الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الربيع الإيراني بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2011-12-22
الربيع الإيراني بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
(الربيع الإيراني )
إذا أردنا أن نعرف ما الذي يحدث في البرازيل
يجب أن نعرف ما الذي يحدث في إيطاليه
......................
كلنا يتذكر هذه الجملة الشهيرة التي وردت في مسلسل (صح النوم) والذي كان يحاول الصحفي (حسني البرزان ) أن ينهيها ولكن المشاكس جدا (غوار ) يأبى عليه ذلك ,

وهنا يمكن أن نقول بصيغة أخرى :

إذا أردنا أن نعرف ما الذي يحدث في سوريا
يجب أن نعرف ما الذي يحدث في إيران



ولكن هل هناك علاقة بين نظام بشار وايران على فكرة عدم انتهاء الربيع السوري إلا كما يريد كلاهما ؟
ربما يرى البعض أن الغطرسة السورية والتي رددها المعلم بكل ثقة ووضوح تدل على أن النظام السوري يدرك أن هناك قوة لها كلمة لا يستهان بها (ولو عبر دهاليز مظلمة) ستحافظ على الطقس السوري بعيدا عن أي تسونامي متوقع .
(أن السيادة السورية أصبحت مصانة في صيغة البروتوكول الذي وقعته سوريا) ما يقوله المعلم هنا كأنه إنذار لأطراف شتى بأن الجامعة العربية أعطت النظام السوري الضوء الأخضر للاستمرار بما تمارسه من قمع لثورة شعبها , وليس أدل من ذلك استمرا سقوط الضحايا رغم تدخل الجامعة الخجول , وكمثال على ذلك لماذا كانت ردة الفعل التركية أقوى من صوت الجامعة العربية في نقد النظام السوري ؟
الحالة الغامضة بين النظام السوري والجامعة ربما تخبئ أصابع إيرانية تحت الطاولة العربية , فإيران الرابح الأكبر من هذا الربيع العربي ما زالت تستمتع بانتصارات تاريخية منظورة وغير منظورة فهي التهمت العراق وسوريا وتملك أصابع حديدية في لبنان ومازالت تعبث في البحرين واليمن وحتى دول افريقيا مازالت تبحث لها عن موطئ قدم هناك , إيران تحاول ما استطاعت ألا تخسر رهانها الأكبر سوريا والذي يعتبر حاضنا قويا لحزب الله .
الشعب السوري لم تصل صرخاته (الجامعة العربية تفتلنا ) لمسامع أحد ومازالوا يقتلون والجامعة العربية تعرف ذلك , المراقب للوضع السوري لا يعرف تماما ما الذي تحاوله الجامعة العربية , فهذه المهادنة لنظام الأسد رغم غطرسته تلقي بعلامات استفهام كثيرة حول القضية , فهل النظام السوري يملك أوراقا خفية وصعبة والجامعة تدرك ذلك ؟
أم هل أن إيران ساومت برفع أصابعها عن البحرين وبعض الدول مقابل الاكتفاء بكعكة سوريا ؟
الأيام وحدها هي التي ستحدد ذلك .
ولكن الواقع لن ينسى أن الشعب السوري وقع بين سيف النظام ونطع الجامعة
وربما تكون الجامعة وعبر مبعوثيها يدركون بعض الخفايا التي لا ندركها مثل ما يردده النظام صبح مساء من أن هناك جهات وقوى تحاول تأجيج الصراع في سوريا لتصفية حسابات تاريخية أو سياسية أو حتى طائفية .
ولا يمكن أن نغفل الدور الذي تتهيأ له إيران بعد رحيل القوات الامريكية من العراق وأن كل المراقبين يدركون أن العراق سقط نهائيا في المستنقع الإيراني وخرج من محيطه العربي , وربما تتهيأ بعض الدول من ترتيب أولوياتها مستقبلا للتعامل مع الحالة العراقية في المستقبل القريب أو البعيد , وما هي حجم المخاطر التي ستوجهها إيران نحو الجيران العرب عبر أبناء العروبة والدم .
إن المكاسب الإيرانية من الطقس العربي المنهمر ربما تبدو مخيفة لو أطلقنا العنان لمخيلاتنا , وذلك ليس بالنظر للكيف ولو مؤقتا ولكن لسرعة حصادها لتلك المكاسب , فهي لو كانت ورقة ضغط سورية ولعبها النظام السوري كما ينبغي فهذه بادرة خطيرة كان ينبغي للجامعة أخذها بعين الاعتبار , فهذه المكاسب وفي هذا التوقيت بالذات ترسل للبعض رسائل عن مستقبل غامض ومخيف لهذا ( البعبع ) الإيراني الذي خلقه لنا رحيل صدام (http://pulpit.alwatanvoice.com/artic...23/243558.html ) .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف