الأخبار
نتنياهو يستفز الإمارات باقتراحها للاشتراك في إدارة غزة(هيومن رايتس ووتش): إسرائيل ترتكب جرائم حرب بذخائر أمريكيةأبو عبيدة يكشف مصير الأسير الإسرائيلي نداف بوبلابيلشاهد: سرايا القدس تسيطر على المسيرة الإسرائيلية (سكاي لارك)شاهد: حركة حماس تنشر مقطع فيديو لأسير إسرائيلي في غزةجيش الاحتلال يوسع العملية العسكرية برفح.. ويدعو سكان مناطق بشمال غزة للإخلاءمع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"
2024/5/12
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لمصلحة من محاولة تفكيك مصر؟! بقلم: فريد أعمر

تاريخ النشر : 2011-11-22
لمصلحة من محاولة تفكيك مصر؟! بقلم: فريد أعمر

قبل حوالي أحد عشر شهراً اندلعت الثورة ضد نظام مبارك، الثورة أطاحت بالنظام سريعاً بفعل أربعة عوامل:
الأول: ضخامة عدد المشاركين في الثورة الشعبية، وانتشارهم في مختلف المحافظات رغم فظاعة الأعمال التي قامت بها أجهزة الأمن.
الثاني: عدم تدخل الجيش ضد الجماهير المطالبة بإسقاط النظام.
الثالث: الانهيار أو الاختفاء السريع لأجهزة الأمن.
الرابع: إقدام النظام على التنحي وعدم استمراره التشبث بالحكم كما فعلت أنظمة أُخرى.

سرعة تنحي النظام وتسليمه لمقاليد الحكم مؤقتا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ربما لم تروق للمتربصين الشر بمصر، للراغبين في تفككها...ألخ.

بعض الفضائيات كانت وقت الثورة تبث من داخل الحدث. كانت تكرر المشاهد المروعة عشرات المرات. كنا نواصل متابعة هذه الفضائيات ليل نهار. الشعب المصري اعتبر تلك الفضائيات نصيرة له ولثورته، وقدم لها الشكر تلوى الشكر. جميعنا اعتبرناها تخوض مع الشعب المصري معركة الكرامة والحريه.

انتقلت عدوى الثورة إلى أقطار عربية أُخرى، لم يسمح لتلك الفضائيات بالعمل في معظم تلك الدول،ومع ذلك لم تعدم الوسيلة لنشر الأخبار عما يحصل في تلك الأقطار، فقالت عنها الأنظمة في تلك الأقطار بأنها فضائيات الكذب، فضائيات الفتنه.

ليس حباً في الأنظمة وإنما من تخمة تكرار أخبار القتل والدمار الذي أحدثته عندنا تلك الفضائيات، أصبحنا أحياناً نتحول إلى مشاهدة فضائيات الأنظمة. أكثر من مرة قدمت فضائية اليمن الدليل على أخبار مصورة مفبركة بثتها هذه الفضائية أو تلك، لم نكترث كثيراً.

فضائية الدنيا التابعة للنظام السوري تكاد تـُقدم يومياً دليلاً جديداً على الأخبار المفبركة التي تبثها القنوات التي أدمنا كعرب متابعتها. أصبح بعضنا هنا وهناك يتساءل عن سبب تلك الفبركه! فحتى الشيطان الرجيم لا يجوز أن تـُفبرك عنه الأخبار السيئه.

ثم حدث الذي يـُفترض أن يجعلنا نتساءل، نفكر بصوت عال عن حقيقة هذه الفضائيات.

منذ يوم الجمعة الماضي تجمهر الناس في ميدان التحرير بمدينة القاهرة، مع الأسف حدثت صدامات بين أجهزة الأمن والمتظاهرين. بعض المتظاهرين استخدموا العنف ضد أجهزة الأمن وحاولوا الاعتداء على مقرات رسمية، بعض أفراد أجهزة الأمن كانوا بشحمهم ولحمهم وتصرفاتهم يعيدون إلى الأذهان تصرفات أجهزة أمن النظام السابق التي استباحت دماء وكرامات الناس!!

نفس الفضائيات سارعت إلى البث من ميدان التحرير، كررت بعض المناظر المروعة التي قام بها أفراد من أجهزة الأمن عشرات المرات.عادت لتعمل مقابلات مع أشخاص معروفين وأشخاص غير معروفين، مع كل من هب ودب على مسمع من الشعب المصري، على مسمع من الشباب المتحمس، على مسمع ممن يتربصون لإشعال الفتنه.

طرحت عليهم أسئلة غير بريئة، بل خبيثة حاولت أن تصور الجيش المصري وكأنها دخل الأحداث ضد الشعب!! حاولت أن تصنع الإجابة أو تضعها في فم من تحاوره وهي تسأله عن رفع سقف المطالب،إلى تأجيل الانتخابات التي بقي عليها أيام، إلى استقالة الحكومة، إلى تخلي المجلس العسكري عن إدارة البلاد...!!!

أسئلتها عن نظام مبارك اعتبرناها عن نظام فاسد يجب أن يرحل، وكذلك الحال أسئلتها عن أنظمة أُخرى.

لكن، ما الذي تريده هذه الفضائيات من تأجيج مشاعر المصريين ضد بعضهم البعض، ضد الحكومة والمجلس العسكري معا ؟

ما الذي تريده هذه الفضائيات من تأجيج مشاعر أتباع الأحزاب التي تطرح الفكر الإسلامي ضد أتباع الأحزاب الأُخرى أو العكس بالعكس؟

ما الذي تجنيه هذه الفضائيات من وراء الإطاحة بالحكومة المصرية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية معا؟! أليس الهدف أن تعم الفوضى ويعم معها القتل مصر الحبيبه!

أليس تفتيت وصموَلـَة مصر العز يزه!

أي نكء للجراح تمارسه هذه الفضائيات؟! أي فتنة تنشرها هذه الفضائيات؟!

أنظمة، دول أُزيلت عن الخارطة السياسية لأن تصرفاتها لم ترض أمريكا، فأي مسكين أو ساذج يصدق أن هذه الفضائيات حرة نزيهة تقاوم الاستبداد والاستعمار، ويسمح لها بمواصلة العمل؟!

ما الذي يراد لمصر إن تمت الإطاحة بالمجلس العسكري والحكومة في هذه الظروف؟ ونحن كعرب قد طلقنا الإيثار منذ عقود إن لم يكن قرون، قد تعودنا على تسخير مصلحة الوطن لخدمة الحزب أو الجماعة، وتسخير الحزب أو الجماعة لخدمة المتجبر الفاسد.

إن فلتت الأُمور في مصر، وأصبح كل واحد في الميدان، في الشارع، في البيت...ألخ يـُقرر مصيرها، فكيف سيتفق الملايين على مختلف مشاربهم وثقافاتهم وأهدافهم...ألخ على حماية مصر، على تشكيل حكومة وفاق، على احترام حقوق بعض.

ترى، في ظل ثالوث التخلف والأنانية وغياب نظام الحياة الذي نعيشه كعرب لو أحضرنا ثلاثة أو أربعة أفراد متعلمين حاصلين على حقوقهم وزيادة وقلنا لهم أمِروا أحدكم، هل سيتفقون أم سنجد كل واحد منهم يريدها لنفسه، ولا يرى غير نفسه والوسائل التي تمكنه السطو على حقوق الأخرين؟! حتى الذين سطوا على حقوق الأخرين بفعل الفساد، بفعل المحسوبية، بفعل الواسطة، يكررونها في ظل الإصلاح، في ظل الثورة ويعملون لتكرار الاستيلاء عليها تحت عناوين هم ليس أصاحبها، تحت عناوين الثورة والوطنية، وربما استعادة الأندلس!! شاهدنا الذين أمضوا عمرهم في خدمة أنظمة القذافي والأسد ليس كسعاة بريد أو عمال تنظيفات، بل كمساعدين ونواب لرأس النظام يزينون له كل أعماله، ويرفعونه إلى مستوى أولياء الله، كيف أصبحوا في الآونة الأخيرة يتحدثون عن سيئات النظام، يتحدثون عن الثورة ضد النظام وكأنهم هم من أشعلها، باختصار يحاولون القفز على حقوق البشر، كرامات البشر، مرة أُخرى!

وعليه، فإن من يساهم في فرط عقد الأُمور في مصر، من يساهم في الاقتتال بين أجهزة الأمن والجيش من جهة والشعب من جهة أُخرى، من يريد خدمة أجندات أنظمة وأحزاب مطاح بحكمها، أو أجندات خارجية، من يريد هذا البلد العربي أو ذاك مرتعاً للنظام، أو حزب، أو جماعة هو معول يهدم تحت اسم البناء، هو شيطان في أثواب إنسان.

من هؤلاء الذين يريدوننا طوائف متناحرة، عشائر متقاتلة، شوارع متحاربة، بادية ومدينة وقرية متطاحنه؟ بعد أن عشنا لعقود في أقطار متخلفة متناكفة مستباح في معظمها دماء وأعراض وحقوق المواطنين

وحمى الله مصر وشعب مصر، وسوريا وشعب سوريا، واليمن وشعب اليمن...ألخ.

[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف