الأخبار
الدفاع المدني: جيش الاحتلال حرق أجزاء كبيرة من مخيم جبالياأبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلالالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإسرائيل تقرر استقبال 300 ألف عامل أجبنيالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإيرلندا وعدة دول يدرسون الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاريأردوغان: إسرائيل ستطمع بتركيا إذا هزمت حماسحركة حماس ترد على اتهامها بالتخطيط لأعمال تخريبية في الأردنالصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 35 ألفانتنياهو: لن نسمح للفلسطينيين بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوةوزير الخارجية الأمريكي: لا يمكن أن نترك فراغا في غزة لتملأه الفوضىالأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكةقيادي بحماس: مصر لن تتعاون مع الاحتلال ويدنا لا تزال ممدودة للتوصل إلى اتفاقاستشهاد شاب برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرةالفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 76 لـ النكبة
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تفريخ القادة ونظرية الطرد المركزي بقلم:يوسف أبو عواد

تاريخ النشر : 2012-03-04
تفريخ القادة ونظرية الطرد المركزي بقلم:يوسف أبو عواد
  كلمة ورد غطاها

تفريخ القادة ونظرية الطرد المركزي

في العمل المؤسسي المنظم، تبوؤ المراكز والارتقاء يكون للأفضل، حيث يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، في الحالات التي لا يكون فيها للواسطة والمحسوبيات أي دور في التعيينات، ولا تكون فيها الإعلانات عن الوظائف الشاغرة في أي مصلحة إعلانات صورية شكلية لذر الرماد في العيون، ولإضفاء النظامية الزائفة على إجراءات باطلة، حين تجرى فيها المقابلات للمتقدمين، وتتقن الأدوار، وفي اللحظة الأخيرة، يفاجأ المتقدمون، أن الحرف الذي يأت في ذيل الأبجدية قد لعب لعبته القذرة، وجاء بمغفل من بين أصحاب الباع، من ذوي الأعمام والأخوال، في حكومات الفساد الشامل....!!.
في مثل هذا العمل المؤسسي المنظم، الذي يأخذ الطابع الغربي، حيث لا اعتراف بقبيلة ولا عشيرة، ولا جاهات ووجاهات، وآسف أن أقول النموذج الغربي، في الوقت الذي وفرت فيه شريعتنا الاسلامية وقيمنا العربية الأصيلة، وتراثنا الحضاري العريق، ما يغنينا عن التقليد والمحاكاة، أعود وأقول في مثل هذه المؤسسات النموذجية، التي تأخذ بمعايير الجودة والخبرة والكفاءة، التي لا أعتقد أنها موجودة بين مؤسسات مجتمعنا المدني، التي أصبحت تكايا للذرية وزمرة المنافقين، فضلاً عن دوائر القطاع العام، التي لولا انتشار العيون في أروقتها، وتحسب هذا لذلك وذاك لهذا، لأصبحت غالبيتها أوكاراً تدار فيها الامور بطريقة العصابة، ودساتير المافيات، ومع ذلك يحصل مالا عين رأت ولا أذن سمعت...!!. 
في المؤسسات المحترمة، في حكومات النزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص، يتسنم المواقع الأفضل والأقدر، بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى، عرقية أو أياً كانت، ويرتقي المرء في سلم الوظيفة بمجهوداته لا بالهدايا والتلفونات، وأحياناً بالمخفي الأعظم والسري للغاية، على رأي الصحفي والإعلامي البارز، يسري فودة، صاحب برنامج ( سري للغاية)، الذي لا ندري كيف غاب نجمه !!، أقول في المؤسسات والدوائر المحترمة في الحكومات الوطنية التي لا يحنث أعضاؤها في اليوم ألف مرة بقسمهم لعلمهم أنه قسم عظيم، يفتخر القائد أنه أحسن صنع قائدٍ من الكفاءات الشابة، نعم القادة يصنعون، فلا يولد المرء من بطن أمه قائداً، القيادة في معظمها مكتسبة، قد يتعذر عليك أن تصنع شاعراً ليس عنده موهبة الشعر، ولم يعتد أن يختلي بنفسه في وادي عبقر، وقد تفشل في صناعة موسيقار كبير مثل موزارت أو بتهوفن، أو رسام ملأ الآفاق مثل بيكاسيو، أو تصنع حنجرة كحنجرة عمالقة الطرب الاصيل الذين شنفت لهم الآذان، وما زالت تتمايل طرباً معهم، لكن أن تصنع قائداً فهذا ليس معجزة، أن يصنع المدير مديراً ناجحاً ليس أمراً مستحيلاً، أن يجعل الوزير من وكيله في الوزارة رجلاً مهيّأً بكل الإمكانات ليكون قادرا على تسيير الأعمال على الأقل في غيابه، أو لحمل اللواء من بعده لو قضى نحبه، أمراً ليس صعباً، بل في منتهى السهولة، لو توفرت الاستعدادات وخلصت النوايا.
في المؤسسات والدوائر التي يقودها الأوفياء والمخلصون، الذين يتبعون النظم والقانون، ويكون ولاؤهم للمثل العليا والمصالح الوطنية لا الشخصية، يحرصون على تفريخ وصنع القيادات الشابة، فالمسألة ليست مهمة صعبة المنال، لكن الذي يحصل عندنا للأسف هو العكس والنقيض تماماً، فما أن يسطع نجم مسؤول في موقعه، ويصبح محل الاعجاب، ويحظى بالتقدير والنزاهة، ويبدي جاهزية فائقة في انتظار من يأخذ بيده ليتسنم موقعاً متقدماً لخدمة وطنه وشعبه، تبدأ عند رئيسه أو مديره الخشية أن ينتزع منه الأضواء، أو يكشف ضعف إمكاناته، فيبدأ كهنة البطانة وأذرع الفساد وأدواته، في التأليب وتحديد الهدف، فيبدأ الكبير وأعوانه في نسج المكائد، ويرسموا خارطة طريق للتخلص من هذا الطاهر المبدع، الوطني الغيور، حتى لو بتلبيسه فضيحة أو خيانة، فالغاية تبرر الوسيلة عند هؤلاء، حتى يجد نفسه خارج الدائرة، بفضيحة أحسن حبكها، وهكذا يكافأ عندنا الأوفياء،
وباختصار شديد، أقولها بمرارة وحسرة من اكتووا بنارها، وأنا واحدهم، إن تفريخ القيادات عندنا يتم على طريقة الطرد المركزي، الثقيل المليان خبرة وتأهيل وإمكان، يطرد بعيداً والقشور الفاضية التي تعاني حتى من انعدام الوزن، هي التي تظل قريبة للمركز، وهذا لعمرك منتهى الخسران، للوطن والانسان.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف