الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجريدة..بقلم:خليل الوافي

تاريخ النشر : 2012-03-11
الجريدة..بقلم:خليل الوافي
اغلق الباب مغاضبا,احدث الصوت جلبة الفضول البديهي عن فحوى القلقل المعلن على ايقاع النشيد الوطني ,تذكر الصبى والطفلة المكتنزة لرطوبة الاماكن الاسنة ,تذكر كل شيء ,وهوعلى مرمى تقاطع شارعين قريب من حدود النزاع القائم بين الجيران ,كادت احدى السيارات ان تدوسه من فرط الهذيان ,والسيجارة الذابلة بين اصابعه تفرز خاصية التوتر المكشوف للاعداء والاصدقاء ,اوقف منبه السيارة شريط احلامه التائهة في ذاكرة اثقلها هم النسيان المفاجىء لقرار الابعاد والاقصاء .ولا تحمل قلما احمر في جيبك الايسر ,ولا تضع نظارات سوداء تغير ملامح وجهك الرجولي ,وتدفعك الاحاسيس الجديدة لمعنى الاختيار لشخصية الممثل الخارج عن مسرح الاحداث ,واصوات لا تمثل الا نفسها في زحمة النجاة والفرار الى ذات انهكها تعب الانتظار.
اعلنت الحرب بداية اللوائح الطويلة لقائمة القتلى في زحمة الحياة السريعة ,نسي ان يتذكر وجهته ,نسي لماذا خرج في هذا الوقت بالذات,ولم يكن وقتا اخر ,حاول جاهدا ان يتذكر لماذا وجد نفسه هنا ...خارج البيت ,حاول ثانية ,استعصى الامر عليه الى حد الندم على لحظة الخروج ,وهذا الموقف الماساوي الذي وجد نفسه فيه,يواجه مصير النسيان المركب من عنصر المواجهة ,لا يريد ان يكون صورة هامشية لاحداث الصراع في قلب المعركة ,يجد نفسه بطلا اسطوريا,يحمي جبهات القتال , ويدفع الاذى عن نفسه في كبرياء متعال وشموخ يسقط السيف في عتمة الجماجم القديمة تحملها خفافيش تاريخ مغارة معزولة عن حدود جزر موغلة في العذرية والكائنات الاولى قبل بدء الخليقة ,تراه يرى الوجوه في الصفوف الاولى من المارة ,لا يرى احدا في ظل هذا الانكماش الخرافي ,يعيش عالمه بقوة الاحساس الممزوج بالوحدة القاتلة ,والظلال المتعاقبة خلف اسوار قلاعه البعيدة ,ترمي نفسها للبحر ,وتطلب اغاثة مؤجلة لملايين السنين , ضاعت الرسالة وانكسرت الزجاجة ,ولم تعد الرسالة الى معنى الخطاب ولا فحوى الانكسار ,تردد كثيرا في قول الحقيقة ,وهو ينظر الى وجهه في زجاج النافذة المقابل لسكناه ,لم يعد يعرف وصف الكلام المعبر على صورة الشكل ,ولا مجاز خفيف على ظل امراة ترتدي انوثتها الفاضحة .
ربما لم يخرج من بيته ,شعر بالندم ,كيف خرج ,وما السبب ,لماذا انا هنا في هذا المكان الذي لا اعرفه ,تتشابه الوجوه والمنازل المتلاصقة تحن الى بعضها اكثر ما يحن الانسان الى اخيه الانسان ,حاول ان يستوعب الموقف والحرج النفسي الذي وضع فيه ,لكنه حاول جاهدا مرة اخرى ووهو يتحسس وجه الذاكرة ,وامساك الامور حتى لا تخرج عن السيطرة ,التفت الى الجهة المقابلة لبيته ,رفع راسه ليرى شكل النوافذ والحمام يقف على حافة الشرفة يحدث ارتباكا عميقا في نفسه,لم يصدق ان الحمام يطير ويعود الى النافذة ,حاول ان يتذكر كل شيء ,تفاصيل بيته من الداخل ولكن حركات الحمام المتكررة افسدت عليه فسحة الادراك ,وجمع شتات افكاره ,ووضع الصورة في مكانها المالوف,تضيع منه الاشياء بسرعة كبيرة ,اختفى الحمام على مرمى النافذة ,تذكر انه خارج البيت ,وعليه معرفة وجوده هنا و يضيع في متاهات الاسئلة المحرجة و المطبات الضاحكة ,ويشتد ايقاع الصورة الهاربة ,تنزلق الكلمات المعبرة ,يتيه في ضوضاء الناس ,وضجيج الحياة الجديدة وهل هو من هنا ومن هذه البلاد .انه يعرف كل شيء ...يتذكر كل شيء ,فكر في هذا الوضع اكثر من مرة ,ولم يستسلم وعاود المشي عساه ان يعرف احدا او شبئا يدله على هذا المكان الذي وجد نفسه فيه ,وبشكل من الاشكال داخله .
خطى خطوات مشدودة كمن يريد العودة الى الوراء ,وفي لحظة السير المتثاقل لاحظ وجود كشك في الجوار ...الان بدا يتذكر كل شيء ...انه بائع الجرائد .-والان ساذهب لاقتناء جريدتي المفضلة -,لقد تعود كل صباح قراءة الجريدة ,نظر الى صاحب الكشك فعرفه على الفور ,احس في داخله بثقة كبيرة وهو يحمل الجريدة في يده ,هكذا تكون الامور بسيطة الى حد التفاهة ,وتتعقد خيوط الحياة لمجرد انفلات احدى هذه الخيوط التي ترتبط بالذات و بالوجود ,واعاد النظر في المحلات و الاماكن المالوفة ,تعرف على كل شيء ,وفكر في العودة الى البيت ليتاكد من فكرة الانفراج الذهني وصفاء الروح بعد تشويش قليل , اراد العودة الى البيت ليصدق حقيقة نفسه ,وان كل شيء على ما يرام,واراد ان تعود الفرحة الى داخله ,ابتهج قليلا ولو لفترة معينة ...يتيه في عوامل الاحساس الغريب بالوحدة في ظل صخب الشوارع الشاردة .واقترب من البيت وتطلع الى نوافذ شقته ,شعر ان الوقت يمر سريعا ,يسرع في تجاه نهاية قريبة لوجود مفعم بالغموض ,واختفى الحمام على حافة النافذة ,وغابت الشوارع الصاخبة ,وتذكر انه خرج ليشتري الجريدة ,فتح باب بيته ودخل ,مازالت النوافذ مغلقة والسيجارة مشتعلة فوق المنضدة وكوب شاي وقطعة خبز وشريحة جبن مستوردة ,واوراق مبعثرة على الارض ,تاكد ان كل شيء في مكانه ,وتحسس اعضاءه كلها ,وكشف لنفسه ان الحياة اعطته فرصة اخرى ,وابتسمت له حياة جديدة على الورق.......


خليل الوافي [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف