الأخبار
إعلام إسرائيلي: القتال العنيف بغزة سيستمر حتى أكتوبر 2024ما دور العقوبات الأمريكية في حادث مروحية الرئيس الإيراني؟كتائب القسام: قصفنا معبر رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيلقوات الاحتلال تتوغل شرق دير البلح وسط اشتباكات ضارية مع المقاومةأونروا: نزوح 810 آلاف فلسطيني من رفح خلال أسبوعينحماس: نية المحكمة الدولية باستصدار مذكرات اعتقال بحق قيادات حماس مساوة بين الضحية والجلادإسرائيل تنشئ "غرفة حرب" لمواجهة تحرك المحكمة الجنائيةالجنائية الدولية تسعى لإصدار مذكرات اعتقال لنتنياهو والسنواروفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحيتهحادث "هبوط صعب" لمروحية تقل الرئيس الإيراني ووزير الخارجيةتحول هام.. الولايات المتحدة تستعد لتصنيف القنّب كمخدر ذو خطورة أقلثورة القهوة واستخدامها في صناعة الخرسانةالإعلامي الحكومي بغزة: الاحتلال منع إدخال 3000 شاحنة مساعدات خلال 13 يوماًسموتريتش: إسرائيل في طريقها للحرب مع حزب الله اللبنانيفيديو مسرب يكشف حقيقة العلاقة بين أحمد أبو هشيمة و روان بن حسين
2024/5/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نظرات في الحسد وعلاجه بقلم سامح عسكر

تاريخ النشر : 2011-12-14
بعيدا عن الصورة النمطية لتعريف الحسد أو لنقده، سنبحر سويا في مخاض نفسي تجلي منه الحسد وبرز للنفس والعيان، وأنتج مجموعة من صور الفساد والضرر علي شكل أقوال وأفعال،فالإنسان يعيش في هذا الكون لينفع نفسه وغيره وهذا أصل من أصول العبادة، أن اعبد الله بنفعك لنفسك وللناس مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم"الدين المعاملة"، إذا فأخلاق الإنسان مبنية علي المصلحة له ولغيره ولا علاقة لها بطقوس أو مظاهر قد تضره أو صديقه أو زميله أو جاره أو أهله بسببه.

الحسد هو عبارة عن تركيبة نفسية معقدة، تلك التركيبة هي خليط من الأحقاد والشعور بالذنب والتقصير والضعف، ونادرا ما يشعر الحسود بما يعاني منه، ولن تجد مريضا يقر بما هو عليه من الذنب، ومكابرته دليل الإدانة، تبدأ الحالة من الاستكانة أو حب الشهوات بأنواعها أو قلة العلم والاطلاع، فينتج عنها ضعفا فكريا وبالتالي ضعفا روحيا ومعنويا، ولم لا والعقل هو المغذي الأول للشعور، فحتي مع فصاحة الإنسان ودخول الكلمة إليه دون حاجز فلابد من عقل يدرس ويتوصل إلي ماهية الكلمة وتفاعلها مع مشاعره وأحاسيسه، ومن هنا يبرز دور العلم والوعي ، فكلاهما حائط صد لتثقيف الإنسان وزيادة وعية وكمية إدراكة بما يُقال له ويسمعه.

إن للحسد أبوابا ينفذ منها إلي الإنسان، جميعها دلالة ضعف أو عدم قدرة سواءا فكرية أو بدنية أو مالية، ولكن يجمعها الاتصال الروحي بخالق الكون ومدي قوة هذا الاتصال هي التي ستتحكم بمقدار المرض وطريقة العلاج، لذلك فالاتصال بالله جل وعلا سواءا بالصلاة أو الذكر أو بإخضاع النفس بالصيام والزكاة والصدقة أو بإنكار الذات وعلو الهمة وكثرة الاطلاع ونشر العدل كانت هي الفاعل الحقيقي في استقامة بني البشر، فيترفع الإنسان عن دنو أخلاقه وتعلو ثقته بنفسه ويشعر بالأمان، قد لا يحتاج الإنسان إلي فهم ما يفعل، فلربما كان فعله تلقائيا يتميز به منذ ولادته، ولكن سقوط تلك الأشياء من نفسه أو تقصيره فيها قد يعرضه للخطر.

من ابرز دوافع الحسد هو الشعور بالخوف -ربما يكون من المجهول - ولن يأتي ذلك إلا بالاحتكاك والتجربة، وقد تكون لبعض المواقف صلة بهذا الشعور، فالعلم وسعة الاطلاع مع الذكر وإنكار الذات هي السلاح الفعال لمقاومة هذا الخوف ومن ثم بناء الذات علي أسس متينة روحانية، لذلك نقول بأن أقل الفئات تعرضا للحسد هم العلماء وشيوخ المتصوفة، فالفكر الصوفي يمتاز بإنكار الذات والعمل للآخر وهذا أولي درجات المقاومة.

ضروري جدا التنبه دوما لماهية الأخلاق-المقاومة للحسد- وعدميتها في حال الوحدة، كيف ستكون خلوقا مع نفسك وليس في الكون غيرك، هذا هو الشاهد، إذا فالأخلاق وُجدت لكونك لست وحيدا في هذا العالم ، وشركائك مفروض عليهم نفس ما فُرض عليك من القوانين والدساتير، وسقوطك بين براثن الضعف والجهل-بأنواعهما-مسؤليتك وحدك وليس لأحد عليك سبيل إلا النصيحة في حال ظهور أعراض المرض، لذلك وجب علي الإنسان السعي لاكتساب جميع الأدوات الممكنة لمقاومة الحسد

ما دور المجتمع تجاه الحاسد؟؟

أولا: علي المجتمع دراسة كيفية تمييز وتشخيص المرض، فربما أنتج خلافا فكريا أو عقديااتهاما كاذبا بالحسد، فالحاسد لا يثق بنفسه ويشعر دوما بالخوف والضعف، بينما ستكون مكابرته والحرص علي عدم إبراز سلبياته سيقفوا حجر عثرة دون تخلية عن الشعور بالدونية، وفي كل الأحوال يجب الحرص والتأني في التمييز، فالإنسان علي خلاف إلي يوم الساعة، ولو تم توظيف هذا الخلاف في إطلاق مثل هذه الأحكام سوف يعم الفساد وتنتشر الحروب.

ثانيا: علينا بالمدح لمن نثق فيهم وبأخلاقهم والتعفف عن عيوبهم وإبراز محاسنهم، فكل إنسان به الخير والشر حتي الحاسد، لذلك كان ضروريا معاملة الحاسد معاملة حسنة وعدم إبراز ما يعاني وكتمان سره.

ثالثا:وجبت تهيئة كافة الظروف المواتية لبناء إنسان سليم عبر الحوار الموضوعي والهادف، حينها فقط ستذهب الأحقاد .

رابعا: علي المجتمع العمل علي نشر العلم بكافة فروعة وعدم الاكتفاء بالعلم الشرعي، فما من مجتمع تختفي فيه الزعامات السياسية إلا وتحل محلها الزعامات الدينية، والصنفين وجودهما ضروري وبالتوازي بحيث ألا يؤثر أحدهما علي الآخر، وقتها سيحدث التوازن وتحل المرونة.



خامسا: علي المجتمع نشر العدل بين ربوع البلاد، فالأنظمة السياسية كائن مسبب لظهور الحسد وأعراضه بين فئات المجتمع، فوجود الحسد يعني وجود الظلم والتقصير، والعمل علي بناء مجتمع قوي فكريا واقتصاديا واجتماعيا سوف يساعد في تنمية مهارات البشر وزيادة رقعة أحلامهم وتطلعاتهم.



-هذه الاستراتيجية المقاومة للحسد أتبعناها بتكتيك مقاوم نشدد فيه علي إنكار الذات وحب الاطلاع والعلم والانتظام في سائر العبادات والتحلي بالأخلاق الرفيعة القائمة علي مصلحة الإنسان، وعدم إطلاق الأحكام المعلبة، جميعها أساليب قد تُذهب الحسد، ولكن أكثر ما يهمنا في هذا المجال هو التشديد علي أن الإنسان إلي فناء، ولا باقي إلا الله، فالحاسد لن ينفع نفسه بحسده وحتما سيموت هو ومن نظر إليه وحسده فالجميع إلي زوال، وخير ابن آدم هو من عمل عملا لما بعد الموت .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف