الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إذا أردنا أن نعرف مالذي يحدث في إيران يجب أن نعرف مالذي يحدث في اسرائيل بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2012-01-21
إذا أردنا أن نعرف مالذي يحدث في إيران يجب أن نعرف مالذي يحدث في اسرائيل بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
إذا أردنا أن نعرف مالذي يحدث في إيران يجب أن نعرف مالذي يحدث في اسرائيل

( عادل بن مليح الأنصاري)

وكأنه السيناريو الذي حدث في العراق في العام 2003 قائد القوات المشتركة الأمريكية يزور اسرائيل , قد تكون زيارة عادية ولكنها قد تكون لوضع اللمسات الأخيرة لسيناريو الحرب على إيران , إيران 2012 غيرها ايران 2003 , وهذا ليس تخويفا من قوة إيران , فإيران مهما بلغت من قوة لن تستطيع أن تواجه العالم , ولكن هناك اعتبارات وومؤشرات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار , فإذا كانت إيران تعاني من ضعف في القوة الجوية فلا ننسى القوة الصاروخية التي طورتها إيران بعد حرب العالم على صدام , ومنابع النفط قريبة من مدى تلك الصواريخ , ربما سيلحق بإيران هزيمة نكراء , ولكن من يضمن أن توجه إيران ضربة موجعة لمنابع النفط قبل الانهيار الكبير .
ما حدث في العراق كأنه يتكرر هنا , إسرائيل قلقت كثيرا من برنامج إيران النووي , وتركت الفرصة لحاضنتها أمريكا أن تحل المسألة بأية طريقة , تدخل العالم تارة بالنصح وتارة بزيارة مراقبين , وتارة بموافقة إيران وتارة عبر تهديدها , ولكن الواقع أن أمريكا فشلت في القضاء على هذا البرنامج النووي بالطرق المعتادة وحتى بقذف القضية للساحة الدولية .
لا ننسى أن العراق ذبح على الطريقة الأمريكية من أجل تصريحات جوفاء من صدام (بحرق نصف إسرائيل) , وبعد القضاء على السد الصدامي أمام السيل الإيراني بدأت أمريكا وربيبتها إسرائيل يدفعون الثمن غاليا , وبدأ الطرفان بدفع فواتير النوم الذي منحهم إياه صدام أمام الخطر الإيراني , وبدأ السهر الطويل والتفكير المحموم نحو هذا الخطر النووي المحتمل والذي لا يمكن مقارنته بالفقاعات الصدامية , اسرائيل تراقب الوضع وكأنها الطفل الوديع , تترقب ما يمكن أن تفعله أمريكا من أجل أمنها هي فقط , ولا عزاء للآخرين , وربما فهمت أمريكا الدرس السابق من أن التورط في مستنقع خليجي جديد هذه المرة يتطلب تغيرات استراتيجية جوهرية , وربما دفع ثمن لا يخطر لها على بال خاصة في ظل الربيع العربي الحاصل .
فهل تغير امريكا استراتيجيتها في المنطقة بتبادل أوراق معينة مع إيران لمصلحة أمن إسرائيل , وهل ترغب أمريكا في تغيير خارطة الخليج للدخول في دورة تاريخية جديدة تبعدها عن اتخاذ الحروب كطريقة لحل مشاكلها ومشاكل من تحب ؟
الشارع الأمريكي وخبرات الجنود الأمريكين وأسر أولئك الجنود ملوا بالزج بأبنائهم هنا وهناك من أجل مغامرات سياسية لم يعد المواطن الأمريكي يهتم لها , ولا نقول سرا إذا قلنا أن أمريكا لو وجدت طريقة لامتصاص بترول الخليج بأقل خسائر ممكنة حتى لو ضحت بكل حلفائها واستراتيجياتها السابقة لن تتوانى عن ذلك .
لا يمكن أن نتوقع حقيقة ما ستؤول إليه الأحداث بين أمريكا وإيران , فأمريكا كما هو واضح مترددة جدا في الدخول في حرب مباشرة مع إيران , ومن المؤكد أن هناك تنسيق دقيق بين أمريكا واسرائيل ربما أقوى من التنسيق مع الدول المعنية بتلك الحرب وهي دول الخليج (الخاسر الأكبر لو قامت حرب شاملة مع إيران) , إن تبعات الحرب على العراق مازالت أو قد دفعت بعض الدول فواتير هائلة جراء قيامها , والخوف أن تكون فواتير الحرب على إيران يصعب أو يستحيل دفعها إلا ( بخراب مالطة) .
هذه المرة لو حاربت أمريكا إيران , وطبعا من أجل طفلها المدلل , سيكون من المخيف معرفة أنها تحارب أخر خطر قد يترصد ربيبتها اسرائيل , ولو انتهت إيران وجاءت حكومة علمانية لتوقفت كثير من المشاكل في الشرق الأوسط مثل التسلح النووي الذي ثبت أن إيران قادرة على اتمامه , وكذلك الدعم لبعض الجهات المنغصة لحياة الصهاينة مثل حزب الله وسوريا وبعض الفصائل الفلسطينية , ووقف المد الشيعي في العراق والبحرين واليمن وغيرها ولانتهت مسألة تصدير الثورة للأبد .
وفي نفس الوقت أمريكا تدرك أن وجود إيران بنظامه الحالي هو الباب الكبير الذي تطل منه على دول الخليج وتغلغل مصالحها وتواجد قواعدها , والقوة الخفية التي تستمد منها مكانتها هنا .
فكيف سيكون السيناريو البديل ؟
إما التفاهم مع إيران بطريقة تضع دول الخليج في زاوية خطرة , أو ضرب إيران بعد الاتفاق على المكسب قبل الخسارة , ولو حدث سيكون مكسبها اسطوريا وخسارة دول الخليج غير متوقعة .
والرابح الوحيد سيكون .... اسرائيل .

( أليس من الغريب أن تنتصر أمريكا على صدام في العراق بينما تنتصر إيران على أمريكا في العراق أيضا !! فأمريكا خرجت من العراق صاغرة وهي تعلم أنها تركت العراق لقمة سائغة لإيران , وليس بيدها شيء , خرجت أشبه ما تكون مهزومة أمام إيران ولسان حالها يقول حاربت وخسرت مليارات ورجال كثر من أجل تقديم العراق ذبيحة سائغة للغول الإيراني ,, هل كانت تحلم إيران بعد حربها 8 سنوات مع صدام أن تأتي أمريكا لفعل ما عجزت هي عن فعله وتحتل العراق بيد أمريكية !! إيران وبذكاء شديد وخبيث انتقمت من التعاون المعلوماتي الذي قدمته أمريكا لصدام في أواخر الحرب العراقية الإيرانية بطريقة أشبه ماتكون بالشيطانية فجعلت أمريكا تكمل الحرب وتخرج وهي تعلم أنها تركت العراق لها .. أي انتصار كهذا الانتصار !! العدو الأكبر يقدم العدو الأصغر فريسة سهلة للرابح الأكبر) !!!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف