الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا اختزلنا عبدالله القصيمي بقلم:عادل بن مليح

تاريخ النشر : 2011-09-06
لماذا اختزلنا عبدالله القصيمي

(عادل بن مليح)

يقول ( رائف بدوي ,, مؤسس الشبكة الليبرالية السعودية الحرة )
عن عبدالله القصيمي

(ولمن يريد أن بعرف من هو القصيمي هنا :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%...8A%D9%85%D9%8A


: ( لا أعرف حقيقة السبب الرئيس وراء اختزالنا لعبدالله القصيمي المفكر في ما كان يعتقد وفي ما مات عليه ، متجاهلين عنوة الإرث الفكري الثقيل والعملاق الذي خلفه لنا ذلك العملاق والذي أعتقد بأنه ظاهرة لن تتكرر مرة أخرى ولن تنجب أرضنا مفكراً وبواحاً ومتمرداً مثل القصيمي ) .

و بغض النظر عن القصيمي وما قيل حول فكره وثورته الفكرية عن كل ثقافات محيطه الاجتماعي والديني أقول لبدوي :

حسنا إذا لم يختزل فيما يعتقد وما مات عليه فعلى أي شيء ينبغي أن يـُختزل ؟؟
القصيمي تمرد على كل شيء في محيطه الذي نشأ ونبت فيه دينيا وفكريا واجتماعيا ثم هاجر خارج ذلك المحيط بعد أن أشبعه تجهيلا وتسفيها وظلامية , فكيف يريد بدوي من ابناء هذا المجتمع أن يختزله في منحى عن ما اعتقده ومات عليه ( الإلحاد) , وفكر القصيمي وكتبه تفصح عن معتقده بشكل واضح , وحسابه على خالقه , وما مقولة ممرضته عن قراءته للقرآن قبيل وفاته إلا لأمرين , فإما أنه تاب ولم يفصح عن توبته خجلا من رفقاء الفكر ومن إرثه الفكري (وكتم إيمانه) , أو كما قال فرعون قبيل وفاته (آمنت بما آمنت به بنو إسرائيل) , وأكرر أن حقيقته وحسابه عند خالقه , ولكن كتبه تنطق بيقينه بما لا شك فيه .
إلا أنه لفت نظري استشهادات بدوي مثل :

(يقول الشاعر اللبناني أنسي الحاج عن شيخنا : قدم من الصحراء السعودية ، من قلب الصحراء ، نبت ضد الطبيعة ، في الصحراء فجأة ، وفيما الجميع لا يترقبون هناك أحداً ، نبت كالشوكة، كالفاجعة .. وحيث مشى في الصحراء صارت كل حبة رمل بطلة .. وصار في الصحراء شجرة عظيمة ) .

وهنا يورد بدوي مقولة الشاعر اللبناني ليختزل بمقولته رأي أبناء الجزيرة وثقافتهم وكأنه المتحدث الثقافي نيابة عن مثقفي الجزيرة العربية الذين عاش القصيمي بينهم , أو كأن مثقفي المجتمع السعودي كلهم ليبراليين (تنويريين) ويبتهجون برأي (التنوريين ) في رموزهم الثقافية أيا كانت تلك الآراء , وصادر رأي (الظلاميين) في القصيمي ,
لاحظوا معي ماذا يقول أنسي عن شيخهم أي (التنويريين) ( نبت ضد الطبيعة , نبت كالشوكة , تحولت حبات الرمل تحت قدميه لأبطال ) هذا شيخهم بمجرد كونه خرج عن تقاليد مجتمعه الدينية والاجتماعية والسياسية وسفهه أصبح أسطورة ثقافية وفكرية ؟؟
مالذي فعله القصيمي سوى إنكار الإله ودون الكتب في إنكاره ونقد المتدينين في عصره ونقد مجتمعه حتى لم يطق العيش بين ظهرانيهم .. هل في ذلك بطولة , البطولة الحقه أن يثبت بينهم ويقارعهم الحجة بالحجة ويثبت لهم صوابه وخطأهم , لا أن يهرب .

(يقول الأستاذ : أحمد عائل فقيهي : إن دور المثقف والمفكر والكاتب أن يكون صادقا مع نفسه ومع المجتمع الذي ينتمي إليه، أن يكون داعية تنوير لا داعية تزوير، أن يخرج من ذاتيته إلى ذوات الآخرين، أن يتحول إلى صورة لآمال وآلام الذين ينتمي إليهم وينتمون إليه.. وأن يمارس في كتابته الفكر النقدي لا فكر الخداع والمواربة ، والمصداقية أن يكون خطابه هو خطاب المستقبل، وأن يكون أحد ينابيع الضوء لا أحد مصادر الظلام وحتى يتحول إلى حالة من حالات القلق الخلاق والمبدع، ذلك أن الفكر المستريح سوف يفرز مجتمعاً مستريحاً حقاً. وكما قال القصيمي: "إذا استراح فكر امة انتهى دورها في التاريخ) .

وهنا اسأل فقيهي ورائف , من حق المثقف أن يكون صادقا مع نفسه , بل من الواجب عليه , ولكن هل يتطلب صدقه مع مجتمعه أن يسفه معتقداتهم الدينية وينكر إلههم ويسفه فكرهم ويخرج على الجماعة العظيمة بآراء وفلسفة مرفوضة من قبل الجميع في تلك الفترة وتلك المساحة المكانية بالذات , أليس من الأولى به كمفكر ومثقف أن يقارعهم الحجة بالحجة وإن عجز عن إقناعهم أن يرحل عنهم ( كما فعل ) ولكن دون التعرض لمعتقداتهم وفكرهم الديني وأسلوب حياتهم الذي ارتضوه لأنفسهم , ثم كيف تثبت يا فقيهي ويا بدوي أن فكر القصيمي تنوير وليس تزوير ( هل إنكار الله الذي يؤمن به كل ابناء المجتمع الذي عاش القصيمي بينهم يعتبر تزوير ؟؟؟ , وهل التنوير لا يكون إلا بالإلحاد ؟؟؟ هل هذه هي الليبرالية واحترام حرية المعتقد لدى الآخرين ؟؟؟ )
إن كلام الفقيهي ساذج ومضحك وغبي لأبعد الحدود , فهو يقول : أن يتحول إلى صورة لآمال وآلام الذين ينتمي إليهم وينتمون إليه !!! فمن وكل القصيمي يا فقيهي أن يكون صورة لآمال الذين ينتمون إليه وبماذا ؟ بالإلحاد ؟؟؟؟؟
وهل الفكر الذي يدعو للإيمان بالله خداع ومواربه ؟؟؟ وهل الفكر الإلحادي يقتبس سناه من الضوء والفكر الذي يدعو للإيمان يُــقتبس من ظلام ؟؟؟
تأملوا هذه (وأن يمارس في كتابته الفكر النقدي لا فكر الخداع والمواربة ، والمصداقية أن يكون خطابه هو خطاب المستقبل، وأن يكون أحد ينابيع الضوء لا أحد مصادر الظلام وحتى يتحول إلى حالة من حالات القلق الخلاق والمبدع ) , كل هذه الديباجة لتبجيل الفكر الإلحادي , والله لم يقل بها كفار قريش !!!
أما مقولة شيخهم هذه : (إذا استراح فكر امة انتهى دورها في التاريخ)

حقيقة لم أفهم مغزاه ولكن الذي أفهمه أن أمة التوحيد عندما استراح فكرها بعد العصر النبوي ( من حيث التوحيد الذي هو عكس الإلحاد الذي يطبل له شيخهم وفقيهي ورائف وشلتهم) , فتحوا العالم من حدود الصين لحدود فرنسا , ولم يحتاجوا لقلق خلاق مبدع وإلحاد حتى يكونوا مملكة لا تغيب عنها الشمس !!! .

ويختم بدوي قنبلته الثقافية بقوله :
(وهذا ما كان عليه شيخنا فقد كان صادقاً لأبعد حد ، جلادًا لذاته وذواتنا ، صارخاً عنا وبنا ، مجدفاً نحو الإنسان والوطن لا عكسه ، صادقاً عنا ومعنا , إننا بحاجة لأن نعيد استكشاف عبدالله القصيمي المفكر لا الإنسان ، كما أننا بحاجة لأن نُعلمه لأبنائنا، أن نعيشه وننهل من عظمةِ ما خلفه لنا من تراث فكري عملاق نباهي به) .

أقول لرائف : ربما كان القصيمي جلادا لذاته , وربما كان جلادا لذوات الأنفس القلقة الملحدة أو التي تبحث عن إلحاد يريحها من حلاوة الإيمان , ولكن لا يحق لك التعميم (ذواتنا) وكأننا خولناك بالحديث نيابة عن ذواتنا المظلومة معك .
ويعتقد بدوي أنه بتلك الجمل الإنشائية الرنانة (جلادًا لذاته وذواتنا , صارخاً عنا وبنا , مجدفاً نحو الإنسان والوطن لا عكسه , صادقاً عنا ومعنا ) أنه يملك لبنا ومشاعرنا لنتعاطف مع الفكر الإلحادي والآديني , ونتمنى من رائف أن يكون بعيدا عن أولادنا ولا ضير أن يعلم اولاده تلك الثقافة , فنحن وأولادنا رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا , وأن يتجرع هو وأولاده ذلك الفكر العملاق ويباهي به الدنيا كما شاء وينهل من عظمته إلى يوم يبعثون .

سؤال أخير : هل يعرف بعض السعوديين ما هي الليبرالية بحق ؟؟؟
الجواب : تجده في منتداهم , القليل من الطرح الراقي والأكثرية غثاء كغثاء السيل , فنعم للملحدين وألا وطنيين واللوطيين والشواذ ولا وألف لا لـمواضيع (الصحونجية) كما يسمون أصحاب الفكر الديني وهذا من باب حرية الطرح والرأي والرأي الآخر !!!
الليبرالية عند بعض السعوديين مرادفة للإلحاد وليس حرية الفكر والمعتقد , فإذا آمنت أيها الليبرالي بحق الجميع في حرية الفكر والطرح والمعتقد , فلماذا تسلب حقي في طرح فكري ومعتقدي , فكما لك الحق في طرح فكرك ومعتقدك فلماذا تحجر على طرحي الديني ولا تتحرج من طرحك اللآديني ؟؟ سؤال لرائف ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف