قصيدة الأبيوردي
قال الأبيوردي هذه القصيدة بعد أن احتل الفرنجة القدس، وبعد أن سمع الناس بجرائمهم الرهيبة في المدينة المقدسة. وكان هدفها الدعوة إلى مواجهة هؤلاء الغزاة الأجانب، ومساندة أهل الشام الذين وقع على اكتافهم عبء مواجهتهم. لذا فهي تتدفق بغضب عظيم يهز الروح. وقد انتشرت القصيدة في المنطقة، وكان لها تأثير هائل على أرواح الناس، وعلى دفع موجات من المحاربين من أنحاء العالم الإسلامي إلى الشام لمواجهة الفرنجة. ويجب أن نفهم القصيدة في زمنها. وفي ذلك الزمن كانت المواجهة ذات لون ديني، لذا يتحدث الأبيوردي عن الدين والإسلام. لكنه لا ينسى، مع ذلك، أن يحث العرب والعجم، أي الفرس وغيرهم من الشعوب الإسلامية غير العربية مثل الكرد، على المواجهة: (أترضى صناديدُ الأعاريب بالأذى/ ويُغضي على ذلّ كماةُ الأعاجم؟).
وباختصار، فالقصيدة تشكل مثالا فريدا على فعالية الشعر السياسية والاجتماعية في لحظة محددة من اللحظات. من اجل هذا، فقد تحولت قصيدة الأبيوردي إلى راجمة لهب في وجوه الغاصبين الفرنجة.
مزجنا دماءً بالدموع السواجم
فلم يبق منا عرصة للمراحم
وشر سلاح المرء دمع يفيضه
إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
فإيها بني الإسلام إن وراءكم
وقائع يلحقن الذرا بالمناسم
أتهويمة في ظل أمن وغبطة
وعيش كنوار الخميلة ناعم
وكيف تنام العين ملء جفونها
على هفوات أيقظت كل نائم
وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم
ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
تسومهم الروم الهوان وأنتم
تجرون ذيل الخفض فعل المسالم
وكم من دماء قد أبيحت ومن دمى
تواري حياء حسنها بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرة الظبا
وسمر العوالي داميات اللهاذم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفة
تظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروب من يغب عن غمارها
ليسلم يقرع بعدها سن نادم
سللن بأيدي المشركين قواضبا
ستغمد منهم في الطلى والجماجم
يكاد لهن المستجن بطيبة ينادي
بأعلى الصوت: يا آل هاشم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدا ر
ماحهم، والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفا من الردى
ولا يحسبون العار ضربة لازم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى
ويغضي على ذل كماة الأعاجم
فليتهم إذ لم يذودوا حمية
عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم
وإن زهدوا في الأجر إذ حمس الوغى
فهلا أتوه رغبة في الغنائم
لئن أذعنت تلك الخياشيم للبرى
فلا عطسوا إلا بأجدع راغم
دعوناكم والحرب ترنو ملحة
إلينا بألحاظ النسور القشاعم
تراقب فينا غارة عربية
تطيل عليها الروم عض الأباهم
فأن أنتمُ لم تغضبوا بعد هذه
رمينا إلى أعدائنا بالجرائم
* ولد الأبيوردي في حدود عام 1068 م تقريبا، أي قبل خمسة وعشرين سنة من غزوات الفرنجة. وهو أبو المظفر، محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد، ينتهي نسبه إلى صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس. أمّا لقبه الأبيوردي فيعود إلى أبيورد مدينة بخراسان، وبها ولد. أقام ببغداد مدّة عشرين سنة، واتصل بالخليفتين العباسيين: المقتدى بأمر الله وولده المستظهر بالله. كان الأبيوردي شاعرا ومؤرخا ونسّابة.
قال الأبيوردي هذه القصيدة بعد أن احتل الفرنجة القدس، وبعد أن سمع الناس بجرائمهم الرهيبة في المدينة المقدسة. وكان هدفها الدعوة إلى مواجهة هؤلاء الغزاة الأجانب، ومساندة أهل الشام الذين وقع على اكتافهم عبء مواجهتهم. لذا فهي تتدفق بغضب عظيم يهز الروح. وقد انتشرت القصيدة في المنطقة، وكان لها تأثير هائل على أرواح الناس، وعلى دفع موجات من المحاربين من أنحاء العالم الإسلامي إلى الشام لمواجهة الفرنجة. ويجب أن نفهم القصيدة في زمنها. وفي ذلك الزمن كانت المواجهة ذات لون ديني، لذا يتحدث الأبيوردي عن الدين والإسلام. لكنه لا ينسى، مع ذلك، أن يحث العرب والعجم، أي الفرس وغيرهم من الشعوب الإسلامية غير العربية مثل الكرد، على المواجهة: (أترضى صناديدُ الأعاريب بالأذى/ ويُغضي على ذلّ كماةُ الأعاجم؟).
وباختصار، فالقصيدة تشكل مثالا فريدا على فعالية الشعر السياسية والاجتماعية في لحظة محددة من اللحظات. من اجل هذا، فقد تحولت قصيدة الأبيوردي إلى راجمة لهب في وجوه الغاصبين الفرنجة.
مزجنا دماءً بالدموع السواجم
فلم يبق منا عرصة للمراحم
وشر سلاح المرء دمع يفيضه
إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
فإيها بني الإسلام إن وراءكم
وقائع يلحقن الذرا بالمناسم
أتهويمة في ظل أمن وغبطة
وعيش كنوار الخميلة ناعم
وكيف تنام العين ملء جفونها
على هفوات أيقظت كل نائم
وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم
ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
تسومهم الروم الهوان وأنتم
تجرون ذيل الخفض فعل المسالم
وكم من دماء قد أبيحت ومن دمى
تواري حياء حسنها بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرة الظبا
وسمر العوالي داميات اللهاذم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفة
تظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروب من يغب عن غمارها
ليسلم يقرع بعدها سن نادم
سللن بأيدي المشركين قواضبا
ستغمد منهم في الطلى والجماجم
يكاد لهن المستجن بطيبة ينادي
بأعلى الصوت: يا آل هاشم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدا ر
ماحهم، والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفا من الردى
ولا يحسبون العار ضربة لازم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى
ويغضي على ذل كماة الأعاجم
فليتهم إذ لم يذودوا حمية
عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم
وإن زهدوا في الأجر إذ حمس الوغى
فهلا أتوه رغبة في الغنائم
لئن أذعنت تلك الخياشيم للبرى
فلا عطسوا إلا بأجدع راغم
دعوناكم والحرب ترنو ملحة
إلينا بألحاظ النسور القشاعم
تراقب فينا غارة عربية
تطيل عليها الروم عض الأباهم
فأن أنتمُ لم تغضبوا بعد هذه
رمينا إلى أعدائنا بالجرائم
* ولد الأبيوردي في حدود عام 1068 م تقريبا، أي قبل خمسة وعشرين سنة من غزوات الفرنجة. وهو أبو المظفر، محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد، ينتهي نسبه إلى صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس. أمّا لقبه الأبيوردي فيعود إلى أبيورد مدينة بخراسان، وبها ولد. أقام ببغداد مدّة عشرين سنة، واتصل بالخليفتين العباسيين: المقتدى بأمر الله وولده المستظهر بالله. كان الأبيوردي شاعرا ومؤرخا ونسّابة.