الأخبار
الدفاع المدني: جيش الاحتلال حرق أجزاء كبيرة من مخيم جبالياأبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلالالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإسرائيل تقرر استقبال 300 ألف عامل أجبنيالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإيرلندا وعدة دول يدرسون الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاريأردوغان: إسرائيل ستطمع بتركيا إذا هزمت حماسحركة حماس ترد على اتهامها بالتخطيط لأعمال تخريبية في الأردنالصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 35 ألفانتنياهو: لن نسمح للفلسطينيين بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوةوزير الخارجية الأمريكي: لا يمكن أن نترك فراغا في غزة لتملأه الفوضىالأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكةقيادي بحماس: مصر لن تتعاون مع الاحتلال ويدنا لا تزال ممدودة للتوصل إلى اتفاقاستشهاد شاب برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرةالفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 76 لـ النكبة
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سوريا بين أنياب الأسد بقلم د. سناء سليمان سعيد

تاريخ النشر : 2012-03-04
( سوريا بين أنياب الأسد ) بقلم د. سناء سليمان سعيد
فى ظل هذه الأحداث الدامية فى الوطن العربى ، ولا سيما بلاد الثورات العربية ،والتى أدى ظلم وطغيان و سوء تعامل الحكام ، فى فترة حكمهم وتعاملهم مع شعبهم إلى إنفجار بركانى وإنقلاب جذرى، من الشعب على النظام الحاكم، وحدثت عدة عوامل أدت إلى الصد مة الكاملة لنا جميعاً، وهو رد الفعل الظالم على الشعب البرىء ، والعمل على عدم نجاح أية ثورة ؛ لكى لاترى النوربعينيها ، ومن هذه البلاد التى انتفضت وفجرت ظلمها وكبتها فى وجه الظالمين والطغاة الجبارين ، تونس ،ومصر، وليبيا، واليمن، وسوريا ، وكل بلد أخذت فترة فى نزف الدماء، والتبعيات السلبية ،إثر ما قامت به من ثورات أو إنقلابات ، وبالرغم من إنه كانت قد بدأت كل الشعوب تتحرك وتنتفض نحو اتجاه موحد وهو هد م الظلم وتدمير الفساد ، واسترجاع الحقوق المسلوبة والمنهوبة لها ،إلا إنه توجد بلاد أخرى فكرت فى خوض هذا المعترك ؛ ولكنها تراجعت بقوة القانون الذى يحكمهم فى البلاد الخاضعين لها . أو بخمد الحاقدين على الثورة والقصد من عدم إعلاء كلمة الحق فيها ، و عدم عودة الحق لأصحابه .
وبهذه الثورات وجدنا متنفس جماعى لنا من كبت دام سنوات طويلة ،بل عديدة ، وكأن الحكام العرب باتوا يقلدون بعضهم البعض فى التصرف فى أمور بلادهم، ونسوا بل نستطيع القول إنهم تناسوا الشعب الذى يعد أمانه فى أعناقهم جميعاً ، ويعد هو المسئولية الأولى والأساسية لتوليهم مثل هذا المنصب ،و إلا فلماذا هم حكام ؟!وعلى من يحكمون؟! وبأى نهج يسلكون ؟! لقد أخذهم الغرور بعيداً بكرسى يعطى لهم قيمة فى الحياة ، ولكنه ليس له أية قيمة فى الآخرة بل على العكس من ذلك هذا الكرسى بعينه هوسبب تعاستهم وذلهم فى الدنيا ، وسبب عذابهم فى الآخرة . وقد رأينا ذلك ؛ ولكن هل من متعظ ؟!
رأينا الحكام الذين يعيشون عيشة مترفة ، ويستقلون أفخر أنواع السيارات ، ويأكلون أغلى أنواع الطعام والمشروبات بجميع أنواعها وألوانها المختلفة ، التى لايعرفها الشعب من قريب أو بعيد؛ ولكن أين هم الآن ؟!
هم الآن خلف القضبان ، لايستطيعوا فعل شىء ، ويكفيهم ذل ومهانة من وضعهم الذى هم فيه الآن ، ونتذكر فى هذا الأمر قول الله سبحانه وتعالى " بسم الله الرحمن الرحيم "
" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" صدق الله العظيم
ونحن جميعا ًنعلم مدى عدل رب العزة فهو لا يعز إلا من سلك نهج العادلين والمقرين بنعمته وبحمده ، وفى نفس الوقت يذل الظالمين والطغاة والحكام الجائرين على شعبهم ، فيجعلهم عبرة وعظة فى الحياة الدنيا ، وأيضاً لهم فى الآخرة عذاب عظيم .
هكذا كان حال كل حكام هذه البلاد التى تم ذكرها ، من مصر ، وأين رئيسها الآن ، من تونس وأين حاكمها الذى طرد أشر طرد من بلده وعلى يد شعبه ، بطريقة مذلة ومهانه من الجميع ، وأين ليبيا الذين قتلوا حاكمهم بطريقة بشعة ، وكأنهم وجدوا فريسة ثمينة، وما كان أجمل هذا الافتراس والانتقام بالنسبة لهم ! . هكذا كان حالهم جميعاً مع الفارق الكبير بين هؤلاء الذين تخلصوا من حكامهم بنفسهم ، وبين ما حدث فى العراق منذ فترة ليست ببعيدة ؛ والتى أودت بحياة رئيسها وجعلوه كبش فداء يوم لن ننساه جميعاً (يوم عيدالأضحى ) وكأنهم يعطونا عيدية العيد ، وكانت صدمة مهولة لكل مسلمى العالم العربى فى ذلك اليوم ، وإن كانت لم تفعل ما فعلته هذه البلاد بكل رضاها ، ولكن هناك دخيل غريب أودى بحياة الصدام والذى أصبح الآن بالنسبة لهؤلاء شهيد اً و بطلاً مقارنة بما حدث لهم . ونأتى لسوريا ، ألم يتعظ بشار من كل هذا ، ألم يعلم أن الله قادر ، وأن الحكم زائل ، وأن الموت قادم لا محالة ، لماذا لم يتعظ ؟! لماذا كل هذ االظلم ؟!و لماذا كل هذا الجبروت ؟!
فقد قال الله (سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز ) ألا يعلم أن الله قادر على هلاكه فى لمح البصر
بسم الله الرحمن الرحيم
" أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (6)سورة الانعام
صدق الله العظيم
بالتأكيد هو فى غيبوبة طويلة الأجل ، لأنه لايعى ما يفعله ، من تخريب ودمار وقتل وتعذيب لأبرياء من أطفال وشباب ونساء وشيوخ ؛ولكن ينطبق عليه قول رب العزة فى سورة (يس)
"بسم الله الرحمن الرحيم "
" وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) سورة يس ( صدق الله العظيم )
هكذا هو حال الأسد مع سوريا لا يرى ولا يسمع لأحد إلا لوسوسة الشيطان ، وبذلك يكون من أشد الحكام الظالمين على أهلها ولا يعلم أن عاقبة الظلم وخيمة ، وأن الله سبحانه وتعالى حذر من الظلم كل التحذير لأنه نهاية الظلم ذل ومهانة فى الدنيا مثلما رأينا ، وفى الآخرة يحاسبه الله على قدر ظلمه ، فقد قال الله ( عزوجل )
" بسم الله الرحمن الرحيم "«وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» صدق الله العظيم (الشعراء) .
فسوريا البلد الشقيق التى دمى لها القلب لما حدث و يحدث فيها ، وكأنها أصبحت بركة من دماء الأبرياء من الشعب، وذلك بالقتل والتخريب والهلاك ،والأحداث التى يتقطع لها القلب كلما رأها وبكى على أطفالها ، وشبابها ونسائها ، ماذا جرى ؟! هل هذا على كرسى لصق فيه ،أم منصب زائل ،أم فرض شخصية ، يورايها التراب بعد عمر لايعلمه إلاالله (سبحانه وتعالى )، ولم يجد ما يقوله لرب العباد حينئذ، بعد كل ما فعله مع شعب برىء لا ذنب له ، إلا أنه يريد الحق الطبيعى له فى الحياة ؛ولكن نجد أن هؤلاء الحكام فهموا المسئولية فهماً خاطئاً ، واتخذوا من مناصبهم أداة لألوهية أنفسهم على البشر .
ولذلك يجب على كل حاكم أن يعلم أن الحكم و المنصب هو المسئولية الكاملة عن شعب وبلد وما يتبع هذه المسئولية من رعايتهم من الجوع والفقر والجهل والحرمان وأيضاً ضروريات الحيا ة من مأكل وملبس ومشرب ، ولكن مانراه إنهم سخروا مهامهم فى جعل البلاد تموت يوميا ً من الألم ومن القهر ومن الذبح ومن القتل ومن الظلم كسوريا ، وباقى الدول حديثة العهد بالثورة ، فأين ماتوجب عليهم فى هذا الحكم ؟، ألم يسمعوا عن الخلفاء الراشدين من قبل؟ ، ألم يقرأوا عن عهد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) وكيفية إدارته للبلاد وتعامله مع الناس والصحابة وحق الرعية ؟، ألم يحاولوا التعلم من تعاليم إسلامنا الحنيف؟! .
فسوريا بلد لا ذنب لها إلا أنها تحت إمرة وقبضة دامية ، وحكم طاغية ، فضل البقاء مع الموت الأبدى للجماعة ، ولم يقبل بالرحيل مع البقاء على حياة هؤلاء البشر .
سوريا البلد الحبيب والشقيق الذى نتألم عليها وأعيننا تفيض من الدمع كلما رأينا منظراً لأطفالها ، أوسمعاً خبراً غير سار عنها ، ورغم ألمنا الشديد على أنفسنا إلا أننا نحس أننا أصبحنا فى بحيرة صاخبة بالدماء ، وسط بركة منفرة المنظر من القتل والتعذيب والدمار والهلاك .
وهنا أتساءل لماذا .................؟!
وكيف يفكرون هؤلاء .................؟!
وهل يقدرون قيمة الحياة التى أهدروها لهؤلاء البشروقتل كل هذه الأرواح البريئة ؟!
هل يقدورن قيمهتا فى كرامة وعزة والبعد بهاعن المهانة والمذلة؟! .
كيف يحسبونها ؟! أو بأى مقياس يرسمون طريقهم ، بالطبع لم يكن مقياس رسم عادى ، وإنما مقياس رسم القتل والعذاب والهلاك والأحزان والظلم الشديد .
ولكنى كلما أفكر أجد أننا وأقصد البلاد العربية وكأن غضب أصابنا من الله (سبحانه وتعالى ) ، بالتشتت والضياع ، والموت للأبرياء والأطفال والعزل وتولى سوء البشر علينا .إذن فلنبدأ بأنفسنا ،؛ لكى يأتى صلاح الحال لنا ولبلادنا ، وندعو بقلب خالص النية على الظلم ، وإنصاف المظلومين .
لك الله ياسوريا ، يحميكى وينقذك من أنياب الأسد وقبضة الأعداء ، لك الله يا مصر يا أم الدنيا ، لك الله يا تونس ، لك الله يا ليبيا ، ودعوة من القلب بنصرة البلاد العربية بكل ما فيها نصرة قوية من عند رب العزة على أعدائها وكيد الكائدين لها ، وظلم الظالمين عليها ، وقهر الجبارين ، وبطش الطغاة .، وتآمر المتأمرين عليها .
لكم الله ينصركم ، ويعزكم يابلاد العرب والعزة والكرامة .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف