الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إلى من يهمه الأمر بقلم:عادل بن مليح

تاريخ النشر : 2011-09-11
قد تبدأ بداية صحيحة في الزمن الخطأ , وقد تبدأ بداية خاطئة في الزمن الصحيح !!

أيهما تفضل ؟؟

ليس مهما الإجابة بقدر أهمية الوقوع في دائرة غير منتهية من الاحتمالات المبهمة !

هل يمكن أن تجد راحة ما لو اعتقدت أنك توصلت للإجابة الصحيحة ؟؟

هناك مثل يقول ( إذا فاتك الفوت ما ينفع الصوت ) .

يقول علماء الاجتماع أن الإنسان عبر مسيرته التاريخية الأزلية يقع في أحداث متغيرة ومختلفة , هي بالنسبة للمتعايشين معها مجرد أحداث , قضاء وقدر , حتمية منطقية , حتمية تاريخية ...... إلخ .
وبالنسبة للجيل التالي تجارب قد يستفاد منها وقد تتراكم التجارب حتى تصبح علما يدرس أو قواعد تتبع أو أنماط سلوك تفرض نفسها .

لماذا تقع بعض المجتمعات في أزمات خطيرة وفي التاريخ قواعد , أنماط , دروس , معايشات إنسانية سابقة لها ؟

هل بعض المجتمعات بليدة , متبلدة , عمياء , لا تؤمن بدراسة التاريخ ووضع منهج حياة يستقي أسسه ومبادئه من أوراق التاريخ ؟؟

لماذا تأكل تفاحة فقط إذا كان بالإمكان أن تأكل عشر تفاحات ؟؟؟

السبب (ربما) الاستسلام للذة السريعة والسقوط المباغت والمتسرع عند
أول نماء لحدث ((وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً)) .
هل المجتمعات الإنسانية متشابهة في الأخذ بدروس التاريخ ؟ أعرف أن الإجابة قطعا لا , وأن النسبية تتحكم في هذه الإجابة .

لا أحب أن أتحدث عن مجتمعاتنا العربية في هذا الشأن , لأن الحديث مؤلم , مرعب , وكلما انحدرنا في البحث نحو الذات ( الأنا ) كلما توسعت دائرة الوجع !!!

بعض الخصوصية

هناك بين ظهرانينا من يحكي قصة الكلب الذي دخل دار قوم فأخذ قطعة لحم من إناء الطعام وهرب , فشمرت فتاة الثانية عشر عن كمها ولحقت به واستخلصت قطعة اللحم منه وغسلتها جيدا وأعادتها في القدر ( وكانت بامية تحديدا ) , ولم تمضي عشرون عاما حتى تحدثت هذه الفتاة والتي أصبحت مسئولة في دائرة ما وكان في الحضور من عايشت تلك الواقعة , فتحدثت هذه المسئولة عن تاريخ العائلة المجيد فقالت ( نحن من عائلة ثرية وكنا نملك الأراضي الشاسعة وقد ولدنا وفي أفواهنا ملاعق من ذهب ! ) .

لا تعليق

التاريخ عند البعض ورقة بيضاء , ليس مهما ما كتب فيها وما نستخلصه منها بل ما نكتبه نحن ونريد أن يقرأه الآخرون !

لم يمض جيل بعد حتى تختفي في ذاكرتنا قصة الكلب والمسئولة , فتظهر أنماط من السلوك وكأن من يمارسوها بعيدون عهد بضنك العيش وشظف الحياة !

- مجموعة شباب يدخلون لمطاعم الوجبات السريعة ويدفعون ما يقارب 300 ريال في بقايا أطعمة ومخلفات لحم وخضار وزيوت فقدت محتواها , ويتركون ثلثا هذا الطعام ليأتي العامل الذي لا يهمه هدر هذه النعمة ولا الكم الهائل من التعاليم الدينية التي تحثنا على احترام النعمة والاقتصاد فيها , ولا يهمه نتائج هذا البطر والبذخ الأعمى على المجتمع وهذا الكفر بنعمة لم نعرف لها وزنا رغم قرب عهد لنا بانعدامها وانعدام عشر معشارها , ويحمل هذا العامل بعض الأطعمة التي لم تمس ليكبها في مزبلة المطعم ومعها حسرات تطلقها عيون التاريخ لتلقيها هي الأخرى في مزابلها .
- أب يدخل لمطعم من هذه المطاعم أيضا ( والله ثم والله ثم والله وكما حكى لي هو شخصيا راتبه لا يتعدى 1800 ريال ويعمل حارس أمن اقتطع من راتبه عبر شهرين ) ليدخل بأبنائه الثلاثة ويطلب ثلاث وجبات بـ52 ريال , ويجلس معهم تقوم بنته بإخراج اللحم من السندوتش لتلقي به في الصحن ثم تخرج الخس والطماطم , لتأكل الخبز بالمايونيز والكاتشب فقط , وكذلك أحد الأبناء , أما الأصغر فعبث بالوجبة وتركها ولم يأكل منها شيئا , وكانت المشروبات الغازية بحجم قارورة المياه الصحية الكبيرة , هي فقط تناولها الصغار بكل تفان واهتمام !!!
- طفل صغير في العاشرة من العمر يدخل محل بقالة ويرمي النقود من بعيد للفلبيني ويأخذ علبة العصير ويخرج دون أن يلتفت لأحد (من أين اقتبس هذا الصغير ذلك السلوك , حتى أنه لم يجد حرجا في تصرفه , ورغم محدودية التصرف إلا أنه دليل على أن الأجيال الصاعدة بحاجة لثقافة حضارية قوية ) .
- لن أتحدث عن المآدب التي يلقى فيها الطعام بالأطنان في مكبات القمامة خاصة بوجود ظاهرة حفلات الأعراس الكبيرة في قصور الأفراح الكبيرة أيضا , ورغم وجود بعض الجهات التي تحاول الحد من تلك الممارسات الغبية البغيضة إلا أننا نتمنى كاعتراف بأهمية هذه النعم وحرمان الكثير من الناس منها أن نحد من هذه الظواهر المتخلفة , يكفي أن تحضر إحدى هذه المناسبات وتقف بعد انتهاء المدعوين من الطعام وتنظر للموائد وما بقي عليها من أكوام الأرز واللحم والفواكه وتجزم أن نصف هذه الكمية تكفي للمدعوين ولكن قاتل الله من أطلق مقوله (يزيد ولا ينقص ) .


لو طبقنا النظريات التاريخية واستخلصنا بعض الحتميات التاريخية نتساءل :

هل يهمنا ذلك , ومن يهتم , ومن يدرس , ومن يعرض تلك الدروس , ومن يتعظ ..... الخ

الغريب , والعجيب , والمبكي , والمضحك , والغباء , والأغبى , والاستهبال , والعمى التاريخي , وعدم القدرة على النظر لعام واحد مضى ناهيك عن ثلاثين أو خمسين سنة مضت
أن الكثير منا وخاصة الجيل الواعد , الصاعد , الأجوف حضاريا وفكريا وثقافيا والمنتمي لقشور الحضارة الغربية ( إلا من رحم ربي ) , يعتقد بحتمية تاريخية واحدة .

الحتمية التاريخية الجديدة

الطفرة المادية المتفجرة خلال سنوات قد لا تذكر في عمر الحضارات الإنسانية ,

هي : حالة مادية وثقافة ولدت في ظروف متفجرة لم يصاحبها نمو حضاري وثقافي وديني كاف لتوجيهها التوجيه السليم , إنما هي حالة معيشية دائمة مستمرة لا تخضع للدراسات التاريخية ولا تخضع لغدر الزمان (لأن غدر الزمان تعبير رومانسي لا يوجد إلا في الأغنيات العاطفية والأشعار الخيالية ) , وقد تعهدت الشرائع السماوية بديمومة هذه الحالة حتى تقوم الساعة ... انتهى


ما علاقة أول الحديث بآخره ؟؟؟؟؟؟؟

العلاقة : كلما اتجهت الدالة للأعلى ( النعمة – الثقافة - الأمانة – العدل ) كلما احتجنا لصفعة تاريخية حتى نفيق ونقدر ( ونداري ) على ( شمعتنا ) لتظل الأرض التي نطأ عليها مستقرة ما أمكن !!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف