الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هارب وقتيل ومسجون (مالكم كيف تحكمون)

تاريخ النشر : 2011-10-30
هارب وقتيل ومسجون (مالكم كيف تحكمون)

ليس مهما أن تلفحنا الرياح السياسية سواء أكانت ربيعا أم خريفا أم صيفا أم شتاء , ولكن الأهم هو ما خلفته هذه الرياح أو ما ستخلفه , كيف بدأت ؟؟؟
تعددت الأسباب والحدث واحد , هل هي التكنولوجيا الرقمية ؟ هل هي الإرهاصات المختزنة منذ أمد ؟؟ هل هي الحتمية التاريخية التي أبادت الروم والفرس والأمويين والعباسيين والأندلسيين والعثمانيين والنازيين والفاشيين ؟ وهل القدر شاء لنا أن نعيش تلك التغيرات التاريخية التي طالما قرأنا عنها في كتب التاريخ ؟ .
ربما تتميز هذه الحقبة التاريخية الغريبة عن غيرها من حقب سابقة أنه وثقت بكم هائل من الجداريات التاريخية الرقمية التي ستبقى للأجيال القادمة حاضرة ساخنة وكأن رياحها مختزنة في تلك الذاكرة الرقمية بكل عنفوانها وعظائمها وحتى صغائرها , هذه الحقبة التاريخية المميزة تختلف جذريا عن صفحات سطرت تاريخيا بالنقل الكتابي أو القولي أو حتى الأسطوري الذي ربما يموج بكثير من التخمينات والضبابيات كما يموج بالحقائق وعلى نفس المنهاج .
خلال شهور شهق التاريخ شهقة مباغتة ليقلب موائد المعقول وألا معقول فوق رؤوسنا .
فما هي إلا أيام وتتحول قبضة ابن علي الحديدية إلى قطعة (طماطم) فوق عربة بائع الخضار (البو عزيزي) , ويفر هاربا تاركا عقودا من القوة والهيمنة والتحكم والحكم لكل رقاب التونسيين .
وخلال أيام أيضا يقف سياسي ليسخر من صبيان الفيس بوك وإن هي إلا تلك الأيام ويقف هذا السياسي خلف القضبان ولم تزل سخريته تدغدغ أسماع صبيان الفيس بوك .

وذلك الهرم الذي كان يُعتقد أنه وريث الفراعنة وأن مصر في قبضته كما يقبض الواحد منا على قطعة الخبز , ما هي إلا أيام ويتمدد ضعيفا مهانا على سرير داخل قضبان السجن !!!

ثم تمر أيام وإذا ملك ملوك العرب وامبراطور افريقيا وعميد السياسيين العرب يرمي تاج الملوك من فوق رأسه و يختبئ في (أنبوب صرف صحي) ذلك الزعيم الحالم الذي عاش دهرا يحارب طواحين الهواء ويبني أمجاد (هامان) لعله يبلغ الأسباب .
يا ألله .. يا ألله .
أليست هذه الأحداث أقوى من قدرتنا التاريخية على الاستيعاب ؟
وذلك البشار , الذي حكم كما حكم والده , و أيد بالرعب , حتى كان السوري يخر صريعا لمجرد أن يقال له (المخابرات عند بابك) , ( كما أنني كنت ذات زمن في سوريا وقابلت سوريا ملتحيا وكانت لحيته خفيفة , فقلت له مازحا ولم أكن أعرف حقيقة الوضع السياسي في سوريا وقتها , فقلت له هل أنت من الإخوان المسلمين , فارتعدت أطرافه وفر هاربا وكأنه تجرع الموت ) , هذا الشعب أصبح يخرج في الشوارع ليقول (الشعب يريد إسقاط النظام) !!!

وربما كانت المشيئة القدرية فرضت على هذا الإنسان عبر تاريخه وباختلاف مجتمعاتهم أن لا يقرأ التاريخ جيدا , وأن يكون تلميذا فاشلا على مائدته الثرية , فحقب تتبعها حقب وأخطاء تتكرر , وأحداث تتشابه , والنتيجة دائما ( لم ينجح أحد) .
فكل أمة ونظام سقط ترك خلفه قصة فنائه لمن يتبع , وجاء من يتبع وبدأ القصة من أولها ليترك نفس قصة فنائه لمن بعده , وجوه وتواريخ وأمم مختلفة ودروس وعبر ونهايات واحدة !!!
فعناد القذافي يكرره بشار وعلي صالح , وكأن النهايات بأيديهم !!!
فلا القتيل نجا ولا السجين انتصر ولا الهارب عاد !!!
مالكم كيف تحكمون .... يا عرب
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف