الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الكرم ( حقل العنب ) و البقرة الجيزاوية بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2012-05-01
الكرم ( حقل العنب )  و البقرة الجيزاوية  بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
الكـَـْرم ( حقل العنب ) و البقرة الجيزاوية
البعض طبعا ربما يستبعد دور إيران فيما يحصل بين مصر والسعودية , ودون الخوض في محاولات الإقناع إلا أن الكثير من الدلائل الواضحة ترمي بشررها نحو هذا القصر النتن .
بدأ العالم يدرك قسوة وجريمة النظام السوري وعناده لكل الدعوات العقلانية ,, ولا يخفى علينا أن سقوطه خسارة عظيمة لإيران , فبسقوطه سيسقط حزب الله ولو بعد حين , وبسقوطه يلتفت العرب لمؤامرة إيران في البحرين واليمن , كما أن إيران بدأت تستشعر خطرا حقيقيا بسقوط بشار , خاصة بعد تغير البوصلة الروسية والصينية قليلا ضده بضغوط مختلفة .
ولإيران كما لا يخفى على أحد أصابع خبيثة في مصر , وفي هذه الظروف من السهل تحريكها بمرونة كبيرة .
ودعوات إيران بالاندماج مع العراق لها أكثر من مغزى ,, فهي أولا تهديد مبطن لدول الخليج , وثانيه استغلال للضعف المصري الحالي وضربه بمواقف محرجة مع السعودية وتحقيق ضربة مزدوجة , فالسعودية أصبحت الشوكة العظمى في الحلق الإيراني , ومصر في مرحلة خلخلة وضياع مؤسساتي كبير , ويمكن للأصابع الخبيثة العزف على أوتار وجعها بسهولة , مع الاستفادة القصوى من الوجع المصري قبل أن تتعافى مصر مما هي فيه .
ربما استغلت إيران وبذكاء انشغال البلدين ( ببقرة الجيزاوي ) لتنال من الكرم العربي بأكبر قدر من الضربات وغرس أصابعها النجسة في بعض أوصاله .
كما يمكن طرح فرضية أن هذا السيناريو من تأليف جهات مصرية مؤسساتية لأغراض مختلفة بعضها مجهول وبعضها معلوم .
وأنا استبعد (وليس لكوني سعوديا) أن تكون السعودية لها مصلحة في تأليف هذا السيناريو تحت أي مسمى أو هدف , فقضية (سب الذات الملكية كما يعرف الكثير , لا يمكن إن تكون صحيحة , لأن القانون السعودي ليس فيه هذه المفردة ولا حتى على الصعيد الشعبي أو القضائي ) .
كما أن أعداء السعودية من إعلاميين في بعض الدول (ومنهم من هم يحملون حقدا اكبر من حقد الجيزاوي ) يأتون في العمرة والحج ولم يسبق أن حاولت السلطات السعودية التعرض لهم , هذا بخلاف اعتراف الجيزاوي وسفير مصر بالواقعة .
السيناريو كما هو واضح والذي أشعل النار الكبيرة من مجرد شرارة صغيرة لا تتناسب مع حجم الحريق , يدل دلالة واضحة أن هناك مخطط وتسييس واستعداد والتجهيز لكل ما حصل وبسرعة كبيرة .

ولكن المؤسف فعلا ليس تصرف الغوغاء (والبلطجية) نحو السفارة السعودية ونحو توجيه الإهانة لشخص خادم الحرمين ولكن المؤسف هو تصرف الإعلام المصري وبعض مثقفيه وصحفييه الذين لم يتمهلوا ليتأكدوا من صحة التهمة أو من عدمها حتى تكون تصرفاتهم بنيت على بينة واضحة .
إن ما نراه من ردود فعل عبر الصفحات الألكترونية هنا وهناك يحتوي على عدة اتجاهات :
الأول إيجابي ومطمئن أن هناك عقول واعية ومثقفة وتدرك مكمن الخطر وتدعوا للتهدئة .
وأخرى انساقت خلف ثورة وطنية مباغتة لهول المصاب من جار لم يجد إلا كل خير من جاره عبر تاريخه الحديث , ويحتضن أكثر من مليوني إنسان من أبناء ذلك الجار.
وثالثة تمارس نفس الأسلوب الغوغائي الذي بدا على أولئك النفر أمام السفارة السعودية .
ورابعة ربما تعمدت الدلو بدلوها لغاية خبيثة في نفسها .

ولأننا لا ندرك حقيقة الباعث لهذا الحدث , وهل هو مقصود من جهة من داخل مصر لأغراض معينة , أو من خارج مصر سواء إيران أو إسرائيل أو غيرهم , فلا نملك لدرء هذه الفتنة في مهدها إلا محاولة وأدها , وربما يجب على الخارجية المصرية البدء في لعب هذا الدور الهام والاستراتيجي نظرا لتقصيرها من البداية في اتخاذ موقف فاعل يحد من تدهور الموقف لما وصل إليه .
نحن نعرف أن السعودية تفضل دائما سياسة الهدوء والحكمة , ولكن كما يقال ( اتقي شر الحليم إذا غضب ) , وكانت غضبة بعض المصريين غير مبررة ومبالغ فيها ولا تستند لمنطق أو عقل , خاصة لو تأكد أن (الجيزاوي ) مهرب مخدرات فعلا كما اعترف هو وسفير مصر بذلك , كيف ستكون وجيه بعض الإعلاميين والمحامين والسياسيين المصرين وحتى وزير الخارجية المصري , الذين وقفوا وقفة المتفرج على ما يحصل وقتها , هل ستتوالى ردود أفعالها بعد أن تسقط (بقرة الجيزاوي على مذبح الحقيقة) ؟؟؟
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف