الأخبار
الدفاع المدني: جيش الاحتلال حرق أجزاء كبيرة من مخيم جبالياأبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلالالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإسرائيل تقرر استقبال 300 ألف عامل أجبنيالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإيرلندا وعدة دول يدرسون الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاريأردوغان: إسرائيل ستطمع بتركيا إذا هزمت حماسحركة حماس ترد على اتهامها بالتخطيط لأعمال تخريبية في الأردنالصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 35 ألفانتنياهو: لن نسمح للفلسطينيين بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوةوزير الخارجية الأمريكي: لا يمكن أن نترك فراغا في غزة لتملأه الفوضىالأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكةقيادي بحماس: مصر لن تتعاون مع الاحتلال ويدنا لا تزال ممدودة للتوصل إلى اتفاقاستشهاد شاب برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرةالفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 76 لـ النكبة
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا تخاف الليل؟ بقلم عدنان زغموت

تاريخ النشر : 2012-02-26
لماذا تخاف الليل؟ بقلم عدنان زغموت
تبوحُ أجفانُها بمكنونِ نفسٍ مخضبةٍ برحيقٍ تحملُه صاحبةُ العسل فتتشقق ستائرُ الكون كشقيقةِ نُعمانٍ فتنجلي صورةُ مخاضِ وولادةِ المحبة من رحم القلوب العاشقة. لا فرق بين ما تلِدُه الجفونُ من المحبة وبين ما تلده الأفواه من طُهر الأبجدية, فتهتز بهما أوتارُ الحناجر على وقعِ نُسيماتٍ تحملُ عبقَ النرجسِ وضَوعَ الجوري. وبين هذا وذاك تَحملُنا جيادُ السكينةِ للطواف في محاريب المحبة ودهاليز الصفاء وملامسة ما تَهدَّلَ من أثوابِ الملائكة. عندما يَجنُ الليلُ تختفي كُلُ الأجناس تحت لحافه الأسود فلا شجرٌ ولا وردٌ ولا طريقٌ ولا جبلٌ بسفحِه وقَنَته, الكل يختفي ليُطْلِقَ لسانَ باطنه بعيدا عن لصوص النهار ومقتنصي السمع. النجومُ وحدها من يفضح عتمةَ الليل وتقول له: ما أقساك وأنا أشهدُ عليك لأنني خارجَ حُدودِ قواك , أتحدى ظهورَك بظهوري فأنتشي عند كشف عورتك. عَتمتُك يا ليلُ تُظللُ المحسوسَ أما غير المحسوس فينتعش بعتمتك , ويتسلق سلمك لمعانقتي, ما أجهلك أيها الليلُ ببواطنَ المحبة التي تشرب من جداول سوادك لتنير دهاليز هي أعتم من عتمتك فيظهر بريقا خافقا جامعا لحواس فَقَدَتْ حلقاتِها في وضح النهار.فأنت يا ليل رغم قسوة قبضتك تجمعها فيفيق أصحابُ القلوب المرهفة, فهذا يناجي ربه وذاك يبث لواعجه لحبيبه وآخر يتنهد بدون أبجدية, فلكلِ قلبٍ مُحبٍ أبجديةٌ غير موصوفة شكلا فيها كلُ حرفٍ باسمٍ ودامع. قِلَةٌٌ هم من يكشفون عجزك فيستسلمون بشخيرهم لإرادتك, وما أنت إلا كفزاعة سيفُها من خشب. أنا أيها الليل رغم تَفَحُمِ وجهكَ أراك قنديلا منيرا لالالالالالا بل نهرا دافقا لأفكار لا يُعكرصفوَها تصفيقُ جناحي فراشة أثمَلتها أزاهيرُ الحقل والبحثُ عن شريك يواسيها قبل التشرنق فهي ما أن تمسك بألف الحياة حتى تصل إلى يائها. أيام تعيشها الفراشة بغبطةٍ وحبٍ وشريكٍ غير آبهةٍ بالنم والذم وإضاعة الوقت في النوم نهارا والتثاؤب في الليل والسهر. من بين ثناياك رَسَمتُ وجهَ حبيبتي وزرعتُ قُرنفلا ونرجسا وجوريا وياسمينا دمشقيا ينافس ببياضه وجوهَ كل الحسان , كنتُ أُخفي زرعي في النهار عن عيون الحساد حتى لا أُيقظ فيهم شهوةَ سرقةِ الحصاد. من أراد أن يكون مثلي فليزْرَعْ زرعي, عندها فقط أقول إنه مثلي فأدخل حقلَه ويدخل حقلي حيث قَلمتُ أظافرَ أشواكه بنفسي فصار نتاجُه ليِّن الملمس تزين وجناتِه حباتٌ من لؤلؤِ الندى الذي يخشى من إطلالة الشمس. أنا يا ليلُ بِكَ أحتفي فيما غيري واحسرتاه يذوي فيك ويختفي مشنوقا بأحلام المادة التي تظهر يوما وفي آخر تختفي. صدقوني لأني أحبكم أقول كونوا مثلي في الليل أكون مثلكم في النهار عندها تتوحد صيرورة الكون في الضوء والعتم. بصراحة لا أخشى ما يُخفيه الليلُ لأنني أجد في صفائه وهدوئه نهارَ قلبي وإنطلاق ما يفيض من نبع روحي. لا تخشوا الليل فنهارُ البعضِ أكثر حُلْكةً من عتْمَتِهِ ويلعنُ هذا البعضُ حظه فلا هو وجد النهار ضوءا ولا هو أمسك بجميل الليلِ.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف