الأخبار
الدفاع المدني: جيش الاحتلال حرق أجزاء كبيرة من مخيم جبالياأبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلالالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإسرائيل تقرر استقبال 300 ألف عامل أجبنيالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإيرلندا وعدة دول يدرسون الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاريأردوغان: إسرائيل ستطمع بتركيا إذا هزمت حماسحركة حماس ترد على اتهامها بالتخطيط لأعمال تخريبية في الأردنالصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 35 ألفانتنياهو: لن نسمح للفلسطينيين بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوةوزير الخارجية الأمريكي: لا يمكن أن نترك فراغا في غزة لتملأه الفوضىالأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكةقيادي بحماس: مصر لن تتعاون مع الاحتلال ويدنا لا تزال ممدودة للتوصل إلى اتفاقاستشهاد شاب برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرةالفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 76 لـ النكبة
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القدس بين السياحة والتحرير.بقلم:أسعد العزوني

تاريخ النشر : 2012-03-04
القدس بين السياحة والتحرير.بقلم:أسعد العزوني
القدس بين السياحة والتحرير
أسعد العزوني
منذ مدة ليست بالقصيرة ،ونحن نسمع أصواتا تتعالى بين الفينة والأخرى،تدعو العرب والمسلمين للتوجه الى القدس بقصد السياحة،وبحجة أن هؤلاء "السواح"سينعشون السوق المقدسية ويدعمون أهل القدس من خلال المبيت في فنادقها وتناول الوجبات في مطاعمها وارتياد محالها.!
وقد أفتى علماء فلسطين سابقا بأن مثل هذه الزيارات جائزة بشرط اقتصارها على كل ما هو مقدسي عربي، أي أن تقتصر الرحلة الى القدس"العربية"وعدم امتدادها لتشمل أي منحى اسرائيليا آخر حتى لو كان في القدس الغربية المحتلة عام 1948.
كما ظهرت لاحقا اعلانات شتى في صحف عربية تعلن عن تنظيم رحلات سياحية الى القدس المحتلة ،تتضمن السماح لهؤلاء السواح بالصلاة في المسجد الأقصى، وهنا يكمن "السم في الدسم "كما يقولون.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كيف سيدخل هؤلاء السواح الى القدس المحتلة ؟ومن سيمنحهم التأشيرات السياحية؟خاصة وأن سفارت السلطة في الخارج لا تستطيع منح مثل هذه التأشيرات ،دون الرجوع الى سلطات الاحتلال .بمعنى أن السماح للسواح من عدمه مرهون بموافقة سلطات الاحتلال.وهنا تكمن الجريمة ،ولم يعد الأمر متعلقا بشبهة التطبيع ،بل انه التطبيع بعينه ،فما حكم المطبع مع العدو المحتل؟
ربما ،وفي حال تغييب العقل ولو لبرهة من الزمن ،يستطيع شيخ متمكن أو تاجر حذق أو حتى صحفي جهبذ ،اظهار الأمر من منطلق حسن النوايا ،ولكن أليست الطريق الى جهنم معبدة بحسن النوايا؟انه لكذلك ،وبالتالي لا مجال للفذلكة اللغوية ولا يجوز توظيف المشاعر ،فنحن أمام احتلال احلالي وقضية مقدسة ،ومع ذلك لم نتعامل مع الاحتلال كما يجب ولا تحركنا لتحرير مقدساتنا .
هب أن السواح العرب زاروا القدس بل وتقمص أثرياؤهم شخصية الملياردير اليهودي الأمريكي موسكو فيتش الذي أخذ عملية تهويد القدس مقاولة على عاتقه ،أو الملياردير اليهودي الأوكراني فاديم ربيو فيتش الذي لا يبخل على عملية تهويد القدس بأمواله وغيرهما من أثرياء اليهود في العالم .
لو فعل الأثرياء العرب والمسلمون ذلك فما نفع تبرعهم ؟فالاحتلال الاسرائيلي يهدم بيوت الفلسطينيين في القدس ويصادر أراضيهم ويضيق عليهم لدفعهم للهجرة من مدينتهم المقدسة ،وآخر دعواهم جدار العزل والضم والنهب والسلب حول المدينة المقدسة .كما أنه يمنع فلسطينيي الضفة وحتى أهالي القدس من الصلاة في المسجد الأقصى وفتح أبوابه للزوار اليهود وسواح وسائحات الغرب للتجوال فيه وتبادل القبل وربما القيام بما هو أكبر من ذلك ،بينما العرب والمسلمون لاهون بالمفاهيم السلمية والحضارية .ولولا أن فلسطينيي المناطق المحتلة عام 1948 يحملون الجنسية الاسرائيلية لما تمكنوا من زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى.
وان دل ذلك على شيء ،فانما يدل على عدم جدوى زيارة العرب والمسلمين الى القدس المحتلة بالصفة السياحية ،لأن أمر المدينة المقدسة قد حسم اسرائيليا من خلال مشروع 2020 القاضي بجعل الوجود الفلسطيني محددا كأقلية قليلة بينما ستكون الغلبة لليهود .وأظن أن اسرائيل آنذاك سترحب باجراء مفاوضات مع الفلسطينيين حول القدس وسيرفضون لأنهم لن يجدوا ما يستحق التفاوض عليه وربما يكون الأقصى قد اختفى في ذلك التاريخ.
ثم أن هناك اشكالا آخر وهو من سيضمن هؤلاء السواح العرب والمسلمين باقتصار سياحتهم في القدس " العربية " عند رؤيتهم " اللحم الأبيض المتوسط"، فعندها ستهيء لهم شياطينهم أن دورة " الجهاد " اكتملت بالصلاة في المسجد الأقصى والمبيت بفندق في القدس العربية ، ولا اثم يترتب على زيارة شواطىء البحر المتوسط للغوص في مياهه ولحمه؟؟
أفلح الشيخ القرضاوي عندما أفتى مرة أخرى قبل أيام بعدم جواز زيارة القدس من قبل العرب والمسلمين وهي تحت الاحتلال ، بينما حث الفلسطينيين على عدم الانقطاع عن مدينتهم المقدسة ، وزيارتها بشتى الطرق، وأذكر بفتوى بطريريك الأقباط المصريين الأنبا البابا شنودة.الذي أفتى سابقا بحرمة زيارة المسيحيين للقدس وهي تحت الاحتلال.
انها لمن صور انحطاط الأمة ، أن تغيب الجيوش العربية عن القدس ، ويتم فسح المجال لظهور التجار أصحاب مكاتب السياحة والسفر، لفتح باب" الحج" الى القدس وهي تحت الاحتلال ، وهؤلاء مدعومون بأصوات فلسطينية رسمية.
القدس المحتلة بحاجة الى الجيوش لتحريرها من براثن الاحتلال ، وليس لسواح يصرفون بضعة مئات من الدولارات هنا وهناك ، فهي برسم التهويد، ولن ينفعها مبيت بفندق أو تناول وجبة في مطعم
أو حتى شراء قطعة آثار من محل.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف