الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أوراق القوة .. بقلم الدكتور غازي حمد

تاريخ النشر : 2011-12-04
* *

*أوراق القوة .. بقلم الدكتور : غازي حمد *

*ضمن مفهوم المعادلة السياسية من المهم دوما أن تمتلك أوراق قوة في مواجهة
خصمك تستطيع من خلالها أن تنتزع حقك , لان الضعفاء غالبا ما يميلون الى عجزهم
لتبرير عدم قدرتهم على تحصيل المكاسب وانتزاع الحقوق** .*

*الحالة الفلسطينية تنطبق عليها المعادلة بالضبط . فحين تكون قويا موحدا لديك
أوراق قوة تتحرك عجلة الحقوق تجاهك ,والعكس صحيح . هنا ينبغي على الفلسطينيين
دوما أن يمسكوا بأوراق القوة ولا يفرطوا بها في صراعهم الحاد والمعقد مع دولة
الاحتلال*
*مفهوم أوراق القوة أمر نسبي قد يخضع لقواعد الاجتهاد السياسي من حيث طبيعتها
ومدى قوتها وتأثيرها .في بعض الأحيان تتفلت أوراق القوة من بين يديك دونما
قدرة على استثمارها أو تطويعها , وقد تكون غافلا عنها أو عاجزا عن إدراك سر
قوتها أو انك تستخدمها في غير وقتها ولا مكانها المناسب.** *
*صحيح أن "بنك" أوراق القوة الفلسطيني مليء لا ينفذ من حيث الحق التاريخي
وصمود الشعب ومقاومته وتحديه لكل آلة الحرب الإسرائيلية , لكن هذه الأوراق
تضعف في حال تسربت إلينا عوامل التعرية السياسية من غياب الرؤية الإستراتيجية
وانقسام وتعارض البرامج وتناحر على مسميات وظيفية** *
*دعني أبدا بحماس , فحماس امتلكت الكثير من أوراق القوة , تنوعت وتوزعت بين
وقت وآخر , فهناك ورقة شعبيتها الواسعة التي حصدتها في الانتخابات التشريعية,
وهناك ورقة قوتها العسكرية التي ترجمتها في مقاومتها للاحتلال وإلحاق الضرر به
, ثم كانت لديها ورقة الجندي شاليت والتي نجحت في استثمارها بإطلاق سراح نحو
ألف أسير , كما استثمرت حماس جيدا ورقة "الحصار " والتي استدعت من خلالها
تعاطف دول وقوى ومؤسسات لتقديم العون السياسي والمالي لقطاع غزة** .*
*ورقة القوة الشعبية تأثرت سلبا بالانقسام وتداعياته وبمدى قدرة الحركة على
توفير متطلبات الحياة اليومية من خلال العمل الحكومي , أما ورقة الجندي شاليت
فقد خرجت من يدها بعد صفقة "وفاء الأحرار" رغم أنها رفعت من شعبية الحركة
,وورقة الحصار ضعف تأثيرها بعد فتح معبر رفح وزيادة عدد ونوع البضائع من معبر
كرم أبو سالم , أما ورقة المقاومة فقد باتت مقيدة بعد أن وجدت حماس أن من
المصلحة الوطنية الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة ووضع موانع أمام العدوان
الإسرائيلي خصوصا بعد حرب "الرصاص المصبوب" على القطاع . بالرغم من ذلك فان
حماس لديها الكثير من الأوراق التي يمكن أن تلعب بها في الملعب السياسي** .*
*الرئيس عباس ,هو الآخر امتلك أوراق قوة تمثلت في علاقاته الدولية الواسعة
والاعتراف به وبسلطته رئيسا في مواجهة شرعية حماس , غير أن هذه الأوراق لم
يتضح أثرها الايجابي والفعلي على ارض الواقع من حيث تأزم المسار السياسي
ووصوله الى طريق مسدود . ورقة وقف المفاوضات كانت رابحة نسبيا ووقتيا , وكذلك
ورقة الذهاب للأمم المتحدة ووضع الملف الفلسطيني بين يديها لكن خف تأثيرها بعد
دس العصي في دواليبها من قبل الولايات المتحدة** .*
*بشكل عام فان كلا الفريقين امتلك أوراق قوة , بعضها ذهب وبعضها بقي بنسب
معينة . مع الأسف فان نقطة الضعف المشتركة لدى الفريقين أن أوراق قوتهما لم
تجتمع لتشكل وحدة منسجمة .ان الورقة المشتركة التي شكلت لهما نقطة ضعف يمكن ان
تشكل لهما الان نقطة قوة , وهي ورقة الوحدة الوطنية الحقيقية , والتي وان
غابت لفترة طويلة الا أنها تظل حاضرة في كل مكونات حياة الفلسطينيين** .*
*إن السلطة الفلسطينية حين كانت تفاوض الاحتلال كانت تفتقد لأوراق القوة ,
لذلك ظلت نتائج التفاوض شبه معدومة , والأدهى من ذلك أنها كانت دوما تنطلق من
منطلق ضعف من حيث كونها لا تملك حليفا ولا صديقا "استراتيجيا" يمثل لها سندا
سياسيا في وجه الصلف الاسرائيلي , بل كانت دوما تسير في "نفق" واحد , البيت
الأبيض , والتعويل على المواقف الدولية الهلامية , فلما يئست بعد طول سنين
وأدركت أنها تجري وراء سراب عادت لتلقي بحملها في أورقة الأمم المتحدة بانتظار
"معجزة" جديدة !! صحيح ان السلطة بتحركاتها السياسية النشطة قد حشرت اسرائيل
في الزاوية واكتسبت دعما سياسيا إضافيا من المجتمع الدولي لكن هذا بحاجة الى
ترجمة عملية تتمثل في خلق حقائق جديدة تفرض على الأرض** .*
*ان السلطة الفلسطينية - التي أمضت نحو عشرين عاما في التفاوض- لم تكن لتهدر
كل هذا الوقت لو استثمرت أوراق القوة في الساحة الفلسطينية والإقليمية بشكل
استراتيجي وعدم الاكتفاء بمنجزات تكتيكية محدودة , لكنها ذهبت بعيدا دون رؤية
إستراتيجية بعيدة المدى ودون سند شعبي أو فصائلي ودون حليف استراتيجي في
المنطقة , مما تركها وحيدة في الملعب تحت "غول" فرض الحقائق الاحتلالية
المسنودة بموقف أمريكي وصمت أوروبي ,وحشرها في زاوية ضيقة بخيارات شبه معدومة**.
*
* ان السلطة بحاجة الى " هزة سياسية" توقظها من غفوة طالت وتفتح عيونها على
واقع جديد ومختلف. أيضا فان القوى السياسية الفلسطينية بحاجة الى الخروج من
دائرة الحسابات الصغيرة والخيارات الأحادية الى الفهم استراتيجي الواسع الذي
يتجاوز المفاهيم الانفعالية والمبسطة للواقع ومغريات الحكومة الى متطلبات
التحرير ,ويغادر مربعات المناكفة والصراعات الهامشية الى البحث عن توافقات
وطنية أكثر عمقا وجدية. غزة ليست هي حدود العالم رغم أهميتها , لكن هناك واقع
جديد يتشكل على المستوى الإقليمي والدولي يجب ان نعرف جيدا كيف ندخل سوقه
ونستفيد من التحولات الهائلة التي تحدث .*
*حماس أيضاً يجب أن تفكر جيدا في تحصيل أوراق قوة إضافية ,وهي كثيرة وموجودة,
لكن بحاجة لالتقاطها بملقاط سياسي ..حماس تعاني من مشكلة الاعتراف بشرعيتها من
قبل حكومات عربية ودولية وتعاني من وطأة حصار اقتصادي ترك آثاره على المدى
القريب والبعيد وحملها فوق ما تطيق من حيث توفير متطلبات الحياة اليومية ,
الأمر الذي يستنفذ منها وقتا وجهدا كبيرا على حساب العمل الاستراتيجي لصالح
القضية الفلسطينية** .*
*الخارطة التي تتشكل في المنطقة في إطار الربيع العربي تملي علينا التفكير في
"قلب" بوصلتنا باتجاه إستراتيجية مختلفة عما عهدناه في السابق , فعلى سبيل
المثال لا الحصر , تركيا تمثل قوة سياسية نافذة في المنطقة, والحكومات
الديمقراطية (المتوقعة) في تونس وليبيا ومصر والمغرب ستشكل مستقبلا سندا قويا
يمكن ان نلقي ملف القضية في حجرها دونما أن نخشى من ابتزاز سياسي , بل ان هذه
الدول يمكن أن تشكل محورا ومرتكزا لقوى أخرى تنضم إليها في المستقبل, ويمكن
بهذا ردع العربدة الإسرائيلية – سياسيا وعسكريا- وأن نخرج من وطأة الابتزاز
الأمريكي والضعف الأوروبي , وفي نفس الوقت تنشيط الدور العربي الذي بدأ يتخذ
خطوات أكثر فعالية من السابق** .*
*السلطة بحاجة الى قوة دعم شعبي , وحماس بحاجة الى دعم حكومات ودول المنطقة
للتعامل معها بشكل رسمي وليس من وراء أبواب مغلقة** .*
*قبل ان نغرق في تفاصيل الحكومة والأمن يجب ان نجتاز موضوع البرنامج السياسي
الذي يشكل الأرضية لكافة مكونات النظام السياسي** .*
* واقترح هنا- خروجا من دائرة الحسابات الثنائية او شكوك المصالح وتوازنات
القوى الداخلية - ان يتم تشكيل خلية تفكير وتخطيط استراتيجي من قبل شخصيات
سياسية وفكرية , فلسطينية وعربية , تقدح زناد فكرها وتقدم لنا عصارة بحثها في
كيفية معالجة الصراع مع الاحتلال بطريقة أقوى واجدي, بدلا من الصراع السياسي
الثنائي الذي غالبا ما يرتكز الى أحكام مسبقة .*
* تدركون جيدا ان إسرائيل والولايات المتحدة تستمد استراتيجيها من مراكز أبحاث
مهنية , كمؤتمر هرتسيليا , فيما نعتمد نحن على ضغوط الواقع وحسابات حزبية
محدودة وتخوفات تجعلنا عاجزين عن إتمام وإنضاج الرؤية الإستراتيجية .*
*أمامنا مشوار طويل وتحديات هائلة وعقبات كالجبال , وإذا لم نكن على قدر عظم
القضية وخطورتها فلن نسير إلا في فراغ ودوائر صغيرة ومنجزات محدودة .ورقة
المصالحة والوحدة الحقيقية القائمة على رؤية إستراتيجية وعمل متكامل وجهد
مستمر هي ورقة رابحة لا يمكن ان تخسر أبدا ولا يمكن ان تفلت من بين الأيدي** .*
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف