الدماء السورية تزهر شقائق النعمان على صفيحة صيف ساخن بقلم:خليل الوافي

هكذا كانت الحكاية .وماتزال ترويها دماء الشهداء في الشهر السابع من بطولة انتفاضة ثورية تقدم دمائها.واجسادها وارواحها فداء لهذا الوطن من اجل الكرامة والحرية .والانتقال الى سوريا جديدة تحترم التعددية والطائفية.والاقليات الدينية و العرقية.وتقطع مع اشكال الحزب الواحد الذي يحكم البلاد والعباد بقبضة من حديد.
الصورة القادمة من عمق سوريا تنتصر على الالة الحربية.لانها اكثر بلاغة في رصد حقيقة النظام.وما تنطوي عليه النوايا.والمخططات في اخضاع ارادة الشعب تحت سيطرة المؤسسة الحاكمة التي ترى في الخيار الامني الحلول الاخيرة الناجعة في القضاء على اشكال التظاهر والاحتجاج.لكن الامر تجاوز الحدود المعقولة.ودخلنا في بؤرة خطيرة في التمادي الواضح والشرس في قتل شعب عربي اراد ان يقول كلمة حق في وجه حاكم ظالم.والنتيجة ماتزال تبعث بالصورة الحية عن هذا الاشباع الوحشي في اراقة الدماء لتنبجس زهور الشهداء على هضبة الجولات.وفي الحدائق العمومية وفي مناطق متفرقة من تراب سوريا الذي اختلط بالدم الشريف الذي يؤسس مرحلة انتقالية في تاريخ المنظمة برمتها.
ان الصراع قائم بين الدبابة والصورة.وكل واحدة تعمل على الغاء الاخر.فالصورة تبحث عن الحقيقة الضائعة في المشهد السياسي .والدبابة تهدم اشكال الحياة.وتلغي اصحاب الحق في هذه الارض المعطاء التي تزخم بتاريخ عريقة في البطولة والشهامة.ومركز نوراني للثقافة العربية عبر الترات التاريخي للمنظمة العربية.
ان من يتحالف مع الموت في قتل الابرياء يخالف حقيقة الصورة التي تفضح كل شيء.ولا تضع مجالا للشك.للذين يبررون واقع الجرائم على ارض سوريا .ولو كان صاحب الصورة محايدا ومتطرفا لاعلاقة له بما يجري.فان الصورة تتحالف مع العدالة الانسانية .وتظهر واقعية الانسان في الحياة .وتكشف ذلك الصراع السياسي بين سلطة تملك كل شيء ومواطن مجرد من كل شيء
ان الثورة السورية قدمت درسا عالميا في التضحية والصمود..واعطت بعدا مغايرا في النضال من اجل الثوابت الاساسية.واستفزت السياسة العربية في تعاطيها للملف السوري.والتشويش على المواقف الراكضة في بركة التجاذبات الفاشلة التي ترى مصلحتها فوق اي اعتبار اخر.وفي ظل تحالف مشبوه حول معارضة منقسمة على نفسها .وهي في النهاية تخدم مصالح النظام في الاستمرار والقتل.واعطاء صورة قاتمة عن مستقبل سوريا في الايام والشهور المقبلة...
ان الواقع الميداني من داخل سوريا يخلخل الضمير العربي والعالمي.ويضع المجتمع الدولي امام تحديات سياسية جديدة.والبحث عن حلول سريعة للحد من هذا الاستنزاف الدموي الذي يسال يوميا في مدن وبلدات السورية...وهنا لايجدربنا مقارنة هذا التكافؤ بين الصورة.والدبابة لانه منطق ينم عن عبثية في الصمت العربي.وصرخة المواطن السوري تحت التعذبب اوتحت الانقاض...
متى تستيقظ الامة العربية من سباتها العميق تقول كلمتها في وجه اعداء الاسلام واعداء من ينطق اللغة العربية.والانفراج الاخير الذي سمح به النظام السوري للمعارضة العلمانية في حق التجمع والتشاور .يعتبر نهجا غير مقبول وينطوي على محاولة تجميل الصورة امام الراي العام الدولي .وفي الجانب الاخر ما يزال القتل والاعتقالات والمداهمات سيدة الموقف .وعلى النظام ان يكون صريحا مع نفسه .لان الشعب فقد كل الثقة في حاكم يقتل مواطنيه....



الكاتب خليل الوافي...