الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تسبيحات بقلم : د. مرفت محرم

تاريخ النشر : 2011-10-19
إن صفاء النفس وشفافية الروح ، فى لحظات البوح النورانى ، والإلهام الربانى ، تؤدى للارتقاء ، والطهر والنقاء ، وسلامة الفكر الخلاق ، وعميق الوعى والإدراك .... عندئذ سترى تجليات تدعو للانبهار ، لحظة انزواء غبار المادة الكثيف، فتتجلى صنعة وعظمة الجبار اللطيف
فيدرك الإنسان من أسرار الوجود والكون ، مالا يدركه الغافلون اللاهون ، المنغمسون فى أمور الحياة المادية ، بأبعادها اللاهية الملهية
فالإحساس بعظمة المولى تكمن فى تسبيح الكون : ظاهره ومخفيه ، مطيعه وعاصيه ، مدركه ولاهيه ، مغيبه وواعيه ، متحركه وساكنه ، حيه ومسجيه ، جميله وشائنه ، مسبحا للمولى عاليه ... كل بطريقته ووسائله
فهو فى كل الأحوال ، لغة اللسان ، وحال الكمال الذى يعجز الإنسان عن وصفه ، فيسبح بحمده فى خشوع واستسلام ، وسلام واطمئنان ، يناجيه بالوجدان ، فيغدق عليه بالحنان والإلهام ..... بشرط واضح وصريح ، هو أن يوافق الذكر والتسبيح ، كف الجوارح عن محارم الله أوالتجريح
إن الإنسان يظل قلقاً ، فزعاً ، حائراً ، فى هذه الحياة ، مادام قلبه لاهياً عن ذكر الله .... فإذا عرف القلب طريقه إلى مولاه ، وامتلأ بخشيته وتقواه ؛ ألزم الجوارح بالطاعة ورطب لسانه فى كل ساعة ... بذكر الإله ، ومحبته وتقواه ، طمعاً فى جنته ورضاه
إن الكون جميعه يسبح بحمده ، ولا نرى إلا ظله ، ولا نفقه كنهه ، وعز من قائل (وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا) الإسراء 44
إنها العظمة تتجلى فى صنعته ، وتسبيح خلقه بمشيئته ، فلا نملك الفهم أو القدرة على الاقتراب ، من عظمة المولى الوهاب ، إلا بالتسبيح والذكر ، والابتهال والشكر ، فما من مخلوق على وجه الأرض إلا ويلهث بالدعاء والأمل والرجاء ، وعز من قائل (يسبح لله ما فى السموات وما فى الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم) الجمعة 1
والتسبيح هو التقديس والتمجيد ، والتنزيه من كل نقص وعيب ، ولا ريب أن الذكر الدائم لجلاله بكل إسم ووصف نسبه لذاته العلية ، وإخلاص العبادة له وحده بالاعتقاد والنية ، ثم بالقول والأفعال الحسنة الطيبة الهنية ، التى تليق برب البرية .... هى من متطلبات التسبيحات العلية
التى هى النطق بالشهادتين بحسن نية ، وبفهم صحيح لدلالاتهما القوية ، وإقامة الصلاة فى خشوع وروية واطمئنان ، وشكر الرحمن فى كل حين وآن ... وإيتاء الزكاة تطهرا من الأدران ، والنجاة من النيران ، وصوم رمضان فى طاعة وإخلاص ، لنفوز بالإنصاف ، والحج المبرور ، طمعاً فى الذنب المغفور ، بغير رفس ولا فسوق ولا جدال .... فنبتهل فى الدعاء ، والتوسل والرجاء ، للوصول للجنان ، ومحبة الرحمن
فتوحيد الإلوهية ، من التسبيحات الجلية ، وتقديس أفعاله الربانية ، مثل الخلق والرزق ، والإفناء والبعث ، وتفرده فى هذه الأمور ، التى هى من المقدرات الإلهية
إن كل ما فى الوجود ، يعبد الله الموجود ، ويسبح بحمده ، ويخلص فى دعائة ، ويقدس أسماءه الحسنى ، وصفاته العلا ... فواجب الإنسان الأول فى الحياة ، هو أن يعبد الله ويسبح بحمده تسبيحاً يليق بمولاه فالعابد يسبح الله وهو خاشع لعظمته ، عارف لجلاله وقدرته ، المنقاد لأوامره ، الذى يعلم بأن ناصيته ومرده إليه فيخلص فى إعلان إناباته وخشيته
اللهم اجعلنا من الذاكرين لجلاله ، المسبحين بحمده ، والناطقين باسمه الأعظم ، والمتلطفين بلطفه ، والمحتمبن بكنفه ، الساعين على أرضه ، المستظلين بسمائه ، الراضين بقضائه ، الشاكرين لعطائه
.......
زوروا موقعى على الانترنت رابط :
http://drmervat.blogspot.com/
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف