الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصباع لا يزال في انفي بقلم:محمد البرقي

تاريخ النشر : 2012-02-01
ان أصبع الرئيس المخلوع السابق لاندري حقا هل هو رئيس ام لا , هو احد مميزاته الكثيرة التي كانت ولا زالت تنكشف مع الوقت..
فمنذ صغرنا نراه يشير و يأمر و ينهى و يميت و يبطش و ينصح ويعاتب بنفس الأصبع.


و بنفس الأصبع, تبرأ من جميع التهم "المنسوبة" إليه حينما وضعه بكل حكمة و كل تباه في انفه, معربا عن استنكاره الشديد لكل التهم الموجهة إليه..كأنها من الفضاء الخارجي. ان ذلك الاصبع كان على مدى ال30 عاما الماضية هو اهم الاصابع في تاريخ مصر..فبه صاغ دستورا يضعه في مكان فوق الشعب يضمن تواجد حذاءه دائما على الرقاب.


و بإصبعه كان يواجه كل الاعتراضات و كان يستخدمه دائما ضد المعارضين - و لن اذكر اي الاصابع كان - و كان له دائما ذات الوقع المؤلم في نفوس معارضيه وشعبه على حد سواء.


انه اصبع الحكمة اللامتناهية,اخذا و عاطيا..ناهيا و امرا..صادقا و كاذبا..


لست من لائمي مبارك على كل صغيرة و كبيرة, فالنظام الفاسد لا ينمو في بيئة نظيفة..ان فساد مبارك ونظامه كان علاقة توافقية بين الشعب و النظام..بتخاذل الطرف الاول و تفحش الطرف الثاني.


الفساد في مصر منظومة تتعلق دائما بالكراسي..بدءا من كرسي الحكم اللاصق الغرائي مرورا بكراسي وزراء الصدف و النهب , ومسؤولي الصحة المهملين في حق الناس لحصولهم على علاج مناسب ,فكرسي الموظف المرتشي,فكرسي سائس الموقف الخاص بالحافلات..و كل الكراسي تعاني من ذات الداء وذات التأخر و ذات الفساد..الكراسي كلها ملعونة حتى بدأت اخاف الجلوس على اي كرسي خشية العدوى.


كما نوهت في السابق..ادارة طاغية فاشلة, و افراد خانعون و ملتوون اعجبهم الفساد بعد بغض فصار ديدنهم وصارت طبائع الامور "حالة طارئة".


لست التمس اعذار كثيرة لمبارك فربما كان الفساد مساهمة بين الشعب و النظام..قد تبرؤه اي غلطة مطبعية من كل هذا..لكنني لم اكره مبارك فعليا و ارى انه لابد من رحيله سوى بعد حادثة (عبارة السلام) و ترك الناس في عرض البحر دون منقذ او سؤال..ثم يأتي في مقابلة اذيعت على التلفاز ساخرا من هذا الحدث الحزين بقوله :
"عبارة من اللي بيغرقوا دول؟" و يختتمها ضاحكا..


و اكتملت الماساة حين قام بقتل متظاهرين سلميين تظاهروا من اجل التغيير و لم يكن من مطالبهم ان يرحل هو بنفسه.


و لقد تبرأ مبارك من كل هذا بمجرد وضع اصبع في انفه..! , فهل اذا ضبطوا مجرما بعد اليوم ..سيستغني عن تكليف محاميا بالدفاع عنه و الاكتفاء بوضع اصبعه في انفه..كأقوى ادلة البراءة في تاريخ القضاء المصري والبشري؟.


ثم اتت الثورة..و اتت معها الاتهامات و التخوين و التمويل الخارجي , مع ملاحظة ان ملق التهم هو نظام يتقاضى معونة عسكرية من الخارج, و حتى اذا قلنا ان الثورة بكل الادلة اتفق الجميع على ان فتيلها خارجي..هذا لا يعني ان ما كان قبلها كان افضل..!


ان كنت لم تعاني قبل الثورة من الظلم فانت كنت من اتباع مقولة "امشي جنب الحيط" و تكن قدرا لا بأس به من الانانية و انعدام الضمير, فانعدام تعاطفك مع من هرسهم هذا العهد في مفرمة الفقر و التعذيب و الاهانة هو جريمة في حق نفسك, قبل ان تكون في حق غيرك.


اهلا بثورة من اي مكان ان كانت ستذهب نظام العار..نحن شعب قادر على تصحيح هذة الثورة ان كانت خارجية الفتيل..مهما زادت الاضطرابات و التقلبات و جوانبها السيئة عن جوانبها الحسنة..بغض النظر عن اتباع و عباد هذا القاتل الساكت عن الحق خائن العروبة فاتح القناة لقتل العراق ..و في نفس الوقت منجز بعض الانشاءات التي لم تكن - لغباءة الجم - كافية لاسكات افواه شعبه..كما يفعل اي ديكتاتور اخر يحترم نفسه..


القادم افضل و لكن ليس بالتمني بل بالعمل الجدي والفعال و التآخي و تقبل وجهات النظر..لقد كنا مختلفين في عهد مبارك و سنظل مختلفين لانها طبيعة البشر..لكن اجمل ما في اختلافاتنا ان ننفذ بها قوله تعالى : " انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"..


اذا لنتعارف و لنحاول انهاض هذا الوطن الذي انهكه عهد اخر الفراعنة..و لنكف عن وضع اصابعنا في انوفنا و ندخلها باي عمل مفيد..




محمد البرقي القاهرة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف