مراودة .. قصة قصيرة .
====
تحداني بصلفه وغروره . وادعي بطولات من ورق . نسي أنني قط الشوارع جبت المدينة طولاً وعرضاً وأشرقت علي وجهي شموس مدن كثيرة بعضها في الخليج والبعض في أوربا فاصطبغت ملابسي بوسامة مطلقة قالت عنها الفتاة التي تماثلني في العمر :
ـ انت تشبه نجوم السينما .
أدركت حيلتها مبكراً وأطلقت العنان لحلمي الغائب . الساكن في أعالي الأرض . الضارب في جذور تراب هذا الوطن مثل نخلة عالية واستنكرت حالة ال...تردي المزرٍ التي عاثت فساداً في كل ماحولي .
دار بي الزمن دورة كاملة بلغت عقداً بحاله في السعي وراء لقمة عيش شريفة أربي بها البراعم التي أنجبتها من صلبي من بين براثن اناس غالوا في مطالبهم وزغللوا عيني بسيف المعز وذهبه . رفضت كل محاولة لإستقطابي او النيل من ثوابتي . لذا تاخرت في الصف ولم أتاخر عن الركب .
اعتراني حزن شديد من هذا الفسل الذي تجاهلني عمداً وانبري صوته مجاجلاً في ساحة الميدان يشيد بمزاعمه . استدرجتني نفسي للعيش في مدن الخيال عسي أن اخفف عن نفسي وادركت أن قصة حبي القديمة عادت للنمو . وأن البنت التي أحببتها منذ زمن لم تزل تنتظرني . انا الذي امتنعت عن السُكر في الحانات . ولم أراقص البغايا في الحانات . ولم اغضب ربي ذات يوم . يُنظر إلي من علٍ وينتظرني أن أقُبل عليه وامد له يدي بالسلام !!
انهمرت نداءات علي من كل صوب وحدب ، الكل أنعم بصفات تنعش جبالاً . كنت ابتسم وألتحف بالبسطاء وعشيرتي مردداً :
ـ هؤلاء قومي .
عربد وهو يستمرئ لغة الحديث عن نفسه . يمسك برماح لسانه يطعن في الكل بلا رحمة . قال عفريت ناصبه العداء :
ـ متي يكف عن الثرثرة ؟
استمر في الحديث عن الأحلام المجهضة وسنوات العذاب وتُرهات الأوضاع ، خذلني صوتي . امتقع لون وجهي . وجدتها بجواره :
، أي نوع من النساء أنت ؟
كانت تلك زوجته . اقترن بها ليكمل القبيلة . سالتني عن اندحار رابية سوداء كانت تكلل مقدمة رأسي وأزاحتها رياح الأيام وغني لها عبد الحليم حافظ :
ـ والشعر الحرير ع الخدود يهفهف .
كانت متيمة بي ، لكنها اليوم صارت له ، ملك يمينه كما ادعي ، من أين جئت بكل هذا المال أيها المأفون الذي لا تملك حلماً وترف كيفية بناء جملة مفيدة أو رسم حرف علي ورقة ولو من باب المحاولة ، قالها رجل استانف حواره معي . بعد قليل أسلس قياد لسانه . بدا كمن ابتلع جمرة متقدة ، ذلك أن رسالة وصلته علي هاتفه المحمول ليصمت . صمت ونظر لي . غادرت غير عابئ بالتاريخ الذي يزيف . ولازال زبانته يصفقون وهو يتحدث عن مآثره وبياض صفحته .
كنت قد قطعت خطي ألملم فيها أحزاني المبعثرة . ماضياً نحو ليل الغرباء أبثه أحزاني في مدينة لا تترفق باحد ومازال بعض الغواة يراودونها عن نفسها وهي تأبي بكل صلابة .
=========
محمد عبده العباسي
====
تحداني بصلفه وغروره . وادعي بطولات من ورق . نسي أنني قط الشوارع جبت المدينة طولاً وعرضاً وأشرقت علي وجهي شموس مدن كثيرة بعضها في الخليج والبعض في أوربا فاصطبغت ملابسي بوسامة مطلقة قالت عنها الفتاة التي تماثلني في العمر :
ـ انت تشبه نجوم السينما .
أدركت حيلتها مبكراً وأطلقت العنان لحلمي الغائب . الساكن في أعالي الأرض . الضارب في جذور تراب هذا الوطن مثل نخلة عالية واستنكرت حالة ال...تردي المزرٍ التي عاثت فساداً في كل ماحولي .
دار بي الزمن دورة كاملة بلغت عقداً بحاله في السعي وراء لقمة عيش شريفة أربي بها البراعم التي أنجبتها من صلبي من بين براثن اناس غالوا في مطالبهم وزغللوا عيني بسيف المعز وذهبه . رفضت كل محاولة لإستقطابي او النيل من ثوابتي . لذا تاخرت في الصف ولم أتاخر عن الركب .
اعتراني حزن شديد من هذا الفسل الذي تجاهلني عمداً وانبري صوته مجاجلاً في ساحة الميدان يشيد بمزاعمه . استدرجتني نفسي للعيش في مدن الخيال عسي أن اخفف عن نفسي وادركت أن قصة حبي القديمة عادت للنمو . وأن البنت التي أحببتها منذ زمن لم تزل تنتظرني . انا الذي امتنعت عن السُكر في الحانات . ولم أراقص البغايا في الحانات . ولم اغضب ربي ذات يوم . يُنظر إلي من علٍ وينتظرني أن أقُبل عليه وامد له يدي بالسلام !!
انهمرت نداءات علي من كل صوب وحدب ، الكل أنعم بصفات تنعش جبالاً . كنت ابتسم وألتحف بالبسطاء وعشيرتي مردداً :
ـ هؤلاء قومي .
عربد وهو يستمرئ لغة الحديث عن نفسه . يمسك برماح لسانه يطعن في الكل بلا رحمة . قال عفريت ناصبه العداء :
ـ متي يكف عن الثرثرة ؟
استمر في الحديث عن الأحلام المجهضة وسنوات العذاب وتُرهات الأوضاع ، خذلني صوتي . امتقع لون وجهي . وجدتها بجواره :
، أي نوع من النساء أنت ؟
كانت تلك زوجته . اقترن بها ليكمل القبيلة . سالتني عن اندحار رابية سوداء كانت تكلل مقدمة رأسي وأزاحتها رياح الأيام وغني لها عبد الحليم حافظ :
ـ والشعر الحرير ع الخدود يهفهف .
كانت متيمة بي ، لكنها اليوم صارت له ، ملك يمينه كما ادعي ، من أين جئت بكل هذا المال أيها المأفون الذي لا تملك حلماً وترف كيفية بناء جملة مفيدة أو رسم حرف علي ورقة ولو من باب المحاولة ، قالها رجل استانف حواره معي . بعد قليل أسلس قياد لسانه . بدا كمن ابتلع جمرة متقدة ، ذلك أن رسالة وصلته علي هاتفه المحمول ليصمت . صمت ونظر لي . غادرت غير عابئ بالتاريخ الذي يزيف . ولازال زبانته يصفقون وهو يتحدث عن مآثره وبياض صفحته .
كنت قد قطعت خطي ألملم فيها أحزاني المبعثرة . ماضياً نحو ليل الغرباء أبثه أحزاني في مدينة لا تترفق باحد ومازال بعض الغواة يراودونها عن نفسها وهي تأبي بكل صلابة .
=========
محمد عبده العباسي