الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كما ان اهل واشنطن ادرى بمصالحها كذلك القيادة الفلسطينية ادرى بمصالح شعبها بقلم:خالد عبد القادر احمد

تاريخ النشر : 2011-09-23
كما ان اهل واشنطن ادرى بمصالحها كذلك القيادة الفلسطينية ادرى بمصالح شعبها:

خالد عبد القادر احمد
[email protected]

كما هو متوقع, فان المواقف الدولية من مطلب حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في هيئة الامم المتحدة تباينت بصورة كبيرة عن بعضها البعض, ومن الواضح ان صراعا حادا على استقطاب المواقف الدولية تخوضه الان مختلف الوفود التي على علاقة بهذا الصراع وفي مقدمتها الوفد الفلسطيني والصهيوني والامريكي والاوروبي والوفود العربية, ويمكن القول ان رسم لوحة لتباين هذه المواقف انما يرسم لوحة للصراع السياسي العالمي الذي يعكس بالطبع لوحة تباين المصالح القومية فيه. فمن الاضح ان جدلية العلاقة الصراع المحلي والصراع العالمي هي على ترابط شديد, وان الوضع في فلسطين هو من المرتكزات الاساسية للسلام والصراع في العالم. وهو امر يجب علينا نحن الفلسطينيين ادراك اهمية وجدية وزنه السياسي في الوضع العالمي وان يشكل احد اسس حساباتنا في المناورة السياسية.
تبعا لهذه الملاحظة فانه لا بد من تخطئة موقف القوى الفلسطينية التي اتخذت موقفا سلبيا من توجه م ت ف لهيئة الامم المتحدة لطلب عضوية الدولة الفلسطينية, ليس فقط لانها سمحت ان يكون موقفها على نفس الارض التي يقف عليها الاطراف الاشد عداءا للحقوق والحرية الفلسطينية, او لانها استخدمت تقريبا نفس خطابهم الذي يفرغ الخطوة الفلسطينية من كل ايجابية ويكيل لها شتى التهم, بل لان سلبيتها هذه تعكس سوء تقدير لوزن المناورة السياسية الفلسطينية في الصراع العالمي فيفرض عليها منهجا انسحابيا انهزاميا في الصراع. وعلى العكس من الموقف الشعبي الذي احس وتلمس الطابع الهجومي للمناورة الفلسطينية, فالتف حولها بصورة شديدة الوضوح مما جعل من هذا الالتفاف استفتاءا ايجابيا لصالح الثقة بمنهجية قيادة م ت ف.
اننا لا ترغب هنا في التوسع بقراءة الطابع السلبي لموقف هذه القوى غير انه عمليا لا يمكن الا قرائته في اطار موقف الاسلام السياسي الاقليمي خاصة موقف حركة الاخوان المسلمين الذي بات محكوما لحالة تفاهمات مع الولايات المتحدة الامريكية قبل بموجبه الولايات المتحدة مشاركة قوى الاسلام السياسي بالسلطة اقليميا في مقابل ابداء هذه القوى مرونة ثقافية عقائدية تيسر قبول هيمنة النفوذ السياسي الامريي والاوروبي في المنطقة.
ان ابداء قوى الاسلام السياسي الفلسطيني ابداء المرونة لصالح الولايات المتحدة واوروبا, في سياق النهج الاسلامي السياسي الاقليمي بات امرا غير مفهوما فلسطينيا ومدعاة شك بشفافية دعوى هذه القوى النضالية الوطنية و الجهادية العقائدية, ولم يعد بمقدور التحريض الاخلاقي على سياسة ومنهاج الولايات المتحدة واوروبا التظليل على المرونة السياسية التي تتبدى بالمنهجية العملية لهذه القوى سياسيا,
ان اهل واشنطن ادرى بمصالحها, وذلك يقودنا الى نقد نمط التعبئة الاخلاقية التي تمارس بين الجماهير ضد السياسة الاستعمارية الامريكية والاوروبية, والتي تخاطب المعيار الثقافي الاخلاقي لهذه المنهاجية فتنتقد انحيازها للكيان الصهيوني, فتتهمها بازدواجية المعايير وهي دعاية ثقافية ذات خلل مقصود, فهذا هو الاتهام الذي يحصر الصراع بالمستوى الثقافي العقائدي الديني ويحرره من الصلة بالمصالح الاقتصادية السياسية والمصالح المنهجية, وكان الولايات المتحدة واوروبا لا تدرك اين وكيف يجب الحفاظ على مصالحها بالاطار الاقليمي, فيدعون الولايات المتحدة واوروبا الى استذكار ان مصالحهم هي مع دول وانظمة ومجتمعات المنطقة وان عليهم التحرر من انحيازهم الدائم للكيان الصهيوني, وللاسف فان هذا الخلل يسود ايضا خطاب القوى الوطنية, التي ترفض هذه المحاور الاستعمارية مقايضتها هذه, وتصر على ابقائها تحت علاقة الضغط والابتزاز الاستعمارية التقليدية, وهي العلاقة التي يؤمنها لها حتى الان الكيان الصهيوني. والذي بدوره انتقل في علاقته بهذه المحاور الاستعمارية من مستى القدرة على خدمة مصالحها الى مستوى القدرة على تهديد هذه المصالح بصورة جدية.
ان وحدة الهوية الاستعمارية التي تجمع بين الكيان الصهيوني وهذه المحاور الاستعمارية لا يعني عدم وجود استقلالية مصالح كل منها, ووجود حالة صراع استراتيجية بينها تحتفي تحت مظهر الانحياز من جانب المحاور الامريكية الاوروبية, فعلى العكس من منهجية الانظمة الاقليمية كانت دائما نظرية التخطيط الاستراتيجي الصهيونية تنطوي على ادراك تنامي الصراع الصهيوني الامريكي الاوروبي وكان الكيان الصهيوني حريصا على تطوير قدرته الخاصة على تهديد مصالحهم, ومن الواضح ان الكيان الصهيوني حرص على تطوير قدرته هذه بعد اجباره على عقد معاهدات كامب ديفيد ووادي عربة واتفاقيات اوسلو, والتي اعتبر انها تنطوي على تنازلات جيوسياسية ذات ابعاد ثقافية عقائدية تتعارض مع برنامجيته الاستراتيجية, لذلك ومنذ اتفاقيات اوسلو واتفاقة وادي عربة, عمل هذا الكيان على تسريع وتوسيع حالة استيطانه للضفة الغربية جاعلا منها خللا متناميا في ميزان القوى ليس مع الفلسطينيين فحسب بل مع الدول المحيطة به ايضا الامر الذي جعل من حالة الاستيطان _ خيارا سياسيا_ يستطيع الكيان الصهيوني ان يجعل منه معيقا رئيسيا لاستكمال التسوية واداة لخلق الفوضى في المنطقة في حالة اضطراره لتوظيف هذه الاداة سياسيا, وهنا يكمن تهديده لمصالح ليس الاردن على سبيل المثال فحسب, وانما لحالة استرار المصالح الاوروبية الامريكية في المنطقة ايضا, وعلى الاخص الامريكية منها. الامر الذي لا يمكن للولايات المتحدة ان تعالجه باللجوء للعنف بل عن طريق ارشاء الكيان الصهيوني بالاستمرار في التاكيد على ضمان امنه وتفوقه العسكري والسياسي, والسماح له بمساحة من التوسع الجغرافي على حساب الطرف الفلسطيني بصورة مباشرة, الان.
غير ان ذلك لا يعني ان هذه المحاور تقف عجزة امام الكيان الصهيوني, فالدعاية الاقليمية مثلا عرضت مقولتها السياسية الخاصة حول خارطة الشرق الاوسط الجديد, وهي مقولة تخلو من الاشارة الى ان هذه الخارطة تنطوي ايضا على هدف ونية حصار الكيان الصهيوني, وانها استطاعت تفكيك تحالفات صهيونية اقليمية كانت موجهة ضد النفوذ لامريكي صورة اساساية في منطقة الشرق الاوسط, حيث خدمها في هذا تغيير رموز التوجهات السياسية التقلدية كزمرة الرئيس حسني مبارك وبن علي وهي تحاصر الان زمرة النظام السوري, وانها فككت محور الممانعة ولجمت ادواتها في لبنان وفلسطين, الامر الذي حد من قدرة الكيان الصهيوني على المناورة وحصرخياراتها بملف تحويل الاستيطان لخيار سياسي موجه ضد الفلسطينيين والاردن, وملف ايران النووي, وملفات حزب الله وحركة حماس, اي ملف استحداث فوضى اقليمية متعدد المواقع , وهي الملفات التي اطمأن الكيان الصهيوني على قدرته على التعامل معها حتى في ظرف عسكري شامل اجرى له تدريباته ومناوراته العسكرية النوعية الخاصة, اعاد صياغة عسكريته عقيدة وبنيوية بحسب احتياجات اللجوء اليها. وبحسب شموليتها وسعة حجمها التي يتوقعها,
لكن الفلسطينيين ايضا ادرى بمصالحها فهم لم يكونوا بعيدين عن تلمس وجود هذا الصراع وهذه الاستعدادات من قبل هذه الاطراف. ولم يكونوا بعيدين عن ادراك ان فاتورة الحقوق الفلسطينية تتحمل تكلفة استرضاء الكيان الصهيوني وتاجيل ساعة الحسم معه, وكان لهم ايضا القدرة على المناورة وإن اجبروا قسرا على التوجه اليها, وهي خطوة التوجه للشرعية الدولية, طلبا لاعتراف عالمي بفلسطين الدولة وطلبا لانضمامها لهيئة الامم المتحدةو والذي يعني حشر الكيان الصهيوني بزاوية العزلة والمحاسبة الدولية, وهذا الجانب يدفع الكيان الصهيوني مباشرة للعب ورقة الاستيطان, الامر الذي اثار غضب الولايات المتحدة الامريكية,
فالى جانب الفوضى التي قد يستحدثها تفعيل ورقة الاستيطان, فان ملف استفراد الولايات المتحدة بالنفوذ السياسي في منطقة شرق المتوسط طرح ايضا على طاولة المساومات الدولية, ولعل خطاب ساركوزي فرنسا الذ اشار الى ان عملية السلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني لا يمكن اتمامها _ دون _ اوروبا, في اشارة واضحة الى استفراد الولايات المتحدة بالعملية, وتاكيدا لى ذلك فان تناقص وقت الذهاب الفلسطيني لهيئة الامم المتحدة كان يوازيه تصاعد المساومات الامريكية مع باقي مراكز القوة العالمية خاصة اوروبا, لذلك اعلنت الولايات المتحدة مبكرا نيتها اللجوء الى استخدام حق النقض الفيتو في محاولة للحد من حجم هذه المساومات. لكن الملف فتح وانتهى وكلما طال امد تداوله في مؤسسات هيئة الامم فان الولايات المتحدة تبقى معرضة لعملية الابتزاز السياسي هذه, وهو ما يبدو ان الفلسطينيين يراهنون عليه الان, لذلك ذهبوا للهيئة الدولية بمنظور المعركة طويلة الامد,
لقد فتح الفلسطينيون اذن جبهة صراع جديدة وهم يدركون انها ستنطوي على اخفاقات متعددة على المستوى المنظور غير انهم كسبوا فعلا اول ثمار النصر الاستراتيجي وهو القدرة على التاثير الهادف المباشر بموازين قوى الصراع العالمي, الامر الذي جعل اجتماع وزير الخارجية الروسي مع وزيرة الخارجية الامريكية يتناول البعد الاستراتيجي والابتعاد عن ما هو تاكتيكي كما تم تعريف الاجتماع بينهما اعلاميا.
ان القيمة السياسية لخطوة التوجه الفلسطيني لهيئة الامم المتحدة توازي من حيث القيمة السياسية وزن خطوة تفجير الكفاح الفلسطيني المسلح عام 1965م, فهي خطوة مفصلية ذات موقع بارز في تاريخ الصراع العالمي, لا نقول ذلك بتاجج عاطفي ولكن برزانة النظر لمستقبل الذور حين تزرع, وهو امر لا اظن ان القوى الدينية السياسية الفلسطينية تتمتع بميزته للاسف, فهم لا يرون من المناسبات سوى مناسفها,
ان محاولة التشكيك بجدوى الخطوة الفلسطينية التي تعمل عليها اطراف الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية وقوى الاسلام السياسي وطرح سؤال وماذا بعد ؟ يعادل في منطقه منطق الذي زرع البذرة اليوم وذهب في اليوم التالي ليقطف الثمر, فمن اين ستاتي مثل هؤلاء اهلية تمثيل الفلسطينيين وان يكونوا قيادة لهم؟
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف