الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سب الذات الملكية ؟؟ بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2012-05-01
سب الذات الملكية ؟؟ بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
من الطريف استخدام ( مدام الجيزاوي) مفردة ( سب الذات الملكية ) , ويبدو أن مدام جيزاوي متأثرة بالمناخ العربي العام , فتلك المفردة لم تستخدم لا في السياسة السعودية ولا القانون ولا على المستوى الشعبي , هذه المفردة ربما استخدمت في الأردن والمغرب , ولكن مدام جيزاوي منتشية من الربيع العربي وأحبت دغدغت بعض ( غوغاء ) المتظاهرين المصريين , وكما شاهدنا عبر الفضائيات بعض الغوغائيين المصريين لا يميزون في مظاهراتهم بين ثقافة التظاهر لمطالب مشروعة وبين التظاهر لأسباب غوغائية همجية ( كما يعرض للمتظاهرين الذين حرقوا المجمع العلمي كما أظن عبر فضائيات مصرية , وكذلك التعرض لرمز الحضارة المصرية المتحف المصري ) فما دخل مجمع علمي أو متحف يضم تاريخ البلد وحضارته بمطالب سياسية .

تعداد سكان مصر أكثر من (80) مليون إنسان , وعندما تتابع بعض المواقع المصرية عبر الشبكة تجد هجوما ممنهجا من بعض المصريين على السعودية حتى لو لم يعرفوا حقائق الأمور , وواضح أنه هجوم مبرمج ومعد مسبقا لأهداف معينة لا علاقة لها بالحدث على الساحة , طبعا لا أستبعد أن يكون وراء هذا الهجوم مصلحة لجهة ما .
وهناك أقلام عقلانية وطنية تدافع عن الحق وتنتقد الغوغائيين وتذكر السعودية والسعوديين بكل خير , حتى بعض وسائل الإعلام كان يجد ربها تحري الحقيقة وخاصة هي جهات محسوبة على الشعب المصري كمصدر موثوق , وهي لم تحاول حتى التأني وتحري الدقة احتراما للعلاقة التاريخية بين البلدين , هذا أكبر دليل على أن وراءها جهات تقصد أن تصل الأمور لما وصلت إليه .
مصر دولة كبيرة وتحتوي على طوائف وديانات وتيارات فكرية عديدة , وأصحاب الأقلام الغوغائية لا نعرف انتماءاتهم ولا دوافعهم , فقط أقلام مصرية , ناهيك عن بعض الإعلاميين والكتاب المعروفين الذين يمارسون الجهل والتدليس الإعلامي لأغراض دنيئة مشبوهة وتلويث العلاقات الثنائية لمصالح خاصة ضيقة أنانية قذرة .

السعودية كبيرة بسياستها وقادتها ومكانتها الدينية والاقتصادية , ومصر كبيرة بثقلها السياسي والعسكري والتاريخي , وزرع الفتنة بين كيانين كبيرين فيه خسارة كبيرة على الأمة العربية , كما فيه فوائد عظيمة على أعداء الأمة .

إن الجرم الأعظم والخيانة العظمى تقع على كاهل الجهات الإعلامية لما تملكه من أدوات سيطرة على عقل الشارع , وخيانتها لهذه الأمانة لأهداف شخصية أو مغرضة أو لمكاسب سياسية دون النظر للعمق العربي والإسلامي والنتيجة المترتبة على هذه الخيانة العظمى لهو أمر جلل .
ربما تمر مصر الآن بمرحلة فقدان للتوازن بين ربيع المظاهرات وبين غوغائية البعض وبين تخبط وسائل الإعلام ومحاولة تحقيق مكاسب سريعة من كل فريق , وبين سباق الرياسة وما فيه من مشاكل كبيرة للمصرين ذاتهم , ترك جزء مهم في الساحة السياسية للغوغاء ومراهقي السياسة , ولا ننسى نشوة الانتصار لشباب الثورة واعتقاد البعض منهم خاصة الغوغائيين بقدرتهم على تغيير العالم بمجرد قدرتهم على سقوط نظام كان بالنسبة لهم قضاء وقدر لا يرد ولا ينتهي .
تعداد مصر كما قلنا أكثر من 80 مليون إنسان , ولكن الواقع السياسي الحالي وبعض وسائل الإعلام ضخمت ردود أفعال تلك ( الشرذمة من الغوغائيين ) لينتصروا لبضعة مهربي مخدرات ومسوقي الدعارة وسارقي حجاج بيت الله .
لا تأخذنا الغضبة الوطنية عن صوت الحق بعيدا , فهناك أصوات على الساحة المصرية وهي أكثر من تلك الناعقة بالظلم والجور ولكن الإعلام تعمد إقصاؤهم في الظل وسلط أضواؤه العفنة على تلك القلة الغوغائية , فلا يعقل أن نعتقد أن أكثرية الشعب المصري مع تلك الأصوات العفنة , ويجب حسن الظن قبل كل شيء .
مواقف السعودية مع مصر لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد غبي , وتلك الفئة باعت الحق وباعت شهامة السعوديين ووقفتهم مع مصر من أجل مصالح شخصية ضيقة , أو من أجل تحقيق مكاسب سياسية عابرة , أو لتحقيق أهداف خارجية ترضع من ثدي الخيانة حليبا نجسا منجسا .
يجب تجاهل تلك الأصوات وتسليط الضوء ووسائل الإعلام لتلك الأصوات الخيرة في الجهتين والحفاظ على ما تبقى من معاني العروبة والجوار والصهر والمصالح المشتركة .


هؤلاء الغوغاء اضروا بمصر قبل أن يضروا علاقات مصر بالسعودية أو الجزائر>
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف