
كأني على حافة الأرض حين تذوب
أقبل ثغر المياه
و أفضي إلى جهة في الخواء
أرى الصاعدين إلى ضفة أخرى قصية
رواحا ألوذ بفتنة تلك الرسوم
كأن الرؤى نفحة من نعيم الإله
أطير بها نشوة و أجوب
اتخذت الشاعرة من الكلمات أداة و من الدلالات عقدا تترتب عن بعضها البعض ، لا تفك دلالة إلا لتقع في شرك عقدة دلالية أخرى ، دلالات متراقصة متناهية في الرشاقة و الأناقة ... نعم هي تلك الأناقة اللغوية التي ميزت الاختيارات الدقيقة من أجل رسم القصائد ، فهي تتوحد مع اللغة و مع الجمال كمثل المتصوف الذي يصبو إلى تحقيق اتحاد و توحد مع الإله...
مدن
تسحب منك خطاك
و خفافيش
تؤول إلى ظلمتها
و دراويش
و خيول مهزومة
في جوف التاريخ
و ربابات ترثي خواء الباقين
لا شك بأنك
تخرج من أقنوم الغربة
منتشلا ماضيك
و ليلا أعشى
و مطلق ما ساد
من الأهوال و من نكسات
و تخرج مرتعشا
كنواويس تؤرجحها الأرياح
الإدمان على الحلم هو إدمان على الحياة ، و هو إثبات للذات الحالمة الرائية الكاتبة التي تتموقع بين أنامل شاعرة هندست مشاهد شعرها بوضوح و صفاء ، مستغنية عن كل قناع من شأنه أن يطمس الوجه الحقيقي و يرمي به خلف شحوب التمثيل الذي يفصل بين الأنا الكاتبة و الأنا الحالمة و الأنا الشاعرة ... و هكذا ترسم بداية أحلامها و النهاية.
النهاية قبس يتسرب في الليل كي يختفي
في ديوان ' أربعون وسيلة و غاية واحدة'
هي باكورة الأعمال الإبداعية التي بها ومن خلالها أرخت الشاعرة الجزائرية "وسيلة بوسيس" لأحلام الصبا الجميلة ،المجموعة تضم عشرين نصا غارقا في الضياء متخذا مكانه خلف مرآة الذات ليعبر عن النفس في أقصى و أسمى شطحاتها بحثا عن اليقين و ركضا خلف الحقيقة و المبتغى...
أنا ريشة
في مهب القوافي
أراوح بين "الخليل"
و بين "لسان العرب"
لماذا أكور هذا الطريق العقيم
و أرفع جسدي سراجا يتيما
يروم انفجار الشهب
لماذا أرثيك بالدمع الغبي
و بما تيسر من فضة الكلمات
و الشعر ماء الذهب
لقد عبرت "وسيلة بوسيس" بأناقة لغوية عن الذات و الأنا الحالمة متخذة من حروف المد - التي هيمنت على كل النصوص – بساطا سحريــــا تطير به من فكرة إلى أخرى و من حلم إلى آخر من أجل الارتفاع و الارتقاء و التسامي عن العالم المأهول بشتى أنواع المعقولات – التي هي من الفطريات المسببة للملل و الركود و الجمود الوجداني و الابداعي – و الاكتفاء بمراقبته عن بعد و محاولة ترميم ما قد يرمم من الانكسارات التي لحقته قهرا ، لتكون أحلام الطفولة بمثابة الشعاع الليزري الذي من شأنه رتق المسافة بين الشقوق و الكسور...
لا جمال بلا من يرى
لا حياة بلا منتهى
لا حرام بلا مشتهى
لا رؤى في الدرب بلا شاعر صوبها
لا مرايا على النهر دون احتفال النجوم بعيدا بها...
و بين القصائد التي تسكن العناوين الموزعة على بياض الديوان : قصائد مترعة ، عنوسة ، مسيرة ، في مهب القوافي ، المجالس الوجدانية ، و منا ألوف ، أحلام الصبايا ...إلخ يتموضع النص الأكثر لمعانا و الأرسخ وجودا "أربعون وسيلة و غاية واحدة" ، نص بأربعين مقطعا تمكنت الشاعرة من خلاله أن تصنع لنفسها صورة رمزية تتكلم نيابة عنها و تكتب نيابة عنها و ترسم نيابة عنها أيضا ، و في هذا النص تغرق في عوالم لا يحدد معالمها محدد ، إذ تتوارى أحيانا خلف شبابيك السريالية و تطل أحيانا من مسام الوجودية و تستقي أحيانا أخرى من نبيذ الصوفية...
كأني على حافة الأرض لما تدور
أرى الكائنات الخفية نقاطا تجوب مدار المتاه
الفضاء ابتعاد و منأى
انتساب لما تحمل الريح في كفها لما تؤوب
صباحا أغني
كأني على حافة الأرض حين تذوب
أقبل ثغر المياه
و أفضي إلى جهة في الخواء
أرى الصاعدين إلى ضفة أخرى قصية
رواحا ألوذ بفتنة تلك الرسوم
كأن الرؤى نفحة من نعيم الإله
أطير بها نشوة و أجوب
اتخذت الشاعرة من الكلمات أداة و من الدلالات عقدا تترتب عن بعضها البعض ، لا تفك دلالة إلا لتقع في شرك عقدة دلالية أخرى ، دلالات متراقصة متناهية في الرشاقة و الأناقة ... نعم هي تلك الأناقة اللغوية التي ميزت الاختيارات الدقيقة من أجل رسم القصائد ، فهي تتوحد مع اللغة و مع الجمال كمثل المتصوف الذي يصبو إلى تحقيق اتحاد و توحد مع الإله...
مدن
تسحب منك خطاك
و خفافيش
تؤول إلى ظلمتها
و دراويش
و خيول مهزومة
في جوف التاريخ
و ربابات ترثي خواء الباقين
لا شك بأنك
تخرج من أقنوم الغربة
منتشلا ماضيك
و ليلا أعشى
و مطلق ما ساد
من الأهوال و من نكسات
و تخرج مرتعشا
كنواويس تؤرجحها الأرياح
الإدمان على الحلم هو إدمان على الحياة ، و هو إثبات للذات الحالمة الرائية الكاتبة التي تتموقع بين أنامل شاعرة هندست مشاهد شعرها بوضوح و صفاء ، مستغنية عن كل قناع من شأنه أن يطمس الوجه الحقيقي و يرمي به خلف شحوب التمثيل الذي يفصل بين الأنا الكاتبة و الأنا الحالمة و الأنا الشاعرة ... و هكذا ترسم بداية أحلامها و النهاية.
النهاية قبس يتسرب في الليل كي يختفي