الأخبار
نتنياهو يستفز الإمارات باقتراحها للاشتراك في إدارة غزة(هيومن رايتس ووتش): إسرائيل ترتكب جرائم حرب بذخائر أمريكيةأبو عبيدة يكشف مصير الأسير الإسرائيلي نداف بوبلابيلشاهد: سرايا القدس تسيطر على المسيرة الإسرائيلية (سكاي لارك)شاهد: حركة حماس تنشر مقطع فيديو لأسير إسرائيلي في غزةجيش الاحتلال يوسع العملية العسكرية برفح.. ويدعو سكان مناطق بشمال غزة للإخلاءمع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"
2024/5/11
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحراك العربي ووصول الاسلاميين الى الحكم.بقلم:أسعد العزوني

تاريخ النشر : 2011-11-21
الحراك العربي ووصول الاسلاميين الى الحكم.بقلم:أسعد العزوني
الحراك العربي ووصول الاسلاميين الى الحكم


بقلم : أسعد العزوني

بات في حكم المؤكد ، أن مخرجات الحراك العربي الحالي ستؤدي بالاسلاميين الى الحكم ، لتكون الدورة اكتملت فمن حكم قومي تمثل بالرئيس الراحل عبد الناصر وصدام حسين وآخرين الى وجود اسلامي متطرف مثله الشيخ السعودي أسامة بن لادن وبعض الحكم الليبرالي الخفيف هنا وهناك ، لترسو السفينة على شاطىء الحكم الاسلامي المعتدل.
بداية لا بد من قول كلمة حق تجاه الاسلاميين ، فهم فاهمون لأصول الدين أو هكذا يفترض بهم ! وهم من يحفظون القرآن الكريم عن ظهر قلب ، ولا جدال في ذلك ، وعليه فانهم يفهمون معنى قول الله تعالى " غير المغضوب عليهم " " ولا تتولهم " "ومن يتولهم فهو منهم " صدق الله العظيم .
وليس خفيا أن هناك تحالفا بدأ يعلن عن وجوده بشكل صارخ بين الاسلاميين وأمريكا ، مع أنه كان واضحا ومكشوفا بين اخوان مصر وأمريكا ويذكر أن وفدا أمريكيا رفيع المستوى زار مصر في ثمانينيات القرن المنصرم ، ونقلته سيارات المرسيدس – الشبح التابعة للسفارة الأمريكية ، من على باب الطائرة في المطار ، وغاصت بهم في حواري القاهرة ليتبين بعد ذلك أنهم خبراء كبارا من وكالة الاستخبارات الأمريكية ( السى آي ايه ) ، قدموا الى القاهرة لاجراء حوارات مع قادة الاخوان في مصر ، من وراء ظهر الرئيس المخلوع مبارك ، الأمر الذي أثار حنقه وقال للأمريكيين " ألا يكفيكم أنني أنفذ أجندتكم بكل اخلاص ، فلماذا الاتصال مع الاخوان "؟
وعندها حدثت أزمة مبارك وأمريكا ، لكن المياه عادت الى مجاريها ، لأهمية دور مبارك الذي أتقن دور منفذ الأعمال القذرة الموكلة اليه في الأقليم !
معروف أن اخوان مصر يتصدرون الشارع المصري هذه الأيام ، لكن بآلية متذبذبة ، فهم ينزلون للشارع تارة بأعداد قليلة ، وأخرى بحشد كبير ، وأحيانا يتغيبون حسب علاقتهم مع المجلس العسكري الذي تسلم الحكم بعد مبارك ، وأعاد مصر الى مرحلة مبارك ، فانطبق عليها المثل " كأننا يابدر لا رحنا ولا جينا "!
ليس تجنيا القول أن اخوان مصر فجروا بعد الثورة قنبلة غير متوقعة بالنسبة للعامة ، وهي أنهم لن يطالبوا بالغاء معاهدة كامب ديفيد مع اسرائيل ، ولن يعارضوها في حال السماح لهم بالوصول الى الحكم ! علما أن الشارع المصري أعلنها مدوية أنه يطالب بالغاء معاهدة كامب ديفيد !! وهذا مؤشر سوء!!
الصورة الحالية تشي بوضوح أن هناك توافقا بين أمريكا والاخوان المسلمين ، وبات جليا أن واشنطن ، اكتشفت متأخرة أن عملاءها العلمانيين في المنطقة أصبحوا يشكلون عبئا عليها لتحجر تفكيرهم ، وتبلد أفكارهم خاصة في مجال الاصلاحات وتوريث الحكم لأبنائهم.
وقد رفضوا الالحاح الأمريكي من أجل القيام باصلاحات ولو صورية ، لذر الرماد في العيون ، لأن أمريكا اكتشفت متأخرة أيضا ، أن الشعوب العربية تنظر اليها ، على أنها قوة شر في العالم .
معروف أن الرئيس التونسي المخلوع بن علي ،على سبيل المثال ، أبلغ واشنطن أن الوضع في بلاده " مضبوط"!وبالتالي لا داعي للاصلاحات ، كما أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك رفض النصائح الأمريكية بعدم توريث الحكم لابنه ، وأصر على أن تصبح زوجته أما للرئيس اضافة الى كونها زوجة رئيس!!
كان مبارك يعتمد في موقفه الرافض للنصائح الأمريكية على ما قدمه لأمريكا واسرائيل من خدمات جليلة تندرج ضمن بند " المقاولة " بدءا من التغاضي عن غزو جنوب لبنان واحتلال بيروت واخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان صيف عام 1982 ، والمشاركة في حلف حفر الباطن ضد العراق عام 1992 ، وغزو واحتلال العراق ربيع 2003 ، ومحاولة اسرائيل اعادة احتلال غزة شتاء عام 2008 ، وكشف خرائط أنفاق غزة وتسليمها لاسرائيل ، وما خفي عنا كان أكثر ، وهذا ما دعاه الى رفض النصائح الأمريكية بصرف النظر عن توريث الحكم لنجله .
هذا ما جعل واشنطن " تلعب" مع عميلها القوي وهو رئيس جهاز المخابرات المصرية عمرو سليمان المقرب من اسرائيل ، كي تتخلص من مبارك بالحيلة ، بعد أن رفض مغادرة الحكم ، تماما كما فعلت مع مدير الأمن التونسي في عهد بن علي والذي طلب منه التحايل على الرئيس المخلوع ، وهكذا كان اذ ذهب اليه وأخبره ان الجماهير الغاضبة تزحف الى القصر ، وأن الجيش مصر على عدم التعرض لهها ، كما أن قوى الأمن غير قادرة على الصد ، فما كان من بن علي الا أن طلب منه المشورة " دبرني " افقال ! " عليك بالرحيل المؤقت ريثما نتدبر الأمر ونعيدك الى الحكم " ! وهكذا خرج بن علي من تونس ولم يعد اليها حتى يومنا هذا !!
لا أظن أن عربيا واحدا يرغب أو سيرتاح في حال تسلم الاسلاميين الحكم وبقاء الحال على وضعه ، ليكون التوصيف السليم للحالة " جمل محل جمل برك ".فالشعوب العربية تريد الحرية والكرامة ، والحرية هنا لا تعني أن يكون لدينا " هايدبارك " نصرخ فيه بأعلى أصواتنا ونفسح المجال لحناجرنا بأن تصدح بالشعارات الثورية التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، ونقول ما نشاء ومن ثم نغادر الى بيوتنا " بل تعني العيش بكرامة وأن لا تبقى هناك أراض محتلة .
نريد أيضا اعادة الجهاد الذي ألغته قمة دول منظمة المؤتمر الاسلامي بدكار في ثمانينيات القرن المنصرم ، لأن الجهاد هو روح الحرية والكرامة.
ولكن التحالف مع أمريكا والمجيء الى سدة الحكم بالتوافق والاتفاق مع واشنطن ، يثير التساؤل المر : هل يستطيع الاسلاميون المدجنون أمريكيا اعداد جيوش جرارة لتحرير فلسطين؟؟
لا أعتقد ذلك ، وأرى أن حديث بعض المشايخ عن صلح الحديبية وصلح الرملة ( على سبيل المثال مقدمة لواقع العرب المرير في ظل حكم الاسلاميين الذين ستباركهم أمريكا.
التجارب مع الاسلاميين غير مريحة ، فهمم لم يتحركوا من أجل فلسطين الا في أواخر ثمانينيات القرن المنصرم بتأسيس حماس التى يدور حول تأسيسها اللغط الكبير ، اذ وكما يقول المثل " راحت ع الحج والناس مروحة" وها هي تتمسك بالهدنة ".
كما أن اسلاميي العراق وجهوا لنا صفعة قوية بتحالفهم مع الاحتلال الأمريكي وانخراطهم في حكوماته الى حد أن أحد رموزهم وصل الى منصب نائب الرئيس.
من المفروض أن الحراك العربي تحرك ضد عملاء أمريكا من الحكام ولا أظن أن أحدا يرغب بتبديل هؤلاء العملاء العلمانيين الى آخرين مشايخ!!
" ليس كل ما يعرف يقال ، ولكن الحقيقة تطل برأسها""!.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف