الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صناعة الأعداء بين الثوابت والنزوع للعنف في العقل الإسلامي: بقلم سامح عسكر

تاريخ النشر : 2012-01-21
أخي المسلم المطلوب منك كإنسان-فضلا عن مسلم- أن تُحَكّم عقلك قبيل قلبك..خاصة في تلك المسائل التي تتعلق بالآخر….فالآخر في العقل الإسلامي له قدره وحقه..فما بالك وأن هذا الآخر لديك هو جزء من العقل الإسلامي نفسه..حينها سيختلف القياس…فالإسلام أخي الحبيب هو دين الرحمة وهو أعظم الأديان علي الأرض وأكثرها قبولا للتنوع والاختلاف وقبول الآخر من كافة الأديان والمعتقدات..
أخي الكريم إن الإسلام لا يأكل بعضه بعضا بل المسلمون هم الذين يأكلون بعضهم بعضا بُحجة هذا سني وهذا شيعي وهذا عِلماني وهذا سلفي وهذا إخواني وهذا صوفي وهذا أشعري وهذا إباضي وهذا وهذا وهذا..لا أحب الاسترسال في قضايا مستهلكة فالنقاش حول الشيعة قديم في عالم الإنترنت ولم يعد يُعزز الخِلاف إلا من كان له هوي فيتبعه ويَدُلّ عليه من الدين ليثبت صحة منهجه الصدامي الداعي إلي العنف والإقصاء..

إن موقف الحركة الإسلامية توافقي إرشادي ولا يضع نفسه كطرف في أي خِلافات طائفية..فالطائفية تُهمة يجب علينا الهرب منها لا إثباتها علينا بحُجة الإسلام السني…فهناك علي الجانب الآخر من يثبت الطائفية علي نفسه بحُجة الإسلام الشيعي ..وكل حِزب بما لديهم فَرِحون..!

شخصيا لا أؤمن بقوة السنة دون الشيعة ولا بقوة الشيعة دون السُنّة وكل ذلك يصب في صالح الإسلام كمنهج وأيدلوجية وفي صالح التوحيد كعقيدة وفي صالح المسلمين كبشر..لا أؤمن بعداء أحد إلا من اعتدي علي وصادر حقي في العيش..وأؤمن بأن أي فكرة صدامية لها مقدمات ومنطلقات تخرج منها في الغالب تكون قواعدها خربة وغير منطقية ومليئة بالتناقض..لذلك لا أستغرب أن يؤلف بشرا آلاف الكتب في ذم السنة أو آلاف الكتب في ذم الشيعة..فالعبرة ليست في كثرة الكلمات بل في واقعيتها وقبولها كفكرة قوية ذات مرجعية إصلاحية نهضوية قابلة لاجتماع الناس عليها من كل حدب وصوب..

أكثر ما يثير التناقض والريبة من أشخاص صداميون طائفيون حينما يتعرضون لأزمات ولا يقف بجانبهم سوي أخوانهم الذين كانوا يهاجمونهم بالأمس..لم يدروا جميعا أن الذي تبرع لهم بالدم –مثلا-كانوا إخوانهم من السنة أو من الشيعة فالواقع يحكي جوارا سنيا شيعيا في أغلب البلدان العربية والإسلامية…بل وترويج تلك النزعات الإقصائية من شأنه زرع الخِلاف داخل البيت الواحد والأسرة الواحدة..ومن عظمة ديننا الحنيف أنه أباح لنا مصاهرة أهل الكِتاب فما بالك بمن يدينون بعقيدة التوحيد؟؟..

النزعات الطائفية والعِرقية يبدو أنها عنوان العصر في أغلب البلدان العربية والإسلامية وهذا يعود إلي قة العلم وتسلط الجُهّال علي الناس وتقلدهم مناصب الإفتاء دون أهلية فلا تستغرب كثرة الحروب والفِتن التي تلم بالمسلمين الآن فهي معظمها ناتجة من دعوات الاضطهاد والتخوين وفرض الطاعة والإذعان علي الآخر..أنظر لمشاكل الأكراد في سوريا وتركيا أنظر لمشاكل البدون في الكويت أنظر للآخر الشيعي في اليمن والسعودية والبحرين..أنظر للآخر السني في العراق وإيران..أنظر لمشاكل الأفارقة في موريتانيا والأمازيج في الجزائر والمسيحيين في مصر..الجميع لهم عظيم الحق في بلدانهم وأوطانهم لكنها مُهدرة لتسلط الآخر في الحُكم وقيامه يزرع ثقافة الوصاية عليهم دون أدني مراعاة لحقوقهم كبشر وكمواطنين..

إن الإسلام السني هو أكثر المذاهب الشرعية والعقلية تميزا في احتوائه للآخر وقبوله كبشر وكمعتقد..ولكننا في حاجة ماسة للتجديد والجرأة في الطرح للخروج من حالة التوهان العقلي التي نمر بها ، ويبدو أننا لم نتذوق تلك الحالة علي مدي التاريخ..ولكنها حالة موجودة ولها معطيات علي الأرض في الشريعة وفي السياسة ..في المحصلة هي حالة طبيعية وإيجابية بدلالة حدوثها في ظل حراك فِكري معاصر أنتج تسلطا للخطاب الإقصائي-المتجذر- الذي سيزول مع مرور الوقت..

أؤكد أننا إذا كنا جادين فِعلا في الدعوة لإسلام معتدل فعلينا أولا تنقية ألسنتنا من أي خِطاب إقصائي هَجائي..مصطلحات..كالقبورية وحزب الشيطان أو اللات أو الرافضة أو الوهابية أو أولاد المتعة أو الإخوانجية أو المجوس ..هي مصطلحات هجائية بحتة علينا التخلص منها فهي ركن أساسي في تدهور العقل الإسلامي ونزوحه نحو الإقصاء والصدام وبالتالي اللجوء إلي تصرفات حمقاء مثيرة للدماء والكرامات والأعراض..لن تكون الدعوة صادقة لإسلام سني معتدل إلا بالتخلص من تلك المصطلحات الهجائية فهي أزمة عظيمة وليست هينة…وإن لم نفعل فسيظل الحال كما هو عليه لن تقوم النهضة الإسلامية إلا بالفهم واحترام الآخر والتدليل علي حقه من الإسلام وهذه ستكون أكبر خدمة نخدم بها أنفسنا في ظل تديننا بدين الحق والسلام…

أخيرا هذه الرسالة لا تتغاضي عن مساوئ الآخر وإلا لم يكن آخر في ثقافتنا..ولكنها محاولة للفهم فجميعنا نشترك في نفس الأصل ونفس التاريخ ونفس الثقافة..ولا يصح كمسلم سني-مثلا- أن أقبل بتلك التفجيرات الإرهابية التي تحدث هذه الأيام و تستهدف إخواننا الشيعة في العراق وباكستان وأفغانستان تلك الأعمال التي تحدث في وسط محافلهم الدينية هذه الأيام وتتكرر كل عام..للأسف وأكرر للأسف الشديد لم أجد عالما سنيا واحدا حتي الآن يدين تلك الأعمال الإرهابية التي تروّع الآمنين وعندما يرد جهالهم ومتطرفيهم بالمثل نصرخ ضدهم ونقول هذا وقد أتي الخطر القادم علينا ونتناسي في غمرة ذلك أننا كنا سببا في تدهور الأوضاع بسكوتنا وخنوعنا وكأن انتمائنا العربي والإسلامي قاصرا علي العبودية للذات ..


ليس المطلوب منك أن تقبل رأيي قبل تدبره والتفكر فيه..ولكن هي خواطر أحببت البوح بها ..فصناعة الأعداء هي صناعة لا ينضب معينها وتتجدد فور الخلاص-إن استطعنا- والبحث عن التالي..وتتعزز بتوفير العوامل المساعدة لها…وتنقشع يوم أن يتوسط الإنسان بين عقله وقلبه..بين خياره ومُراده..بين دينه وتدينه..بين فهمه وفهم الناس.. وقتها سيشعر إنه إنسان يستحق الحياة ويستحق سيادته لهذا الكون..شكرا لك لإنصاتك..وعُذرا علي الإطالة
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف