الأخبار
مصر ترفض دخول قواتها إلى قطاع غزة وتتمسك بموقع معبر رفحهل أوشكت إسرائيل على دخول حرب أهلية؟خطة إسرائيلية لبناء معبر رفح البري في موقع جديدالاحتلال يوسع المنطقة العازلة بمحور فيلادلفيا ويخطط لمعبر جديد للسفرمحلل سياسي: حماس الأكثر دهاء بالمعارك العسكرية مع إسرائيلالصحة بغزة تناشد لإدخال وقود عاجل لمنع توقف محطات الأكسجين في المستشفياتسموتريتش: لا مفر من حرب حاسمة مع لبنانإسبانيا تطلب رسمياً الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"إدارة بايدن تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار بغزةاطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤوليةجيش الاحتلال يشن عملية عسكرية مباغتة في حي الشجاعية ونزوح آلاف المواطنينمقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 16 جندياً باستهدافهم بعبوة ناسفة في جنين
2024/6/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في قصيدة : " الحلم العجيب " للشاعر عبد الرزاق شاكر بقلم فاطمة امزيل سفيرة المحبة

تاريخ النشر : 2012-05-26
الحلم العجيب .. لماذا هذا العنوان الذي يحيل على مجموعة من الآفاق الموشحة بالخيال والخوارق والتحولات .. فالحلم كما نعلم ، نوع من التمني أو الحنين إلى مرحلة ما ولّت ونتمنى عودتها .. وأن يكون هذا الحلم عجيبا أمر يجعله مخالفا للعادة .. فهو حلم ليس ككل الأحلام .. حلم له مايميزه ، مما يقنعنا أنه يستحق محاولة معرفته وكشف مميزانه .. فإن كانت الأحلام عبارة عن تجليات لمكبوتات أو لرغبات لم نتمكن من تحقيقها أو إشباعها في الواقع .. فماهو حلم الشاعر ياترى ..
يبدأ الشاعر القصيدة بنوع من التفاؤل والرضى والرغبة في دوام العز والتعلق بما له صفة السخاء مثل السحاب والمطر، وهو تعلق بالحياة وتجديد النفس .. فالمطر خير والسحاب دليل الصفاء .. فهو يسخِّر المطر ليروي روح حبيبته .. والبلل رَيٌّ و تطهير ، وبما أنها تتسم بالفضيلة .. فهو بلل من اجل الفضيلة وضمان الاستمرار .. وهذا دليل الحب ، ذلك الإحساس الذي ينمو في داخله والذي يتمنى ان يدوم وينتعش ..
كلمات بسيطة حقق بها الشاعر معنى التلاحم الروحي بينه وبين من يحب ، وكشف عن رغبته الجامحة في استمرار هذا الحب والشعور بالخوف من فقدانه ، فكل التوسُّلات من أجل إنعاش هذا الإحساس وازدهاره تنِمُّ عن عمق المشاعر وحرصه الشديد على الا تموت هذه المشاعر والأحاسيس ..
لعل القدر شاء ان يتيه بعضهما عن الأخر مما جعله يلجأ إلى الشمس كأقوى نور يمكنه أن يبدد الظلمات، ليجعلها تنير قلب حبيبته وتدفئ جسدها ، فالشمس وحدها يمكن أن تبدل العتمة نورا وهاجا ، هذا النور الذي سيحقق أحلامه وأمانيه العجيبة .. لكن ياترى .. ما العجيب فيها .. ؟ ربما أمر خارق أو مخالف للعادة .. هذا الحلم الغريب الذي يلح عليه ويجعله يتدرج من تفاؤل وسعادة إلى ريب وحيرة ..
إنه الحلم بالمجد والحب والأمان .. المجد في عرش كسرى، والحب في عروس البحار ، والأمان في حراس شداد غلاظ كالتتار .. إنه حلم بحياة يفتقدها ، يريد الوصول إليها دون مشاكل أو صراعات، ثم الحلم بالرضا والفرح الذي يتمثل في جتة الرحمن وعطر الأزهار، والحلم ببلوغ المستحيل والإتيان بما يخالف العادة بتحقيق الأمنيات وتغيير الحقائق، فخاتم سليمان يمكنه من بلوغ المستحيل وجعل الحكمة سبيله .. والمعجزات تكسر قيود الاعتياد والمصباح السحري الذي يجعله يستخدم الجِنِّيّ ليحقق امنياته ، وطلاسم السَّحَرَة تساعده على طمس وجه الحقيقة .. كل هذه الإيحاءات تُعبِّد طريقه نحو السعادة وتيسّر له أن يعبر إلى عالم يحلم به ، يجمعه بمن يحب ، ولكنه لا يكتفي ، فيلجأ إلى الأرض ، إلى الشيح والعرعار وهما من النباتات الطبية المشهورة في شمال إفريقيا .. وإلى حب شهرزاد وقوة شهريار ، فلعل شهريار كان يتمتع بالقوة والسلطان والصبر أيضا .. إذ نعلم ان شهريار كان ينتقم من النساء ، فكان يتزوج كل ليلة جارية عذراء ويقتلها، وكانت شهرزاد إحدى هذه الجواري، لكنها لم تسمح أن يقتلها، لذا استعملت الذكاء والدهاء لتبقى على قيد الحياة ، فكانت تحكي له كل ليلة حكاية إلى أن يحل الصباح ، حتى بلغت ألف ليلة وليلة ، استطاعت خلالها أن تكسب حبه وثقته وتجعله يعدل عن قتلها ..
ربما يحِن الشاعر إلى تودد شهرزاد ومسامرتها ، بغض النظر عن فكرة الانتقام التي كانت تراود شهريار .. ومع ذلك يجد ضالَّتَه في عصا موسى التي تفصل بين الحق والباطل وتفتح طريق الخلاص للعبور من عالمه إلى عالم الحب السعيد ، إلى لمس القمر ومتعة السَّمار .. وركوع القمر وابتسامة النهار .. يحلم بمدينة فاضلة، مدينة المُثُل التي لا زيف فيها ولا أقنعة، عالية الأسوار ، مع أن مدينة أفلاطون لا تحتاج إلى أسوار .. وأستغرب استعماله الواو بدل الفاء ، حين قال : وأميرتي العربية ... وكان الأفضل ان يقول : فأميرتي العربية ... فالفاء أكثر تعبيرا وإحالة من الواو ، لأن الواو جعلت هذه الأميرة شيئا ضمن الأشياء ، في حين أن الفاء تجعلها موضوع الاهتمام ، هذه الأميرة العربية من وطن الأحرار ، وطن مميز كتميزها ، وحتى جواريها وخدمها مميزون ، فهم من الأخيار ..
جميل جدا أن نعشق بلا قيود ، أن نعيش الحب بكل مانملكه من قوة إحساس وإرادة ، أن نتطلع إلى حماية من نحب ، وتكريس كل الطاقات والجهود للحفاظ على هذا الحب وجعله كالحلم أو كالسحر او كالنور أو كالأسطورة .. إنه الحب المعجزة .. لكن .. كل ذاك اندثر وصار هباءا .. كل الأحلام راحت ولم تعد بالإمكان التشبت بالأمل ولا التوسل بتلك الاشياء ، النور تبدد ، والابتسامة انطفأت ، والسعادة فقدت طعمها ، كيف ستصير الأحلام واقعا وقد ضاعت .. كيف يكون لها قرار وقد تلاشت .. لم يعد هناك غير الاسف والحسرة والالم .. لقد تاهت بلا ذكر ولا أثر ..
إنها نهاية محزنة ومؤسفة جدا .. كل ذلك الإشعاع ، وذلك الأمل ، وتلك المشاعر، وذلك الحب العميق ، أصبح ذكرى ، لماذا هذه النهاية القاسية ، لابد أن هناك طريقة لإنقاذ هذا الحب العميق أو سبيلا ليظفر بمحبوبته ويعيشا السعادة التي كانا يحلمان بها ..
إن هذه القصيدة ليست بسيطة كما يبدو من أول قراءة ، إنها شحنة مركزة من الرموز والدلائل العميقة التي تجعل البهجة السطحية ألما عميقا ومزيجا من الحزن واليأس .. فشكرا للشاعر على هذا الوفاء والإخلاص الذي كان يحمله في أعماقه، وعلى هذه الطاقة التي تمخض عنها بوحه بحلمه العجيب الذي لم يتحقق ..
أتمنى أن تشفع هذه القراءة لهذا الحب فيستعيد عذوبته

قراءة : فاطمة امزيل
سفيرة المحبة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف