الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لقد تشابهت علينا الوجوه ..!؟بقلم : عمر قويدر

تاريخ النشر : 2012-01-26
بقلم : عمر قويدر

.. اي سلام هذا الذي ينشدون و اية مفاوضات تلكم التي يسعون بعد تلكم الصولات و الجولات و المداعبات و المحاولات اليائسة ، و الوقت الاضافي و المستقطع ، و حرارة اللقاءات و كل الجهود المبذولة التي تمت خلال الزيارات المكوكية التي قام بها جهابذة السياسة و عباقرة الدبلوماسية و خبراء المباحثات الذين ركبوا ارجوحة التفاوض لسنوات طوال دون تحقيق اية نتائج على ارض الواقع ..

.. انهم يجيئون و يروحون في العشي و الابكار ، يحملون حقائبهم الدبلوماسية المثقلة على اكتافهم و يرسمون على و جوههم ابتسامتهم الساخرة ، الفاقعة .. ياتون الينا و كأن في جعبتهم عصا موسى او وصايا لقمان الحكيم او فلسفة ابو قراط .. يحاولون تجريب كل الوصفات و الخلطات و التي – على حد زعمهم - ستعمل على تخليص شعوب هذه المنطقة من صنوف القهر و العذاب و تحقيق السلام في المنطقة العربية المنكوبة بهذا الاحتلال البغيض .. يحاولون ايهامنا بانهم جادون و عازمون على المضي لحل قضية فلسطين المركزية .. و لكن حين توضع القضية على نار المباحثات و تفور من حولها العبارات و تفيض الكلمات وتكثر المشاورات .. فسرعان ما ينتابها البرود !! ، و ترفع قبل نضجها ، ليطفو الزيت فوق الماء ! لانهم اصلا غير مصممون ، و غير جادون ، و غير متأكدون من ضرورة الحل ، فهم يسخرون منا و يستهزئون بنا و يضحكون على لحانا و يدفعون في وريد انتظارنا ابر التخدير ، كي نظل نعيش غيبوبة الامل بعيد المنال !! .. ثم يعكفون على تنفيذ مخططات مطبخهم السياسي و تعليمات حكوماتهم التي تكيل بمكيالين ، و التي لا تحمل في مضمونها غير التأخير و التسويف و التأجيل و وضع العراقيل ، و التشكيك بالنوايا ، و تحميل المسؤولية على الدوام للطرف الفلسطيني .. ثم سرعان ما ينتهي الشوط المكوكي و تختفي الوجوه الفاقعة و تتوقف الاجتماعات و المناقشات و التصريحات و تعود الملفات للاصطفاف في الادراج ضمن ارشيفهم المكدس ، بانتظار توكيل " سوبرمان " جديد ، بعدما يطوون سجلاتهم و كتبهم و يرفعون صحائفهم .. و يتوارون خلف الاحداث و المستجدات الطارئة ، لتعود الكرّة من جديد باشخاص و بوجوه تحمل تعاليم و مقترحات جديدة تعيد الازمة الى المربع الاول .. و يظلون يتأرجحون علوا و هبوطا حتى يمضي الوقت المخصص للعبة كي تبدأ من اول الشوط و بشروط جديدة ..!!

.. انها الحقيقة الدامغة التي ترمي بظلالها على مسرح المفاوضات ، فكل الاقوال و الوعود المسبقة و التصريحات تخالف الافعال و تجيء على عكسها تماما .. حكومات تأتي و ترتقي الى سدة الحكم و حكومات ترحل ، و لا بصيص امل يلوح في الافق .. و تظل الامور من بعد ذلك في حالة تدهور و تأزم دائمين .. لانهم يصرون على تقويض عملية السلام و تظهيرها لصالح الكيان الصهيوني .. انهم يعطونك من طرف اللسان حلاوة و يروغون منك كما يروغ الثعلب .. و هم متمسكون بامن اسرائيل و استقرارها و تحقيق مصالحهم المشتركة على حساب الشعوب اصحاب الحق المبين ، حتى لو كان ذلك على حساب سمعتهم و ثقلهم و كراهية الاخرين لهم ..

.. فاي قناعة تلك التي ستقود المفاوض للعودة للجلوس الى طاولة المفاوضات في الوقت الذي لا تزال حكومة الكيان الصهيوني تتمادى في عصيانها و آثامها و افعالها الاجرامية و العنصرية بالاعتداء المستمر على اماكن العبادة المقدسة و اعتقال الاطفال و النساء و الشيوخ و محاولاتهم التي لا تنفك في تهويد القدس و مصادرة الاراضي و اقامة المستعمرات سكنا لليهود المتطرفين و تدنيس و حرق اماكن العبادة ، و سياسات تفريغ الارض من سكانها و تهجيرهم و هدم بيوتهم و محاربتهم بلقمة عيشهم و اذلالهم عند المعابر دائمة الاغلاق ، و منعهم من ممارسة حرياتهم التي اقرتها الشرائع و الاديان و المواثيق الدولية ..انهم يسعون لتكريس كل السياسات التي من شانها طردهم من اوطانهم و احتجاز اموالهم و منعهم من العمل .. فاي سلام هذا في ظل كل هذه الاختراقات و التعديات السافرة ..!!

.. و اذا كانت امريكيا و حلفاؤها حريصون كل الحرص على ربيبتها اسرائيل من حيث امنها و استقرارها ، و اذا كان هذا الكيان ايضا حريص على توفير الاستقرار لشعبه ، فان السلام مع الفلسطينيون هي الضمانة الوحيدة لأمن هذا الكيان و كل دول الجوار ، و ذلك من خلال الاعتراف الكامل بحق هذا الشعب باقامة دولته المستقلة على تراب ارضه المغتصبة و التعايش السلمي بين كافة شعوب المنطقة التي مدت لها يد السلام و قدمت مبادراتها و حملت اليها غصن الزيتون الاخضر بعيدا عن الاطماع و فرض الحلول و معالجة المشكل على حساب الاخرين !

.. و لا ندري ممن يخشى هذا الكيان بعد كل هذا العبث و الحماقات التي يرتكبها بحق الشعب الاعزل ولا من احد يعاقبه او يحاسبه .. فاي خطر هذا الذي سيداهمه وهو الذي يتلقى كل اسباب الدعم الامريكي و يمتلك الجيوش و مصانع الاسلحة المتطورة و الرؤوس النووية الفتاكة ، و يقف بين ظهرانينا عشرات السنين .. اي خطر هذا الذي سيحيق بامن اسرائيل و الداعم الامريكي يطوق المنطقة بالقواعد العسكرية و يحشد فرقاطاته و حاملات طائراته و سفنه و غواصاته الحربية في البر و البحر ..

ان حجة الحفاظ على امن اسرائيل هي بمثابة خدعة و بدعة و كذبة و قتلا للوقت و تبديدا للجهد و اصبح الامر مكشوفا للعيان بمدى رغبة هذا الكيان في التوسع و الاستحواذ على مقدرات الاوطان و ابتلاع المزيد ، لتحقيق غاياته و مآربه العدوانية المبيتة لكافة شعوب هذه المنطقة و سعيه الى زعزعة امن الاقاليم ، و تشريد الشعوب و افقارهم و تجويعهم كي يتسنى له اقامة دولته المنشودة ذات الاطراف المترامية ...

.. و لكن نقول لكم هؤلاء بانكم واهمون و سينقلب السحر عليكم طال الزمن ام قصر .. سيرتد عليهم مكرهم و خبثهم و بطشهم ، و سينقلبون اي منقلب ، و ستنهار كل قوى الاستعمار التي تدعمهم و تقف في صفهم ، و ستظل مشاعل الدم الفلسطيني تضيء سماء الارض بلا كلل او ملل و جيلا بعد جيل ، و سيظل الطفل الفلسطيني البطل قابضا على حجر المقاومة و يقف بكل عناد و كبرياء و تحد و اصرار امام دباباتهم و مجنزراتهم و قنابلهم الدخانية .. سيظل كابوس المقاومة يقض مضاجعهم و يقطع عليهم عيشهم .. و يفسد احلامهم و افكارهم الخبيثة .. غدا سيجرفهم سيل الشعوب الغاضبة و هم يطبقون عليهم " الاخشبين .. "

و اخيرا ، نقول لكل هؤلاء الغوغائيون ، العنصريون الذين يتشدقون و يتحذلقون بالعبارات الغثائية امام كاميرات التلفزة ، بان شعب فلسطين ليس مصطنعا و لا ارهابيا و لا طارئا ولا عابري سبيل .. انهم اقوياء و دعاة حق .. و يتوجب على كل هؤلاء ان يبتلعوا سخافاتهم و يقطعوا افترائاتهم ، و ان يتداركوا افلاسهم في تصريحاتهم و خطاباتهم الناعقة ، و ليعلموا بان شعب فلسطين جاء منذ النقش على الحجر .. لقد ولد مع التاريخ ، منذ ان جعلت الجبال للارض اوتادا ، و منذ ان هبطت الرسالات السماوية و جاء ت الديانات .. فهم شعب متجذر في الارض منذ الاف السنين ، و من يقول بغير ذلك فانه يدلل على عنصريته البغيضة و انكاره لحق الاخرين ، و تزييف حقائق التاريخ الدامغة ، و انه لساقط في مستنقع اللاوعي و الهذيان و الافلاس الفكري .. حقا لقد تشابهت علينا الوجوه .. و حقا انهم " يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم "
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف