الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في كتاب :العداء للمسيح والمسيحيين للكاتب :أسعد العزوني.بقلم:د.جوني منصور

تاريخ النشر : 2012-05-17
قراءة في كتاب: العداء اليهودي للمسيح والمسيحيين.
د.جوني منصور

قد يبدو للوهلة الأولى أن عنوان الكتاب يجعله مصنفًا في قائمة الدراسات اللاهوتية أو النقاشات الدينية. إلا أن المتمعن بعمق في فصول الكتاب والطروحات الفكرية والنقاشية فيه يتبين له أن مواده تشكل موقفًا فكريًا وتاريخيًا من دور اليهودية والمشروع الصهيوني في فلسطين، وذلك من خلال متابعة مسيرة عرض الفصول.

في هذه المقالة الموجزة، نراجع الكتاب بالاعتماد على بعض الأدوات النقدية، وفي مقدمتها بل أساسها اعتماد مؤلفه الاستاذ الاعلامي اسعد العزوني، على عدد كبير من المصادر والمراجع، سواء العربية اصلاً أو المترجم منها عن لغات مختلفة.

ففي طرحه الأساسي أن اليهودية كفكر ديني وسياسي منذ نشأته اعتبر ذاته مختلفا عن بقية الطروحات. بل أكثر من ذلك سعى آباء هذا الفكر سواء كانوا من علماء التوراة أو مفسريها الفقهاء أو من مؤسسي الفكر الصهيوني في العصر الحديث، إلى أن الشعب اليهودي مختلف ومميز عن باقي شعوب الأرض التي خلقها الله. فهذه الانطلاقة تجعل من اليهودية كدين وفكر مصنفا في باب الفوقية. وبناء عليه فإن مسيرة تاريخ اليهودية ثم الحركة الصهيونية وهي إحدى تجلياتها، تؤكد مبدأ الاحتقار للآخر، بكونه مغايرًا ومختلفًا. ومن جهة آخرى فإن الطروحات التي تقدمها اليهودية لا يمكنها بالمطلق أن تكون قريبة من فكر آخر، حتى لو كان هذا الفكر متهادنًا معها.

طريق كتاب الاستاذ العزوني، فيها منهجية بحثية مبسطة، تساعد القارئ المتوسط، وليس بالضرورة المتعمق، أو ذي الأساس العلمي الأكاديمي، على فهم وإدراك ما يريده من الكتاب.

باعتقادي، أن الكتاب يطرح مسألة مهمة، ويتوجب على مثقفي العالم العربي فهمها جيدًا: هل اليهودية كدين وقومية تبحث عن مكان لها إلى جانب الديانات والقوميات الأخرى لتعيش معها بسلام وود؟ أم أنها تميل إلى تبني طرائق المؤامرة والاحتيالات والالتفافات والاختراقات لتحط من الديانات والقوميات الأخرى، وإخضاعها لمشروع فوقي تسلطي؟

لقد عرض الكتاب مجموعة من الأمثلة والنماذج عبر التاريخ البشري، ومنذ القدم، لفعاليات ونشاطات اختراقية وتسلل فكري وسياسي واقتصادي في مواقع كثيرة من العالم. ويبين لنا التاريخ أن قيادات يهودية سواء كانت دينية أم سياسية وعبر التاريخ، قد أدركت جيدًا كنه السياسات والتوجهات الفكرية لأنظمة الحكم التي كانت سائدة، ومن ثم السعي حثيثا إلى الحط منهان بل في احيان كثيرة إلى تدميرها.

ويوجه الكتاب عناية خاصة إلى مسألة المخطط اليهودي منذ ظهور المسيحية وانتشارها في العالم وطرحها فكرًا مغايرًا لليهودية، بأن هذا المخطط يسعى إلى تدمير أسس الديانة المسيحية وطمسها وتشويهها، من منطلق الانتقام من المسيح الذي عثر سير المشروع اليهودي في نقطة زمنية معينة قبل ألفي عام ونيف. أضف إلى ذلك، أن المسيحية بنظر اليهودية ليست تجليًّا لليهودية، بقدر ما هي – أي المسيحية – أداة هدم لليهودية. لذا، سعت وتسعى اليهودية وعلى مدار قرون طويلة إلى تشويه مسيرة المسيحية كدين وقيم وأخلاق ونهج حياة، وذلك من خلال التسلل إلى عمق المؤسسات المسيحية وفي مقدمتها الكنيسة الكاثوليكية. فاليهودية تعتبر هذه الكنيسة من ألد أعدائها وأقساهم وأصعبهم بأسًا. وبناء عليه تعمل اليهودية على تحطيم الكنيسة الكاثوليكية.

وهنا وفي هذه النقطة حصريًا، تعمل اليهودية على تأسيس مؤسسات وجمعيات تطلق عليها ظاهريًا انسانية وعالمية ودولية لخدمة البشرية، ولكنها في أساسها لتدمير المسيحية عامة والكاثوليكية خاصة. ومن بين هذه المؤسسات والهيئات: الماسونية والروتاري والليونز وغيرها.

وملفت للانتباه، فيما لا يلتفت آخرون إلى هذا الأمر، أن المؤلف العزوني قد أولى اهتمامه في ميدان مناقشة دور ومساهمة اليهود كأفراد من بينهم، ومؤسسات في إثارة ثورات ضد أنظمة حكم وقلبها، أو السعي إلى قلبها.

خلاصة الأمر، أن للعزوني موقف وكلمة ورسالة. موقفه يميل إلى تثبيت مقولة أو فكرة أن اليهودية تحمل في جوفها عداء تاريخيا وعقائديا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا للمسيح والمسيحيين. وكلمته غير المعلنة، ولكن بين السطور، أن يعي العرب إلى خطورة الدور الذي تقوم به المؤسسات اليهودية والصهيونية، ورسالته أن يعمل العرب والعالم على الحد من هذا الدور، والتطلع نحو بناء مجتمعات منفتحة أكثر وأكثر.

ومما لفت نظري في توجه العزوني، ومن البداية أنه لا يحمل أي ذرة كراهية نحو اليهودية كدين أو نحو اليهود كبشر، وهو يوضح موقفه هذا من خلال تعريف نفسه بأنه سامي. وما أجمل أن يعرف الانسان نفسه بالعودة إلى جذوره، لا خوفًا من وصمه باللاسامية، وهذا بعيد ليس فقط عن العزوني بل عن كل أبناء الأمة العربية، أقلّه في منطقة الشرق الأوسط، ولا خوفًا من أي توجه سلبي نحوه ونحو طروحاته، إنما للتأكيد أن الكتاب هو دراسة عامة.

في الخلاصة، فإن كتاب العزوني إضافة قوية للمكتبة العربية خاصّة في مجال دراسات أسس وتطور الصراع بين اليهودية والمسيحية، ومعرفة جوانب من شيفرة الهيمنة اليهودية في العالم، خاصّة في بعض دول أوروبا والولايات المتحدة.
*مؤرخ فلسطيني-حيفا
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف