الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مع نبضات المحسنين بقلم : د. مرفت محرم

تاريخ النشر : 2011-07-28
اٍن المعذبين فى الارض عذابهم شديد وعميق ؛ أولئك الذين اٍبتلوا بالشعور الدقيق ، والحس المرهف ، والقلب الرقيق , الذين منَ الله عليهم بالضمير الحى ، واليقظة الحادة ، والانتباه القوى ... الذين يذكرون غيرهم وينسون أنفسهم , يضحون براحتهم فى سبيل اٍسعاد غيرهم , يحرصون على الواجبات ويخلصون فى أدائها ، ويتغافلون عن حقوقهم والمطالبه بها ..... إنهم أهل الاحسان .
يستعرضون بالليل ما قدموه بالنهار , فيحاسبون أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة ، بشدة وعى وقوة بصيرة ... فيحصون ما اٍرتكبوه من هنات ، ويبالغون فى تأنيب الذات ، ويتجاوزون عما قدموه من حسنات ... فتسجيل ما عليهم هو كل همهم ، دون النظر إلى ما لهم .
هم اولئك الذين يصادفون سوء الطالع والهوان , يسعون للاحسان فتسبق اٍليهم الاساءه ، يحسنون الصنيع على الدوام فيقابلون بالجحود والنكران , يفرضون على أنفسهم واجبات لم يطلبها منهم أحد ، دون النظر إلى من شكر أو من جحد ... وتأثرهم الكلمه الطيبه الشفيقة ، و المجامله الرقيقه ... فتصبح ديناً فى أعناقهم ، يدفعهم أكثر من غيرهم للمبادره اٍلى أدائه ، و التفانى فى سبيل الوفاء بها ... و هم لا يهدأون فى سعيهم الحثيث ، وطبعهم الحريص على السير فى الشوط حتى نهايته التى يعدونها ضرورة ، ولا يبغون من وراء ذلك جزاءاً و لا شكورا.
يحملون أنفسهم تبعات ، ما فى آمالهم من تطلعات ، قد لا تجرى على خاطر غيرهم ممن هم فى سبات ... لأنهم يعدون بذلهم فريضة ، طوراً بحق الصداقه الأكيدة ، وبدافع الموده الحميدة ، وحيناً آخراً ـ وهذا هو الأهم ـ كواجب اٍنسانى أشمل وأكمل وأعم ...وهل هناك أسمى من الشعور بأدائك لواجب إنسانى عام ، دون انتظار لأن تجزيك الانسانيه على صنيعك الهام ، ولا على سعيك الدؤوب الهمام ، فكل فكرك والدافع وراء بذل جهدك فى أى مكان وأوان هو إرضاء الضمير ، والاستجابة لنداء الواجب دون تقصير أو توانٍ أو خذلان .
اٍنها صور مختلفة و متعددة الأشكال والصفات والألوان لأفئدة نابضة بصفات الإحسان ... فقد منَ الله عليها بالحس المرهف الدقيق ، والإخلاص الحقيق ، والقلب الرقيق ... فهنيئاً لأصحاب تلك القلوب على صنيعهم المحمود ، وعلى ما تحملوه من عذاب و جحود .... فالإحسان لا يعادله شىء كان اٍلا أعلى درجات الجنان ، عند الرحيم الرحمن فى جنات النعيم مع الأنبياء والصالحين ...
فاللهم اٍجعل قلوبنا تنبض بالاحسان ، وتمتلىء بالعطاء ، وتفيض بالرحمه ، وتقابل السيئة بالحسنة ، ولا تنتظر من العباد جزاءاً و لا شكورا.
.....
زوروا موقعى على الانترنت رابط :
http://drmervat.blogspot.com/
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف