الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إلى ( نازك السلحدار ) و ( سليم البدري ) و ( لي )

تاريخ النشر : 2012-05-24
إلى ( نازك السلحدار ) و ( سليم البدري ) و ( لي )

ربما نقف عاجزين عند المنعطف الأخير من العمر , عاجزين عن التغيير أو ربما نادمين على تلك اللحظات التي كان يمكن فيها أن نتغير للأفضل , أو نعد لهذا اليوم ما هو أفضل , عند هذا المنعطف تجف الأقلام وترفع الصحف ونقف متأملين ما كان وما يمكن أن يكون لو كان غير ما كان .
السيئ هو أن تقف نادما على حياة واحدة لا تملك غيرها , وفرطت فيها من أمرك الكثير .
والأسوأ هو تفقد كل أمل في التغيير .
وأسوأ الجميع ... أن تتلهى بزمن غيرك بعد أن فقدت زمنك .. تبحث عن ذاتك الضائعة أو تلك التي ضيعتها بين أقدار الآخرين .
ربما تتلهى بسقطاتك بمن يأخذون بيدك .. ربما شفقة بك .. وربما جهلا بزمنك الضائع .. وربما يتلهون بك أو بألمك ليس هناك ثمة فرق .
وأعود لسؤالي الأزلي : أيهما أفضل أن تبدأ البداية الصحيحة في الزمن الخطأ أو تبدأ البداية الخاطئة في الزمن الصحيح ؟
كلاهما مر , وكلاهما مؤلم لمن عاش تحت وطأتهما .
وكما يقال ( العبرة بخواتيم الأمور ) , هنا تبدأ فلسفة جديرة بالبكاء رغم سخرية الواقع ورغم نظريات التكيف .
هل نتجرع عزاءنا بسعادة مقيمة بين حشرجات العمر الذاوي ؟
ولماذا ينكشف الغطاء ويصبح البصر حديدا عند النقطة الأخيرة ؟
ألا يجدر بهذا العمر القصير أن يرتب أوراقه بين فواصل العمر اليافع ؟
لماذا نلقي بهذا العمر بين (قوسين) من اللامبالاة ؟
لماذا عند النقطة الأخيرة نتحول من (هبنقة) لــ(الكندي) ؟
لماذا يُكتب على البعض أن يقطع صحراء العمر لاهثا عطِشا ليكتشف ذات زمن أن ماء الحياة بين كفيه المقفلتين ؟
لماذا تنساب من بين أيدينا مصائرنا لتنام مع الرميمات البوالي في الحفر , ثم نعود لنوقضها في مواسم الوداع ؟

من يطلق (رصاصة الرحمة) على أحلام ( نازك و سليم ) ؟؟

أقدارنا هي ما صنعته أيدينا , هكذا بدا لي للوهلة الأولى , ولن أناقش فلسفة أخرى , ربما في هذه اللحظة على الأقل .
فيا من مازلت في بداية الطريق انظر أي قدر تصنعه لنفسك وادحض حججك الواهية مستقبلا من الآن .

كأس الحياة .... رقراقة صافية .... وقت الاحتياج لها .... فقط

وأنتِ كأسي التي تبلل شفاهي المتعبة من حرقة السنين الكئيبة ... فهلا ملأتني خدرا برشفةٍ أخيرة ...
فبكِ .. اهتديت .. وبكِ اكتفيت .. وبكِ سامحت الزمان البذيء ....
((( إليكِ .. أنتِ .. فقط .. أم لمى .. عذر أقداري ورضا لحظتي الأخيرة )))
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف