الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حكمة قبرة.. بقلم: سمير الجندي

تاريخ النشر : 2011-09-16
حكمة قبرة..  بقلم: سمير الجندي
حكمة قبرة
قصة قصيرة
بقلم: سمير الجندي
في يوم شديد القيظ، جلستُ في فيء زيتونة رومانية شهدت حكايات مرت على مدينتنا التي تُبدل أثوابها القاتمة مع كل عاصفة غربية اجتاحتها عند كل غفوة، أخذت أراقب قبرة تطعم فراخها حبات من قمح الحقول المجاورة، كنت مهموما حزينا، وأنا أراقب القبرة الأم، نظرت القبرة نحوي فظننت بأنها قلقة من وجودي، لكنها لم تطر، ولم يصدر عنها ما يبرر نظرتها، فهل هي نظرة خوف؟ أم هي نظرة استغراب؟ أم نظرة تساؤل؟ ولكن تساؤل عن ماذا؟ لا، أنا أهذي بهذا التفكير الغريب، أشحت بنظري عنها محاولا تجاهلها حتى لا أتسبب بإزعاجها...
لكن محاولتي لم تنجح على ما يبدو، فعندما حاولت النظر إليها من تحت طرف وجدتها تنظر نحوي بحزن وانكسار، أصلحت جلستي، قعدت مستندا إلى جذع الزيتونة الرومانية، حزمت أمري على الرحيل، فأنا لا أريد أن أكون متطفلا بأي حال على القبرة وعائلتها الفتية، اقتربتْ القبرة من غصن قريب مني وقالت:
" ماذا يريد الإنسان من هذه الحياة؟" فوجئت من سؤالها؟ ولم أعرف ما أقول.
لم تغادر القبرة مكانها، وقفت كمن تعرف ما تريد، تنتظر مني جوابا لسؤالها الغريب، قلت لها وأنا غير متأكد مما أقول:
ربما يريد المال!
قالت: " وهل جميع الذين يملكون المال هم سعداء؟ زادت حيرتي وتعجبت من حكمتها.
قلت: ربما الجاه، والسلطة!
قالت بصوتها الهادئ الرزين:
" وهل من يتمتعون بالسلطة يتمتعون بالسعادة؟
قلت بحماسة واضحة: المال والبنون زينة الحياة الدنيا!
قالت: " إنما أموالكم وأولادكم فتنة"
قلت: نعم، يا سيدتي ولكن ما الذي يريده الإنسان من هذه الحياة؟
قالت: انظر لنفسك كم أنت مهموم وبائس، اسأل نفسك، ماذا تريد أنت؟
قلت: السعادة.
قالت: فأين تكمن السعادة؟أين هي سعادة الإنسان؟
عظم أمري مع هذه القبرة الذكية، ازداد استغرابي لمقدرتها على تبسيط الأمور، قلت:
إن الإنسان ينشد السعادة، والسعادة شيء نسبي، تختلف من فرد لآخر، فما يوافق زيد لا يوافق عمرو.
قالت: " هذا صحيح، وأظنني لأول مرة أوافقك الرأي. ابتسمت في داخلي ابتسامة خفيفة، وتابعت القول بأن الإنسان لا يمكن أن يحصل على السعادة بشكل كامل، فما يسعدك اليوم قد يكون سبب تعاستك في الغد.
ضحكت القبرة ضحكة شبه خجولة وقالت: أرى أنك بدأت تتكلم مثل فلاسفة الإغريق، ولا تنس بان أولئك الفلاسفة كانوا يختلفون فيما بينهم وأحيانا كثيرة كانت آراؤهم تتناقض.
أنا لا أعرف فلاسفة، ولا علماء، أنا أُقر بما أشعر، وأنا الآن جد حزين، ومتعب من أعباء الحياة، وهموم الإنسان التي تنسكب في رأسي كحميم بركان، إن الإنسان الذي يسبب التعاسة لغيره لا يمكن له أن يحقق أي شكل من أشكال السعادة لإنسان آخر...
قالت القبرة: أرى بأن السعادة التي يريدها الإنسان غالبا ما تكون على حساب تعاسة إنسان آخر، وما الحروب بين الأمم إلا من أجل أن يحصل فريق على السعادة التي لا تكون إلا بانتصاره وبهزيمة الطرف الآخر، كما إن كل أشكال الصراعات سببها البحث عن السعادة المنشودة، فالإنسان بطبعه طمَّاع لا يكتفي بما لديه، هو دائم التطلع للأكثر، حتى ولو كان هذا الأكثر فيه هلاكه، فهو يبرر الغاية بالوسيلة التي تتوفر بين يديه، ولو كان هذا الإنسان قنوعا بما يملك لوفر على نفسه كثيرا من التعاسة والألم...
أضافت القبرة: يا صديقي يجب علينا عدم البحث عن السعادة، لأنها هي التي ستجدنا وتأتي إلينا إن رأت ضرورة لذلك...
لم أسمع ما قالته صديقتي القبرة في جملتها الأخيرة، فقد غلبني النعاس فاستسلمت للنوم محتضنا شجرة الزيتون الرومانية...