الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

آلا من يشتري سهرا بنوم بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2011-11-23
آلا من يشتري سهرا بنوم
( الربيع الإيراني )

لعادل بن مليح الأنصاري

من أجل عيون إسرائيل دمرت امريكا العراق وطوت صفحة صدام حسين , ولم يكن لصدام أي إشكالية مع امريكا بل على العكس صدام ساهم فعليا في كبح جماح شهوة الملالي في إيران لزعزعة الخليج , المنطقة الأكثر أهمية لهم , وكلنا يذكر مقولة صدام الشهيرة التي كانت القشة التي قصمت ظهره (سأحرق نصف إسرائيل) وبعدها بدأ سيناريو تلك النهاية المأساوية لذلك المهيب الرهيب , أمريكا ضحت بالكثير من المكتسبات بوجود صدام من اجل عيون الصهاينة , لقد كانت أمريكا تنام ملء جفنيها اطمئنانا على الخليج وصد المد الشيعي وثورة الملالي , والذي كان صدام يقوم بمد بلاد العم سام بالوسائد المريحة لينام قرير العين .
التحالف العراقي الإيراني الواضح قبيل الانسحاب الأمريكي المرتقب يؤرق الأمريكان والصهاينة بشكل أكبر من الأرق الذي سببه صدام حسين عبر تصريحاته التي لم تكن إلا ظاهرة صوتية , لقد كان الصهاينة يدركون ذلك وقتها ولكنها العنجهية السياسية وجنون العظمة عند الاستخبارات الإسرائيلية , جعلها تغازل سياسييها وأصدقاؤها في الحقد للعرب على جعل تلك المهزلة مجال عبث وتجارب وتدريب لسقوط أول زعيم عربي بتخطيط دولي خارجي , وربما ما تبع هذا من ربيع عربي كان نتيجة لتلك التجارب والخطط التي مررها الصهاينة لكل من أراد العبث بأقدار زعماء العالم الثالث .
أمريكا الآن تعرف أنها يجب أن تمضي في مخطط الانسحاب حتى أخر رجل من رجالها , ولكن الكارثة المنتظرة هي من يحل محل هذا الوجود المحتل ؟ أمريكا وإسرائيل يدركان انه الغول الإيراني , هذا الغول الذي تتمنى أمريكا لو أنها اتقت سهره بنوم هانئ مع صدام حسين , والعالم يدرك ان أيادي إيران ابتلعت العراق وهي تعبث في البحرين واليمن وسوريا ولبنان وتحاول ابتلاع أكبر قدر ممكن من الكعكة العربية , هذا الربيع العربي في حقيقته ربيع إيراني , هب على الملالي بفرص تاريخية قلما أن تتكرر .
الوجع الإيراني القادم هو تحدي كبير لأمريكا وربيبتها اسرائيل , وربما ستكشف الأيام عن مغزى بعض ما يحدث اليوم لصالحهم حتى يدفعوا ثمن النوم الذي باعوه بسهر بعد تخلصهم من صدام حسين , لقد كشفت أحداث اليوم عن غباء سياسي أمريكي عميق في دراسة المستقبل وفجرت العالم من أجل تصريحات لا تتعدى قدر المذياع الذي انطلقت منه لتحصده ارقا موجعا اسمه إيران .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف