الأخبار
رويدا عطية تودّع الفن وتعلن الاعتزال رسمياتعرف على فوائد بيض السمان والتي لا تغادر سفرة الرئيس الروسي بوتينماء بذور الكزبرة الدافئ.. السر للصحة والتخلص من السموم بشكل طبيعيسنتكوم تنفي استهداف "الحوثي" حاملة طائرات أمريكيةإعلام إسرائيلي: حماس تسيطر على معظم مناطق غزة ونتنياهو يقودنا إلى الفشل المطلقغموض كائنات بحرية غريبة في الساحل الشمالي لمصر: هل هي حيتان أم قروش؟السفير الإسرائيلي يغادر كولومبيا بسبب الحرب على غزةهجوم بمسيرة انتحارية على قاعدة أمريكية بسوريابلجيكا تشعل صراع التأهل بالمجموعة الخامسة في "يورو 2024"مبابي يشارك في مباراة ودية استعدادا لمواجهة بولندا"الصحة" بغزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 37 ألفاً و598 شهيداً منذ 7 أكتوبرمصر: لتقديم جثته لمقبرة أثرية.. ذُبح الطفل ونزعت أطرافه والقاتل أحد الأقاربالأردن: الكشف عن حقن مغشوشة تستخدم لفقدان الوزنخمسة شهداء في قصف للاحتلال على مقر (أونروا) جنوب غزةلواء إسرائيلي: إسرائيل غارقة في الوحل
2024/6/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حكايات مقدسية من تجليات رحلة اليوم السابع بقلم:علي الجريري

تاريخ النشر : 2012-06-03
حكايات مقدسية من تجليات رحلة اليوم السابع بقلم:علي الجريري
قصص وحكايات مقدسية
تجليات رحلة اليوم السابع // علي الجريري 1 / 6 / 2012
(1 ) إعراب
مكره أخاك لا بطل وإعراب الاسم السادس
تنتاب أساتذة اللغة الذين ينظرون فقط من خلال خز ق إبرة سيبويه ؛ عقدة الإعراب بغض النظر عن سلامة المعنى أو مرامي النص ، وباعتبار المصادر والمشتاق تعمل عمل فعلها في حال تنوينها وتعريفها أو إضافتها فأخوك نائب فاعل لاسم المفعول المصاغ من المبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنها من الأسماء الستة ، والتي نعلمها لطلابنا حتى في الجامعة على أنها خمسة من منطلق أن مجرد ذكر الاسم السادس فيه عيب في حالة العلم ؛ فيما تنتشر العيوب والعاهات والانتهاكات بفعل نشاط هذا الاسم الذي لا نتحرج في الخروج بنشاطه عن جادة الفضيلة إلى جادة الرذيلة ؛ لا عليكم فطاحلة اللغة العربية الذين في الغالب لا تعرفون التحدث بها بطريقة سليمة ؛ أكثر من دقيقة واحدة في أحسن الأحوال ، خارج حدود الدروس التي تحفظونها عن ظهر قلب . وفي حالة القدس لا تستطيعون التحدث عن القدس ليس فقط كونها عاصمة التنوع الثقافي بامتياز بل وكأقدس عاصمة إسلامية وعربية ؛ فحفظ قواعد سيبويه عن ظهر قلب لا تسعفكم في شيء وثقافتكم على قدر خزق إبرة ؛ أما رأي في إعراب مكره آخاك أو أخوك ؛ فيجوز فيها الوجهان الأول أخوك مرفوعة كنائب فاعل وعلامة رفعها الواو لأنها من الأسماء الستة على اعتبار أن مُكرَهٌ اسم مفعول من أكره على فعل أمر بغير رضاه وهي هنا بضم الأول وفتح ما قبل الآخر ، وهو ما تحكيه حكايات الوجوه الصباحية على حواجز الاحتلال التي بتنا نطوع قلوبنا والستنا على أنها معابر تنغص حياة الناس وتكدر عيشهم وهم في طريقهم إلى القدس إلى أعمالهم وصلواتهم ؛ وأكثر من ذلك انفنا ما إن نصل إلى أول متاهة حديدية تشبه متاهات "بافلوف" المعدة للفئران ؛ حتى نشرع تلقائيا بشلح كل ما ننتعله أو نلبسه يمكن أن يوشي بالة الجس الكهرومغناطيسية لتطلق تحذيرها بان ثمة أدوات معدنية ولو دبوس أو خرم ابره ؛ نريد اجتياز الحاجز فلا باس أن تخلع كل شيء سلفا وتمر حافي القدمين لتسمح لك مجندة يسميها اصطحاب السحنة الغربية من المحتلين "بالكوشية " في إشارة إلي المجندات المستقدمات من إثيوبيا آو الحبشة كما كنا نسميها في تاريخنا العربي ، لتدرك أخي العربي الأبي مكانتك في دولة التمييز العنصري الذين يتدرجون في سلم العنصرية من نخب ءول حتى النخب الثالث والرابع بينهم كيهود ثم يأتي دور العربي بعد ما باتت دولتهم تطلق عليهم الأقليات وأنت تأتي في نهايات هذه الدرجات ، لدرجة باتت تطلق على العرب بالسكان العرب وهو المصطلح الذي كان قانون الانتداب البريطاني يطلقه على اليهود بوصفهم سكانا في فلسطين . المهم أننا نعزي أنفسنا بعبارة مكره أخوك لا بطل ، أما حكاية نصبها ففيها وجاهة برأي ومدلولها في غاية الأهمية باتعتبارها منصوبة وعلامة نصبها ألإلف باعتبارها مفعولا به لاسم الفاعل مُكرِهٌ آخاك بضم الأول وفتح ما قبل الآخر . والسؤال لأستاذ الأبجدية هي هل قام إخوتنا بإكراهنا على عبور تلك الحواجز والممرات اللعينة منغصا عيشنا ودربنا ونحن في طريقنا إلى القدس ؛أن نسلك تلك الدروب ونوطن أنفسنا على هذا السلوك الاستسلامي التلقائي . كنا قبل أوسلو نرفض ذلك ونفتح ألف طريق مقابل كل طريق يغلقه المحتلون إلى المدينة ونجول البلاد عرضا وطولا ؛ من رفح للناقورة وابعد من ذلك حتى وقعنا تلك الاتفاقيات وارتضينا بولاة أمرنا وما وقعوا عليه فاكرهنا أنفسنا على ما خطط له الاحتلال طوعا وعلانية لذا صح أن نعربها مُكرِهٌ أخاك لا بطل .
(2 ) كعك القدس ودرجات باب العمود
تأخذك نكهة الكعك المقدسي راغبا أو مرغما فلا تقاومها مثلما تأخذك رحلة الحواجز الاحتلالية العنصرية بعيدا ، وأنت تقلع في خيالك بين عمرك الثوري وعجزك الفعلي عن أن تغير واقع الحال كما كنت في عز أحلامك الثورية المغرقة في رومانسيتها فتطاردك الأفكار وأنت يافعا في القدس تمارس كفاحك بكل أصنافه بكل تلقائية وعفوية ؛ إلى رومانسية القواعد الفدائية في عين الحلوة وغيرها في جنوب لبنان وسوريا والشتات ؛ مرورا بأوامر وسحنات هذا الاحتلال البغيض لتصل إلى باب العمود ، وكأن الطريق مرت كطرف عين تشدك مكرها أو مرغما أو راغبا رائحة الكعك المقدسي فلا تقاوم تلك الرغبة ، ها أنت تمد يدك مرة بتلقائية مختلفة ومحببة لدية هي بعض هويتك وطبعك المقدسي لتأخذ كعكة واحدة وتمضي لتجلس تحت ظل شجرة مثل ذلك العجوز سبقك مع هذا الصباح المشمس إلى المكان الذي كنت تواعد حبيبتك فيه قبل خمسة وأربعين عاما بالتمام والكمال ؛ ولا زلت تواعد خير صديقاتك وأصدقائك فيه لم تتغير الأسوار والأبواب غير أن الناس تبدلت والأشجار كبرت والحفريات تهدد أساسات السور ، أما بائع الكعك الذي اتخذ له زاوية عن الجدار الجنوبي لكلية شميت قبالة باب العمود حل مكانه أولاده وأحفاده ، وأنت تجلس الآن على مقاعد حديدية بدلا من افتراش الأرض أو الجلوس على بعض حجارة السور ، وأحيانا كنت تتحايل على صديقتك لتزور معك مغارة سليمان والبقية يا صديقي عندك لأنها أمورك الشخصية ومساحتك الخاصة . تستمتع بطعم الكعك المقدسي في ظل زيتونة عمرها أكثر من ألف عام فتأخذك التأملات سريعا إلى مثل هذه الأيام قبل أربع وأربعين عاما في الذكرى الاؤلى للاحتلال البغيض ، في الرابع من حزيران عام 1967 وبعدها بعام شاركت بتلك التظاهرة الأولى من نوعها التي كسرت حاجز الخوف من الاحتلال ، ومرت من هنا انطلاقا من باحات الحرم القدسي ومرورا بطريق باب السلسة وسوق خان الزيت ، تساورك المقارنة بين درجات باب العمود في ذلك العام وبين درجاته اليوم ، فتنهض لتعد درجاته درجة درجة إنها عشرون درجة عن يسار الداخل إلى المدينة وخمسة وأربعون درجة عن يمينه .
(3 ) بائعة الكرز
تقول الجدة للمارين إلى المدينة هذا مشمش بلدي وعنب وعناب ، اعرف هذه الجدة كانت تأتي مع جدتها قبل خمسة وأربعين عاما بالتمام والكمال ولا يزال كحل عينيها يعطي سحرا لم تغيره سنوات العمر لا شيء تغير غير أنها كانت حفيدة ثم كبرت مع السنين وتزوجت وأنجبت أطفالا ، وزوجت ابنتها وها هي تحضر حفيدتها معها لتبيع ثمار كرمها ، كما كانت جدتها تبيعه من ثمار المشمش والدرّاق وأوراق العنب الأخضر والعنب وكرز العناب تغير الباعة وتغير الشارون والمتسوقون والزائرون والعابدون وظلت القدس هي القدس من ذهب معتق تزداد تألقا وجمالا ، ظلت مساجدها وكنائسها وجاراتها وبيوتها العتيقة ، وتحولت سحنات محتليها ملوا من النظر إلى العشاق الذين يتزايدون في الطرقات، فيدركون أن الكرم يزداد نضارة وحلاوة ، وان بقاءهم هنا مؤقت وسيرحلون كما رحل غيرهم عنها وستظل هذه الأسواق عامرة بأهلها وثمارها ؛ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . ثمة من يهتف في داخلهم "ارحلوا عن المدينة واتركوها لأهلها في سلام .
(4 ) تمنيات جميلات القدس وتمنيات جميلات مكة
على يمين الداخل مسجد مصعب بن عمير رضي الله عنه هذا المسجد ، اقلق المحتلين قبل خمسة وأربعين عاما حيث تجمع المصلون بانتظار خروج التظاهرات رفضا للاحتلال في الذكرى الأولى للاحتلال ، والمساجد باتت مدارس العلماء ومنابر الوطنيين ، ومصعب بن عمير رحمه الله هو ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي . وأمه خُناس بنت مالك ، وزوجته حمنة بنت جحش تزوجها قبله عبد الرحمن بن عوف ، من أعطر أهل مكة وأجملهم لباسا ، كانت له ملابسه الخاصة لا يشابه أحدا غيره ، كان مدللا عند أمه ويوصف بالجمال والكمال ، جميل الخُلق والخَلق حتى سمي مصعب الخير ، قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما رأيت بمكة أحسن لمة ولا ارق حلة ولا انعم نعمة من مصعب بن عمير " كانت جميلات مكة وغانياتها تتمناه ، أسلم خفية في دار الأرقم ومكث زمناً طويلاً لم يعلم بإسلامه أحد حتى بصر به عثمان بن طلحة فأخبر أمه فحبسته فاحتال عليها وخرج مهاجرا إلى الحبشة ثم عاد ورجع إلى أمه فأرادت حبسه فحلف ليقتلن كل من تستعين به على حبسه فتركته وهي تتحدر منها دمعات على ابنها ثم دعاها إلى الإسلام فتعرض عنه ثم بعثه النبي ص إلى المدينة معلماً ومقرئً لهم حتى هاجر النبي إلى المدينة واسلم على يدي مصعب من أسياد المدينة ؛ سعد بن معاذ واسيد بن حضير وشارك في غزواته مع النبي كما في غزوة بدر وكان في احد حاملا اللواء واستشهد فيها على يد ابن قمئة ألليثي وهو يظن انه قتل النبي صلى الله عليه وسلم
روي عن عبد الرحمن بن عوف ر أنه كان صائماً ، وأُتي بطعام فقال :قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا حتى ترك الطعام وبكى (رواه البخاري )
2/عن خباب بن الأرت ر قال : هاجرنا مع رسول الله ص نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله ومنا من مضى أو ذهب لم يأكل من أجره شيئاً كان منهم مصعب بن عمير ، استشهد يوم أحد لم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطي بها رجلاه خرج رأسه فقال النبي ص غطوا بها رأسه واجعلوا على رجله الأذخر (رواه البخاري )
عن سعد بن أبي وقاص ر قال: كنا قوماً يصيبنا ظلف (خشونة )العيش بمكة مع رسول الله ص فلما أصابنا البلاء اعترفنا ومررنا عليه فصبرنا وكان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة وأجوده حُلة مع أبويه ثم لقد رأيته جُهد في الإسلام جهداً شديداً حتى لقد رأيت جلده يتحشف (يتقلص )كما يتحشف جلد الحية .
قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لما رآه قد لبس ثوباً مرقعاً" ما رأيت بمكة أحسن لِمة ولا أرق حلة ولا أنعم نعمة منه "
يذكرنا مسجده القائم على يمين الداخل من باب العمود بالتزوير والتهويد الذي يطال معالم المكان وأسمائه ومسجده المغلق يذكرنا بإغلاق الطرقات إلى المدينة وإذا كانت سلطات الاحتلال تعمل على احتلال كل شبر من أماكن المدينة سكنا ولغة ؛ فمن أغلق المسجد ومن المسؤول عن فتحه وإبقاء مساجده مفتوحة لأهلها ولعباد الله الزائرين لعتباتها المقدسة ، وتمنيات جميلات المدينة له بتمنيات جميلات القدس أن لا يمنع أزواجهن من الوصول إليهن ممن يسكنون خارج الحصار المضروب على القدس من مسميات عصفت بوحدة الوطن كغزة والضفة الغربية أو يتمكن أحبتهن ولو خلسة في ليلة مظلمة غاب عنها القمر أو لا تسحب بطاقاتهم الشخصية ويطردن خارج مدينة العشق والحب والمجد والدلال . لأنهن قررن أن يخترن حبيبا لهن زوجا وعشيقا من خارج أسوار هذه المدينة المقدسة .

(5 ) الشيخ ريحان أبو ريحانة
ورد عن ضريح الشيخ ريحان أنه: يقع في حارة السعدية قريباً من طريق المجاهدين، عند الشارع المسمى بعقبة الشيخ ريحان. وهو الصحابي شمعون القرظي، أبو ريحانة، أم المؤمنين، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد سكن القدس وتوفي فيها
ويقع جامع الشيخ ريحان في حارة السعدية في الجهة الشمالية الغربية من المسجد الأقصى المبارك ويتكون من طبقتين الأولى عبارة عن مغارة مدفون فيها الشيخ أبو ريحانة ، والطابق الثاني المسجد وله محراب ومكتبة صغيرة ولا توجد له مئذنة وله مكبرات صوت ورمم على فترات آخرها عام 1981م ويفتح في أوقات الصلاة فقط ، وحي الشيح ريحان في القدس العتيقة يختلف عن شارع الشيخ ريحان في القاهرة الذي نشبت في صراعات دامية بين إفرازات ما سمي بالربيع العربي الجديد مفسدا كل ما هو سلمي وتصالحي مستبدلا العنف الكلامي والجسدي يسير بالمجتمع العربي نحو حالة من الانحطاط لم تشهدها الجاهلية في عز طيشها وتعصبها ، حي الشيخ ريحان في القدس العتيقة ، حي تقطنه الألفة ونكهة قهوة شرقية لبداية نهار وأشعة شمس تشق طريقها بين أزقتها ونوافذه وشرفاته وسيدة تشرب قهوتها الصباحية فوق مطلات أحيائها العتيقة ، وأولاد شرعوا بالخروج إلى ألعابهم الصباحية ، وبضع رجال وشبان يمضون إلى فتح محالهم في حالات استثنائية انه يوم الاستثناء حيث يفد المدينة عشرات الآلاف من مريديها وعشاقها ممن أدمنوا الحصول على إذن من الاحتلال وتصاريح مرور للصلة فيها فقط ، لا وقت لديهم حتى للتجوال في أحيائها والتسوق منها ثمة فلسفة جديدة خطط لها الاحتلال كي تضيع وقتك في الطريق ذهابا وإيابا لتسلك طريقا واحدا فقط إلى باحات الحرم القدسي ، لتصلي ثم تسلك الطريق ذاته التي مرت به قبل الصلاة


(6 ) مروج الذهب والمسعودي
(000-345ه / 000 -956م)
هذا الحي أقام فيه العلامة أبو الحسين علي بن الحسين بن علي الشافعي المسعودي. مؤرخ وجغرافي ورحالة، اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في بغداد لأسرة عربية أصيلة، حيث يمتد نسبه إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وفي هذا الحي خط أول صفحات مؤلفه مروج الذهب ، درس المسعودي في مساجد القدس وقبابها ومدارسها ودرس في بغداد وبها نشأ وترعرع، واهتمت أسرته بتعليمه وتثقيفه، وتنشئته نشأة عربية إسلامية. وكانت بغداد حينئذ مركزا ثقافيا هاما، وقد ضمت بجوار مكتباتها وما حوته عددا كبيرا من العلماء والفقهاء والأدباء. ولذا أتيحت للمسعودي فرصة أن يتلقى قسطا وافرا من العلم والثقافة. مال منذ حداثته إلى الترحال، كما أراد أن ينمي ثقافته ويزيد من معلوماته بالمشاهدة والمعاينة بعد أن انتهى من القراءة والاطلاع. وزاد من رغبته في الترحال ؛ أن بغداد في عصرها العباسي الثاني قد بدأت تمر بفترة سياسية قلقة، فرأى المسعودي أن يرحل بعيدا عن هذه الاضطرابات، وأن يكون أكثر حرية في تدوين تاريخ هؤلاء الخلفاء.
بدأ المسعودي رحلته عام 309ه / 921 م، فغادر بغداد إلى الأطراف الشرقية من الدولة العباسية، فطاف ببلاد فارس وكرمان، واستقر فترة في اصطخر. وكانت هذه البلاد مرتبطة ارتباطا وثيقا بالدولة العباسية. وبعد عام واحد رحل إلى الهند وملتان والمنصورة، ثم عطف إلى كنباية فصيمور فسرنديب (سيلان). ومنها ركب البحر مصاحبا بعض التجار إلى بلاد الصين، وجاب المحيط الهندي، وزار جزائره وموانيه، وقد توقف في كل من مدغشقر وزنجبار، ثم عاد في نهاية رحلته إلى عمان.
أما الرحلة الثانية للمسعودي فكانت عام 314ه / 926 م. إلى ما وراء أذربيجان وجرجان، ثم رحل بعدها إلى بلاد الشام وفلسطين. وقصد بيت المقدس واستقر في هذا الحي رحالة باحثا ومعلما وفي عام 332ه / 944 م. رحل المسعودي إلى أنطاكية، وزار ثغور الشام، ثم عاد إلى البصرة . ولكنه عاود الرحيل إلى بلاد الشام واستقر فترة في دمشق . كان المسعودي في جميع رحلاته يدون ملاحظاته بتأن تام، فلم يكن رحالة يطوف البلاد للتنزه، بل كان يستقصي الحقائق التاريخية والجغرافية، معتمدا على الروايات والملاحظة. وهذا ما دعاه إلى تقسيم جولاته على مرحلتين. فكان في كل مرة يستوفي فيها معلوماته يقوم بتبيضها، فيحذف منها غير الموثق ، ف تميزت مدوانته بالدقة والعمق، وتفوق بذلك على كثير من الرحالة الذين كانوا يدونون كل ما يسمعونه من روايات وأساطير وخرافات دون تحقيق.
وفي نهاية رحلاته صرف المسعودي سنواته العشر الأخيرة متنقلا بين سورية ومصر، إلى أن شعر بحاجته إلى الاستقرار فاستقر بمدينة الفسطاط بمصر وتوفي فيها عام 345ه / 956 م.
ترك المسعودي عددا كبيرا من المؤلفات، حوت أخبار رحلاته ومشاهداته وتجاربه، ولكن معظمها كان مصيره الضياع، فلم يبق منها إلا أجزاء قليلة. ومن هذه المؤلفات كتاب المقالات في أصول الديانات ، وكتاب حدائق الأذهان في أخبار آل محمد عليه الصلاة والسلام ، وكتاب مزاهر الأخبار وظرائف الآثار ، وكتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الدائرة ، وكتاب القضايا والتجارب . أما مؤلفاته التي بقيت ونال بها شهرة واسعة كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر ويضم تاريخ المعمورة بدءا بهيئة الأرض وما عليها من معالم، ومرورا بأخبار الملوك وسير الأنبياء. وكتاب التنبيه والإشراف وهو جامع لألوان متعددة من الثقافات والعلوم
مروج الذهب
في دروب الحرير والذهب وجد المسعودي عنوان كتابه بين القدس والصين وبغداد والفسطاط في القاهرة وكنابه مروج الذهب ومعادن الجوهر كتاب في التاريخ ، يبدأ بالخليقة وينتهي بعهد الخليفة العباسي المطيع لله 973. أوَّله: (الحمد لله أهل الحمد، ومستوجب الثناء والمجد ... الخ) . ذكر فيه: أنه صنف أولاً، كتاباً كبيراً. سمَّاه: (أخبار الزمان) . ثم اختصره. وسمَّاه: (الأوسط). ثم أراد إجمال ما بسطه، واختصار ما وسطه في هذا الكتاب. وقال: نودعه لُمَع ما في ذينك الكتابين، مما ضمناهما، وغير ذلك من أنواع العلوم، وأخبار الأمم. ثم قال: كنا قد أتينا على جميع تسمية أهل الأمصار، من رواة حملة الآثار، ونقلة السير والأخبار، وطبقات أهل العلم من عصر الصحابة. ثم من تلاهم: إلى سنة 332، اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. في كتابنا: (أخبار الزمان) . وفي: (الأوسط) . وقد وسمت كتابي هذا بكتاب: (مروج الذهب) . لنفاسة ما حواه. وجعلته: (تحفة الأشراف) . لما قد ضمنته من جمل ما تدعو الحاجة إليه، وتنازع النفوس إلى علمه. ولم نترك نوعا من العلوم، ولا فنا من الأخبار، إلا أوردناه فيه: مفصلا، أو مجملا. فمن حرف شيئا من معناه، أو أزال ركنا من مبناه، أو طمس واضحة من معالمه، أو لبس شيئا من تراجمه، أو غيره، أو بدله، أو انتخبه، أو اختصره، أو نسبه إلى غيرنا، أو أضافه إلى سوانا، فوافاه من غضب الله، ووقوع نقمه، وقوادح بلاياه، ما يعجز عنه صبره، ويحار فكره، وجعله مثلة للعالمين، وعبرة للمعتبرين، وآية للمتوسمين، وسلبه الله - تعالى - ما أعطاه، وحال بينه وبين ما أنعم به عليه من قوة، ونعمة مبتدع السموات والأرض، من أي ملل كان، إنه على كل شيء قدير. جعلت هذا التخويف، في أول كتابي، وآخره، ليكون رادعا لمن ميله هوى، أو غلبه شقاء، فليراقب أمر ربه، وليحاذر سوء منقلبه، فالمدة يسيرة، والمسافة قصيرة، وإلى الله المصير.
(7 ) المحطة السابعة وصوت ضحية تئن على الطريق
قادتني رغبة التواصل مع المكان ، والسير في سوق خان الزيت بعد أن تركت على يميني السير في طريق الواد وفي الصدارة مسجد الشوربجي ، لأعيد ذكريات 45 عاما خلون من عمر المدينة تحت قبضة أشرس احتلال معاصر وأنا استذكر تلك المظاهرة الأولى في عام 68 التي كسرت وجه الرهبة من هذا الاحتلال ، أعرف الأسماء والأحياء والمحال وأصحابها كان هنا على يمين السوق صديلة تعرف باسم صيدلية الطزيز إنها ليست هنا على مدخل عقبة التوت الممتدة من شوق خان الزيت إلى طريق الواد ، صحيح أن محال عديدة تبدلت وتغيرت لكن هذه الصيدلية اذكرها جيدا لأكثر من سبب أولها أنني نقلت أليها فتىً أصيب بساقه في عيار ناري عندما فتحت قوات الاحتلال النار على التظاهرة الذكرى السنوية الأولى للنكسة ولتمنعنا من اجتياز باب العمود في الطريق إلى النصب التذكاري لشهداء حرب حزيران عام 67 القائم على مداخل المقبرة اليوسفية قبالة برج اللقلق ، حملته مع صديقي باسم قطينة الذي كان بدوره يشارك بحماسة منقطعة النظير في هذه المظاهرة وكان يسكن في عقبة البطيخ على يمين هذه السوق ، كان صاحبها وطنيا بامتياز استدعى على الفور طبيبا جراحا وباشر هو نفسه الإسعاف الأولى ونصحنا أن نغادر المكان ،عدنا إلى أقراننا بين كر وفر مع قوات الاحتلال ، بعض رفاقنا تمكن من التسلل عبر طريق حارة السعدية أما أنا وبسام فغالبنا الخوف وخشية الإمساك بنا والدماء على ثيابنا وأيدينا ؛ هربنا أمام ملاحقة جنود الاحتلال ورصاصه هو سرق نفسه إلى بيته بعد عدة درجات على اليمين من عقبة البطيخ وأنا ركضت حتى المحطة السابعة من محطات درب الآلام في طريق صلب سيدنا عيسى المسيح عليه السلام على يمينها عقبة القضماني ودرب الآلام على يسارها ، زوار وحجاج من دول شتى تشق طريقها في الصباح الباكر المشمس لتصلي لله أن يخلص هذه المدينة من مغتصبيها هذا الصيدلي أنقذ الفتى ؛ ولم يكن الإعلام يمكنه نقل الأخبار إلا ما تريده إسرائيل عبر إذاعتها الوحيدة في بلاد تخرج من عامها الأول تحت الاحتلال بشيء من رغبة الكفاح ومواصلة النضال لتحرير القدس وفلسطين ، في اليوم التالي هدأت الحالة وعدنا إلى الدوام ، وكنت بانتظار أن يطلب مني أستاذي الشيخ موسى شحادة معلم تفسير القران في الثانوية الشرعية أن أرافقه إلى منزله في حي البستان في سلون عبر طريق حارة المغاربة وساحة البراق بوصفه كفيفا ، غير انه طلب مني أولا أن أسير به الى سوق خان الزيت وان التفت يمينا واتجه به إلى طريق باب العمود كان قلبي يجادلني ان أمر بالصيدلي لأطمئن عن ذلك الفتى ويتملكني الخوف من إخبار أستاذي الشيخ بالحدث ، فجأة توقف الشيخ وقالي لي انظر يسارا هل ترى صيدلية كتب عليها صيدلية الطزيز ؛ تملكتني الدهشة وقلت : نعم سيدي الشيخ قال خذني إليه فمد سيدي الشيخ يده قائلا : السلام عليكم يا أبا محمد ، حياه ابو محمد وصافحه طلب منه علاجا فأعطاه والصيدلي ينظر إلي ثم سألني أنت أنت الذي .. بإشارة إلى حدث الأمس . قلت : نعم وكيف حاله الآن ، قال : اطمئن بخير وهو في أمان ولكن إياك أن تخبر احد بما جرى وقال لأستاذي الشيخ : أنت محظوظ سيدنا الشيخ بطالبك هذا ولاحقا أخبرك . لكن لماذا حذرني من إخبار احد وقد وعد أستاذي بإخباره في الأمر . عدنا أنا وأستاذي والطريق هي الطريق بأسمائها العربية ولم تتسلل بعد اللغة العبرية إلى هذه السوق كانت على يميننا جادة القضماني وبطريركية الأقباط واليوم بعد 45 عاما لم تزل تدق أجراسها في الصباح الباكر لكن اللغة العبرية تغزو مسمياتها وتحرف الترجمة رغبة بتهويد المكان ، سرت اسبر المكان من هنا حوش الشويش حياني أهله واسقوني قهوة صباحية بنكهة مقدسية فريدة أمام مدخل الحي على باب مسجد الصديق بعد أن تعرفوا علي جيدا ، وسألتهم عما إذا كان الطريق الموصلة بينهم وبين طريق الواد لا تزال سالكة فاخبروني أنها أغلقت منذ عهد بعيد وبات الحوش مغلقا على أهله وناسه وساكنيه ومسجد الخليفة الأول أبو بكر الصديق وهو مغلق هذا الصباح حتى نصل إلى مفترق عن يمينك سوق الدباغة وكنيسة القيامة وسوق افتيموس وفي صدر السوق سوق العطارين كامتداد لسوق خان الزيت وعلى يمينك عقبة السرايا تذكرت حينها كيف كان هروبي من طريق الآلام إلى عقبة السرايا ، هروب ضائع لا يعرف الطريق تماما قادني في نهاية الأمر إلى دار الأيتام الإسلامية تذكرت حينها أن لي بعض أبناء بلدي يعملون فيها فدخلتها مخفيا أثار الدماء على ثيابي ويدي وانسل لأول مكان لأغسل يدي وأزيل بقع الدم على قميصي وأتحرر من خوفي ،اليوم وبعد 45 عاما من عمر الاحتلال ؛ أعود لاقف أمام عقبة التوت فلا أجد الصيدلي ولا أولاده ولا أحفاده لقد رحلوا وحل مكانها أحذية لم ينتبه صاحبها أن حذاءين معلقان أسفل شارة تشير لمسلك يؤدي إلى الأقصى فانتبهوا يا أولى الأمر واطلبوا من صاحب المحل أن يزيل الحذاءين من أسفل الشاخصة تلك الشاخصة
(8 ) سفينة نوح ترسوا قرب أسواق المدينة العتيقة
يعود بناء بعض هذه الأسواق إلى عهد ملكة حكمت القدس 21 عاما نحو 1145 ولا تزال اسواق المدينة تضج بأهلها وسكانها وأصحابها العرب كلهم يعرفون بعضهم بعضا رغم مرور 45 عاما على اعتي موجة تهويد تشهدها المدينة حيث تفرض مفرداتها بالعبرية في كل زاوية وناحية وما ان انتهيت من سوق خان الزيت مخلقا عن يمين سوق الدباغة وافتيموس حتى ادخل سوق العطارين وعن يميني سوق الدباغة وسوق الخواجات المغلق وتحت الظلام وأبوابه المغلقة تجري عمليات تهويده ونهبه وسوق اللحامين قابلت في نهايته مختار حارة الأرمن مازن أصلان وعن يسار السوق عقبة السرايا وسوق اللحامين وحارة الأرمن وسوق الحصر وصاحب دكان للآثار من عائلة الخطيب يدعى نائل استضافوني وأرشدوني إلى سطح حارتهم التي تطل على الصخرة المشرفة ومن ظهر تلك الحارة طريق يمر منها المستوطنون الذين احتلوا حارة الشرف وحولوها إلى حارة أطلقوا عليها اسم حارة اليهود التقت بعض الصور وتابعة طريقي غالى حارة الأرمن لاتقي صديقي الدكتور ألبرت اغز ريان الذي يسكن قاب الحي الارمني ولا سبيل إلى دخوله إلا من باب دير الأرمن وبعد إذن من الراهب الذي يقف على مدخله والتأكد من وجهة الزائر للدير أوالى احد بيوت الحي . قبل 45 عاما كانت الأسواق المرصوفة والضيقة والمعوجة لا تزال يزدحم الناس فيها بكثرة. و يزداد هذا الازدحام في الأعياد و المواسم. ويرى المرء إذا ما مر من هذه الأسواق الفلاحات حاملات على رؤؤسهن اسفاطا و أطباقا وجونا مملوءة فاكهة ولبنا أو بقولا وخضارا فتتنحى كل واحدة منهن جانبا من السوق فتجلس و تضع أمامها سلها لتبيع ما فيه إلى المارين. وان بعض هذه الأسواق إن لم نقل أكثرها قدما مظلمة لا مظاهر لجنود الاحتلال فيها ولا اثر للغة العبرية على أسمائها أما اليوم فتلونت بحروف الأبجديات العبرية وجنود الاحتلال واليك أسماء بعض هذه الأسواق قبل أن تمسها يد التغيير والتهويد



1. سوق العطارين"وهي سوق تقع بين سوق اللحامين و سوق التجار وهي مسقوفة وفي سقفها نوافذ كثيرة لنفاذ أشعة الشمس وطول السوق 300م وعرضه متران ونصف ويوجد فيه مائه وستة حوانيت متعددة منها خمسة حوانيت متخصصة في بيع العطارة.
2. سوق اللحامين: وهي سوق تقع جنوب سوق النحاسين شرق سوق البازار.
3 . سوق باب القطانين: وهو سوق قديم العهد جدده السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 727ه وهو يقع غربي الحرم القدسي وغرب باب القطانين طوله مائه متر و عرضة عدة أمتار وعلى جانبية دكاكين وقد كان في عهد المماليك أعظم سوق بالمدينة و أكثر اتساعا سمي فيما مضى بخان تنكز.
4 . سوق الحصر: وهو سوق تقع جنوب سوق اللحامين شرق سوق البازار.
5 . سوق البازار: وهو سوق تمتد من قلعة غربا حتى سوق اللحامين شرقا.
6 . سوق باب السلسلة: وهو سوق تقع غرب الحرم القدسي شمال البراق وهي تمتد حتى بداية سوق خان الزيت والى الجنوب منها يدخل المارة في الدرج يمتد إلى حارة اليهود وحائط البراق.
7 . سوق اليهود: وهو سوق طويلة تلتقي بالسوق الكبيرة من الشمال هجرها تجارها اليهود بعد أن ثار العرب عليهم في عام 1936م.
8 . "السوق الجديدة":وهي تقع إلى الشرق من قلعة القدس في باب الخليل.
9 . سوق باب الجديد: وهو سوق تقع قرب باب الجديد أحد الأبواب الشمالية للقدس.
10. سوق التجار: ومن أسمائها سوق الصياغ وهي تقع شرق سوق العطارين جنوب سوق الباشورة وهي مسقوفة وبسقفها تنفذ أشعة الشمس والهواء
11. سوق الكبيرة:ويسمونها سوق الخضرة تبدأ عند ملتقى سوق اليهود بسوق التجار غربا وتمتد حتى باب السلسلة شرقا وإذا ما سار المرء في اتجاه شرقي وجب عليه أن يهبط في درجات واسعة متتابعة بعض أقسامها مقبوة ولها نوافذ في سطحها وفي منتصفها إلى الشمال خان رحب يعرف بخان السلطان فيه بعض المطاحن و المعاصر.
12. سوق الباشورة : تجاه سوق العطارين من الجنوب كانت فيما مضى مقر الحكام المماليك.
13. سوق النحاسين : واقعة إلى الشمال من سوق اللحامين والى الجنوب من باب خان الزيت.
14. سويقة علون:تمتد من موقع الموقف الكائن تجاه القلعة من الغرب حتى الملتقى طريق البازار وحارة النصارى من الشرق يهبط المارة منها في درجات مرصوفة متتابعة.
15. سوق باب حطة: وهي سوق تقع في حي باب حطة شمال الحرم القدسي وأما اليوم فهي أقل الأسواق حركة و نشاطا.
تسللت باتجاه طريق ديرالارمن في وسط المنعطف طريق تم تهويدها تحت اسم أور هحييم ومعناها نور الحياة ثم تقع العين على طريق ارارات على جدار مسجد كتب عليه المسجد العمري الصغير دخلت الطريق إلى دير الأرمن والتقيت بعائلة تعمل في صمت وتنظر بريبة لكل زائر غريب سالت عن منزل صديقي وطلبت الاتصال به فرحب بي ومضيت ادخل مدينة صغيرة محفوفة بالذوق والجمال استقبلني صديقي ألبرت بحفاوة بالغة ودخلنا في الحديث عن التسميات في هذا الحي لم يسعفني كثيرا رغم انه أنشط المترجمين واعرفهم في القدس إلا عن طريق ارارات الذي ربط فيه بين أرمينيا وتركيا وفلسطين وهو في اغلبه في الجانب التركي ورغم ذلك اخبرني انه سافر على مدى ثماني ساعات بين مدينتين في أرمينيا وظل جبل ارارات شامخا كاسد لم يغب عن الأنظار وهو يمثل امتداد الحياة من القديم إلى المعاصر حيث يعتقد أن سفينة نوح رست عليه لتبدأ دورة الحياة من جديد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف