الأخبار
زعيم المعارضة الإسرائيلية: لا خطر على الحكومة إذا مضت في الصفقة(معاريف): طائرة نتنياهو تتخذ مساراً استثنائياً للوصول لواشنطن تجنباً لاعتقالهترمب يوافق على إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)الرئاسة الفلسطينية: ندين ونحذر من توسيع الحرب في الضفة لتهجير المواطنينالدفاع المدني بغزة ينتشل جثامين عشرين شهيدًا من منطقة الشيخ زايد شمال القطاعالاتحاد الأوروبي يدين حظر إسرائيل أنشطة (أونروا)بن غفير يتهم الحكومة بانتهاك المبادئ التي أعلنتها كجزء من الصفقةإنذار أحمر لسكان قطاع غزة.. منخفض جوي عاصف سيضرب الأراضي الفلسطينيةسفر الدفعة الثالثة من المرضى والجرحى عبر معبر رفح البري"الأغذية العالمي": الاحتياجات الإنسانية هائلة مع عودة النازحين إلى شمال قطاع غزةالرئيس الأميركي: المحادثات حول الشرق الاوسط مع إسرائيل ودول أخرى تتقدم(يديعوت أحرونوت): نتنياهو يرفض مشاركة ممثلين عن عائلات الأسرى خلال زيارته أميركافي اليوم الـ14 لعدوان الاحتلال على جنين ومخيمها: شهداء وإصابات ونسف منازل ونزوح الآلافمصابون بقصف إسرائيلي لسيارة مدينة في شارع الرشيد الساحلي وسط القطاعتركيا: تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة يناقض القانون الدولي
2025/2/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نمص الرجال .. بقلم : احلام الجندى

تاريخ النشر : 2012-03-04
نمص الرجال  .. بقلم : احلام الجندى
نمص الرجال .. بقلم : احلام الجندى

عندما خلق الله آدم علمه الأسماء كلها وميزه على الملائكة بذلك قال تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انيؤنى بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين ، قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم "البقرة آية 31،32.

وجعله نبيا ، وأمره بأن يعلم بنيه الحلال والحرام والحدود والحقوق والواجبات وشرع الله، ولكن النسيان والتغير من طبع البشر لذا لم يستمر ابناءه على ما تعلموه بل غيروا وحرفوا فظهر الفساد فى البر والبحر، فهذه طبيعة البشر الذين خلقهم الله من طينة متعددة المعادن متباينة الصفات فمنها اللين ومنها الصلب ومنها الصلد ، ومنها النفيس ومنها الرخيص ، لذا نرى نفوسهم متقلبة بتقلب صفات المعدن الظاهر عليها فهذا متزن العقل، معتدل الفكر، نافع للغير، صاحب رؤية ورسالة، يسعى بجد لتحقيق ما خطط له، وليس همه الا رفعة دينه وعزة أمته ،
مثل هؤلاء قد لا يلتفتون الى ذواتهم ولا يهتمون كثيرا بدقائق شكلية يمكن تجاهلها لعدم وجود وقت للإلتفات اليها ،واهمالها بجوار عظيم أولوياتهم .

وهناك معادن أخرى رخيصة سريعة الصدأ بل بملامساتها لما يجاورها قد ينتقل أثرها ويعم الصدأ والتلف جميع ما يحيط بها ، مثل هؤلاء هم الذين يغيرون المعروف الذي نزل من السماء الى منكر والحق الى باطل والفضيلة الى رذيلة ،وهم أول من يبتدئون ويبدأون بالمعاصى والمخالفات.
فلكل عمل مستحدث بداية ،والأعمال لا تتعدى أن تكون اما صالحة أو طالحة ،فمن ابتدأ عملا صالحا- أى سن سنة حسنة- لم يسبق اليه كان له مثل أجر من تبعه فى ذلك دون ان ينقص من اجورهم شيئا الى يوم القيامة ، ومن ابتدأ عملا طالحا –اى سن سنة سيئة- كان عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص ذلك من وزر من تبعوه شيئا ، مصداقا لما روته ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من احدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
فهذا قابيل أول من خالف أمر الله وامتثل لهواه وقتل اخوه هابيل فكان عليه وزر قتله وقتل اى نفس الى يوم القيامة ،
وهؤلاء قوم سيدنا لوط عليه السلام مثل آخر للإبتداء بمعصية لم يسبقوا اليها مصداقا لقوله تعالى " انكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء " وقوله فى ذلك " ما سبقكم بها من أحد من العالمين " .

وفى زماننا هذا نرى شبابنا بل وبعض رجالنا يأتون بمعصية لم يسبقهم اليها احد من العالمين ، قد يظن البعض انها ليست بكبيرة ولكنها والله كبيرة مدلولها عظيم ، واثرها مهين ، إنها النمص ، فقد نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء ، ولعن من تفعلها ومن تفعلها لها بقوله " لعن الله النامصة والمتنمصة "-وان اختلف الفقهاء فى وصف هذا النمص المنهى عنه بالنسبة للمرأة والذى يستوجب اللعن وحكمه ، فمن قائل هو الإزالة الكلية لشعر الحاجب ورسمه بما يخالف خلق الله ، ومنهم من يقول هو الأخذ من اصل الحاجب وترقيقه وتشكيله ، وان كان هناك من يجيز ان تهذب المرأة حاجبها تجملا لزوجها على الا يراها اجنبى ، كل هذا مع المرأة التى من اولى اهتماماتها التجمل وابراز زينتها واظهار انوثتها .

أما اذا انتقلت هذه البلوى الى الرجال فقلّى بالله عليك اى رجل هذا الذى شغله الشاغل مظهره والنظر فيما دق من تكوينه حتى اصبح تزجيج حاجبيه شغله الشاغل ومن أكبر اهتماماته ، لقد بدأ الرجال هذه البلوى على استحياء بإزالة الزوائد الرابطة بين الحاجبين وان كان فى تركها تشبها برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ثنوا بإزالة الزائد من اعلى الحاجب دون اسفله ، ثم انتهت الطامة بتزجيج الحاجب وترفيعه وتشكيله كما تفعل النساء تماما ،حتى أنك تنظر فى وجه الشاب فلا تكاد تجزم هل هذا شاب ام فتاه ،- انا معلمة فى مدرسة ثانوية فلست امعن النظر فى وجوه الرجال فإنى والله أغض بصرى الا ما كانت أول نظرة -
ان الرجولة والنخوة والشهامة والجد و والعمل والمسئولية وتبنى القضايا المصيرية وحمل هموم الأمة هى ما يجب ان يهتم به الرجال ، فهل رجل اصبح كل اهتمامه رسم حواجبه ولبس الحلى الذهبية والتقليدية التى حرمها الشرع عليه- من سلاسل وحظاظات واساور وغيرها مما لا أعرف اسمه- لما لها من تأثير خنوثى فى التكوين وميوعى فى الطبع ، وتشبه بالنساء ،هل هؤلاء الرجال هم الذين يمكن ان يقوموا بذلك ،
فكيف اذن تنهض امة اصبح رجالها نساء ،وقادتها خواء .

فها هو نداء واستثارة الى كل انسان مازال فى جوفه شىء من الرجولة ، والى كل ولى أمر والى كل معلم والى كل مربى والى كل مسئول والى كل راعى ،ان ربوا اولادكم صغارا تقر أعينكم بهم كبارا ربوا اولادكم على صفات الرجال، واخلاق الرجال ،وهموم ومسئوليات الرجال ،ومن اهمها تبصيرهم بما أل اليه حالنا وما وصل اليه غيرنا ، أين كنا وكيف اصبحنا .

مما يذكر من الطرف ان فى الستينات ارادت الصين ان تعقد شراكة مع مصر تتبادلا من خلالها الخبرات حتى ترتقى بمستواها وتطور امكانياتها ، فاستعظم جمال عبد الناصر الفجوة بين ما نحن فيه وما هم عليه ، فانظرو اليوم يا سادة فى غضون خمسين عام اين اصبحت الصين واين بقينا ! لقد غزت الصين اسواق الدنيا حتى الدول الكبرى الصناعية ، وتفننت فى دراسة احتياجات الشعوب وفق ثقافاتها ومعتقداتها ، وابتكار منتجات تجذب المشترى بمواصفات وأسعار تنافس السلع الوطنية لكل بلد ، وأخر ما غزت به الأسواق العالمية الذهب الصينى وهو نوع من الحلى من سبائك لا تصدأ ولا تتغير تصنع بدقة ورقة بحيث لا يستطيع الناظر اليها التمييز بين هذه الحلى التقليدية و والحلى الذهبية الأصلية وغيرها حتى المسبحة العددية وسجادة الصلاة .

فانتبهوا يا شبابنا ولا تنقادوا خلف قصاصى الشعر والحلاقين فكثير منهم لا يعى شيئا عن دينه ولا يستخدم ميزان الحلال والحرام ، وانا على يقين ان كثير منكم يفعلونها تقليدا ولا يظنون انها تحتاج الى حكم فقهى ، فاسألوا يا شباب وتعلموا واهتموا بقضايانا المصيرية فأنتم الأمل وانتم العطاء وانتم النشاط وانتم الحماس وعلى عاتقكم تقع مسئولية التغيير والأنتقال الى الصفوف الأولى بين الأمم، فنحن من اراد الله لنا ان نكون خير امة اذا اردنا لذلك سبيلا وصدق القائل :
اذا الشعب يوما اراد الحياة.....فلابد أن يستجيب القدر احلام الجندى
21/4/2010
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف