الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سايكس بيكو .. خارطة فلسطين بإخراج قطري !!بقلم : فارس عبد الله

تاريخ النشر : 2011-12-12
سايكس بيكو .. خارطة فلسطين بإخراج قطري !!

بقلم : فارس عبد الله *
ما حدث في إفتتاح دورة الألعاب العربية في العاصمة القطرية الدوحة , من خيانة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة , عبر قضم خريطة فلسطين التاريخية , يشكل عدوانا فاضحا وتزوير وقح , وتنكر مشين من قبل دولة عربية , للتضحيات الجسام من الشهداء والجرحى والأسرى التي قدمها الشعب الفلسطيني , عبر أكثر من ستون عاماً , في مواجهة العدوان والاحتلال الصهيوني ,المدعوم من قبل قوى الاستكبار العالمي , ولقد شكل الشعب الفلسطيني بمقاومته جدار الدفاع الأول , للعدوان الخارجي على الأمة جمعاء , دون أن يرى شعبنا البطل عبر تلك السنيين سنداً ومعيناً حقيقياً , من قبل المنظومة الرسمية للدول العربية , بل كل ما وجدناه هو مساهمة الأنظمة الرسمية في مزيدا من تضييع وتمييع القضية الفلسطينية , منذ أن تم إغتصاب فلسطين على مرأى ومسمع من الجميع , دون أي تحرك أو دفاع حقيقي عن فلسطين التي تمثل عقيدة الأمة , وهي مسرى ومعراج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , في مواجهة آلة التهويد الصهيونية , بل شاهدنا الضغط الكبير الذي مورس على منظمة التحرير الفلسطينية , بعد حرب الخليج وإجبارها على تبني الخط التفاوضي مع العدو والإعتراف به , وكانت تلك الخطوة بمثابة فيزا العبور برسم أمريكي لزعامات المنظمة والسلطة فيما بعد للدول العربية وخاصة الخليجية .
أن العدوان الفاضح على فلسطين أرضا وشعباً من قبل دولة عربية , تجعجع كثيرة بدعمها للحق الفلسطيني , يفضح زيف الإدعاءات بمساندة أمير قطر وحكومته للقضية الفلسطينية ويكشف عن الدور الخبيث التي يقوده نظام قطر , نيابة عن الأمريكي في المنطقة والتي صورها الإعلام المدفوع حامية للحقوق والحريات , وها هي تسقط أمام أول إختبار بتضييعها لفلسطين وقضم أراضيها , تماما كما تفعل الجرافات الصهيونية , ويتم ذلك في حدث رياضي عربيا خالصاً , فأين الجامعة العربية من هذا التجاوز الخطير على حدود دولة عربية ؟! أم أن جامعة النظام العربي الرسمي أصبحت أداه في اليد الأمريكية القطرية ؟!! وكأن الحدث الرياضي بتلك الفعلة الشنعاء , يشكل البداية الاحتفالية بالإعتراف بالكيان الصهيوني , وقد يضم الحدث الرياضي القادم من بين المشاركين فيه " إسرائيل " كدولة إكتسبت العروبة بالجوار !!.
المتابع لدور النظام القطري يرى أن " قطر " تلك الدولة الصغيرة , والتي لا يتعدى عدد سكانها عدد سكان أحد الأحياء في القاهرة أو دمشق , يرى العجب العجاب في المجاهرة بالتواطؤ مع المخططات الأجنبية والتي تستهدف الأمة , عبر تنفيذ خطط وزارة الخارجية الأمريكية في الفوضى الخلاقة بطعم الربيع العربي , حيث العاطفة الجياشة للتغيير في البلدان العربية هي المسيطرة الآن على الشباب العربي , وحتى لا تنحرف الأمور عن الرؤية الأمريكية للمنطقة , حاولت أمريكا وأدواتها عدم تحول هذا الربيع العربي إلى جحيم للكيان الصهيوني وأمريكا , مما يشكل خطر واضح مصالحها ومطامعها في المنطقة العربية, فتدخلت الإدارة الأمريكية عبر حلفائها بقوة , لتوجيه بوصلة الربيع العربي نحو تدمير بعض الكيانات السياسية المعادية للمشروع الأمريكي , كما يحدث الآن في سوريا , حيث تقود الناس نحو حرب أهلية بين الطوائف المختلفة , التي يتكون منها الشعب السوري , والذي عاش على مدار عقود حياة الحب والأخوة والجوار الحسن , فتعمل الآلة الإعلامية بالتحريض , ويفتح الفضاء أمام محطات الفتنة والتفريق , حتى تصل المنطقة إلى نقطة الانفجار الطائفي الذي لا يبقى ولا يذر , مما يسهل السيطرة الصهيوأمريكية على المنطقة وثرواتها .
في المقابل فإن العمل جاري في الإتجاه الأخر , عبر تحصين الدول الموالية للمشروع الأمريكي في مواجهة التحركات الشعبية , ولعل هذا التوجه أصبح ذو أهمية لذا الإدارة الأمريكية وحلفائها , بعد سقوط نظام مبارك و التخوفات من صعود التيار الإسلامي للحكم بما يشكله من تهديد للمشروع الصهيوني .
ومن أجل القيام بهذا الدور أتاحت الإدارة الأمريكية للنظام القطري , حرية التحرك في مجالات قد تكون خطوط حمراء لذا الأمريكي والصهيوني , فلا غبار في أن يلتقي الأمير القطري بقيادة حماس , وأن يستقبلهم كما يستقبل الرؤساء إذا كان الأمر في محصلته النهاية يصب في صالح المشروع الأمريكي للمنطقة , فهل أصبحت حماس مقبولة لذا النظام الأردني ؟! ذلك النظام الذي يعتبر الحركات الإسلامية المجاهدة خطر إستراتيجي , ولعل الدور المفضوح للمخابرات الأردنية , عبر مشاركاتها المعلومة في حرب المجاهدين في أفغانستان , وحصارها للمقاومة الفلسطينية ومحاربة تهريب السلاح للضفة , يحتم علينا طرح السؤال عن الدور المطلوب من قيادة حماس القيام به في مقابل هذا الانفتاح الأردني الإعلامي – حتى الآن لم نرى خطوات عملية - بوساطة قطرية وبمباركة أمريكية !! .
الحديث عن قضية اللاجئين الفلسطينيين يزداد هذه الأيام , وتطرح قضية نزوح اللاجئين من المخيمات في سوريا نحو الأردن – أحدى المصادر تؤكد أن محور زيارة الملك عبد الله لرئيس السلطة محمود عباس نوفمبر الماضي كان حول هذا الخيار – وعن الخيارات المطروح لمواجهة هكذا سيناريو , ودور السلطة وحماس في حل هذه الأزمة المتوقعة بعد توافق الطرفين على مصالحة عنوانها وقف المقاومة المسلحة , وإعتماد خيار المقاومة الشعبية والتي يقتل فيها الشباب الفلسطيني - كما حدث في قرية النبي صالح دون أن ترفع حجر تدافع عن نفسك به - أضف إلى ذلك هدنة طويلة الأمد كشف عنها عزام الأحمد في أحدى تصريحاته سوف تتم في غزة والضفة , مع ترك المجال لخيار المفاوضات الذي لازالت تتمسك به السلطة ورئيسها , ولا ننسى فرصة خالد مشعل لخيار التسوية والتفاوض والتي أطلقها في حفل توقيع إتفاقية المصالحة بالقاهرة بتاريخ 4-5-2011م.
يبدو أن تقسيم المنطقة العربي من جديد , وفقاً للمصالح الصهيوأمريكية قد بدأت أول فصوله , ولعل دلالة خارطة فلسطين الجديدة وبإنتاج قطري , تكشف عن سايكس بيكو تحت غطاء الربيع العربي , أن لم نستفيق من هذه النشوة التي نعيشها بعد سقوط أكبر قلاع العمالة بسقوط مبارك , ولا نغفل حقيقة المشهد المصري فلا زال النظام المصري في عهد مبارك يمسك بزمام الأمور , وما الأزمات التي تعيشها مصر يوم بعد يوم , منذ خلع مبارك إلا محاولة من المجلس العسكري لفرض الرؤية الأمريكية لطبيعة النظام ما بعد الثورة , وأحداث التحرير بعد وثيقة السلمي ما هي الإ دليل جديد على الأيادي الأمريكية , ومدى تأثيرها في رسم المراحل للمجلس العسكري المصري , حتى لا يكتمل السقوط للنظام الذي لازال يدور في الفلك الأمريكي .
ما هو الحل لمواجهة المخطط الذي يستهدف تقسيم فلسطين , وإعتبارها تتكون من أراضي قطاع غزة والضفة الغربية مع إختراع خارطة جديدة لفلسطين تعرض في المناسبات الأقليمية والعالمية ؟ وما هو دور السلطة الفلسطينية والذي كان يشارك رئيسها في إحتفالية قطر ؟! وما هو موقف حماس من هذه الجريمة ؟! ولماذا لم يغادر الوفد الرياضي الفلسطيني إحتجاجاً على جريمة قضم فلسطين ؟! فالوطن أكبر من كل الميداليات ومهرجان التكريم .
لعل من يقول أن الرئيس عباس بالأصل لا يعارض فلقد إعترف بـ " إسرائيل " كدولة للصهاينة منذ توقيعه إتفاقية أوسلو ولازال يردد هذا الإعتراف في كل مناسبة !! فلا تنتظروا من السلطة موقفاً رسمياً فهل نغفل أن المواد الدراسية لطلابنا تتحدث عن حدود فلسطين من رفح إلى جنين بدلاً من رفح إلى الناقورة !! .
يقع العبء الكبير وقل الثقيل على حركة حماس , وهي تحتفل بالذكرى الــ 24 لانطلاقتها فهل تقبل بفلسطين على المقاس القطري ؟! وما هو موقف جماهيرها التي سوف تحتشد في ساحة الكتيبة يوم 14-12 وهي تقرأ الأبجديات الأولى لحماس إن فلسطين من البحر إلى النهر , وان كل شبر وكل ذرة تراب من فلسطين ملك للمسلمين , لا يمكن التفريط فيها تحت أي ظرف ومن قبل أي شخص أو هيئة , فما بال الصمت يخيم على إعلام حماس , أمام هذه الفعلة الشنيعة من قبل النظام القطري !! , ولماذا لا نرى المسيرات والمظاهرات تعم شوارع غزة , كما كانت تسيرها حماس إحتجاجا على أي حدث داخلي في الضفة المستباحة.
ما يحمي فلسطين هو المقاومة والتمسك بها كخيار إستراتيجي قولاً وعملاً ومحاربة كل أشكال الاستيطان والتهويد بكل الوسائل القوة الجماهيرية والقوة العسكرية , وترك ساحات التفاوض والتسوية والتي أضاعت الحقوق وعرضتها للمساومة , فالخنادق لا تساوم وتبقى تحمي الحدود , وتسعى لاستعادة الأرض , وحلم المقاتل فيها تكبيرة على جبال القدس المحررة بإذن الله , والفنادق بريقها خداع , طعامها مساومة , ومذاقها مر علقم , يهرب ممن زارها الأنصار , ويقتل فيها خيار المستضعفين الأحرار , فالعودة واجبه لخيار الجهاد والمقاومة وحفظ الحق في فلسطين كاملة , والأمة قادمة لن تتأخر مهما طال الانتظار , تحمل مشروعها الخالص وهي في ساعات المخاض , تسعى نحو تحرير فلسطين , فلا رهان إلا على الله عزوجل , ومن بعده شباب الأمة كافة من جاكرتا إلى الدار البيضاء .
كل المشاريع التي تستهدف فلسطين سوف تسقط , وتغور في طيات الزمن , فالصبح لنا بكامل بهائه , والزمن القادم للإسلام بشريات من عهد النبوة , فلا تركنوا للأعداء فتمسكم نار الجماهير , فتحرق الأوراق وتتبدد الأوهام , وتبقى ورقة فلسطين لن تحرقها نيران الطغاة , ويبقى الحق الفلسطيني تحميه نفوس الشباب المؤمن , فلن تضييع فلسطين وفي بلادي صوت التكبيرات يعلو , لا لن تضيع فلسطين وهي المرسومة كعروس بين ضلوع الرضيع , تماما كما هو تجدرها في ذاكرة العجوز , وما ضاع حق ورائه مطالب .
كاتب وباحث فلسطيني
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف