الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وعاد الربيع بقلم : د. مرفت محرم

تاريخ النشر : 2011-07-28
رأيت أشباحاً عارية تقف على مرمى بصرى ، تجمع بين اللون البنى ، والمائل اٍلى الاسوداد.......ما هذه ؟؟!!!
اٍنها أشجار عاريه تماماً من الأوراق الخضراء ، تخلت عنها نضرتها وحيويتها الحسناء ، والتى كانت تضفى عليها البهاء والتألق والأناقة ، تقف الآن بعد اختفاء تيجانها الملكية البراقة ... شاحبة جرداء فلا نرى إٍلا (باقة) من سيقانٍ غليظة متهالكة ، تخرج من أعلاها فروع كثيرة متشابكة ، تنظر بتضرع اٍلى السماء ، تجيبها بالبكاء فتتألم من قسوه الشتاء ... فقد رحل عنها دفء الكساء ، وتيجانها الخضراء فصارت جرداء كالذى فقد عرشه وعاوده بالرقاء.
ها هو وجه الطبيعه ينعى الانسان فى حاله ، ويوائمه فى كينونته ومآله ... فمن شروق الشباب إلى غروب المشيب حمل رأسه لون البياض العجيب كبشائر اقتراب الوداع والمغيب .
اما الأشجار و الزهور فقد هل عليها الآذان ، وخفق الوجدان لمولود جديد ، رزقه عديد ، وعمره مديد ، وشكله فريد ... فهاهى الأوراق تتجدد ، والظلال تتمدد ، و تكسو الطبيعه بسرابيل خضراء يانعه ، وتلبس الاشجار تيجانها المتألقه الرائعة ... فقد جاء مولودها الجديد البديع الذى نطلق عليه اسم (الربيع) .
تختال الزهور وتتمايل فى خمائلها ، كالغاده الحسناء فى أبهى حللها وصورها وحليها ، فتبوح بعطرها الفواح ، ويشدو الطير كلما غدا أو راح ، بأعذب الألحان التى تملأ الكون بالنغم الصداح ، فتغرقه فى بحر الهوى والعشق المباح .
وها هى النسائم العليلة ، تداعب الاوراق الجميلة برفق وحنان ، فترفرف عليها بأحضان وتموجات ، مؤدية بارتفاعها وهبوطها أجمل الرقصات ... فتتمايل الطبيعة بإعجاب ، معانقة ربيعها الذى عاد ، فيهديها زهر الشعر وعطره الخلاب ، ويرويها بكأس الحب و سحر الفتون ، فتهنأ القلوب بهذا الشجون ، وتسرح فى دنيا من ترانيم الخيال ... تموج فى عزف أوتاره ، وتغرق فى روعه أشعاره ، وفى دفىء نهاره ... لتجتلى فردوسها المنشود.
زوروا موقعى على الانترنت رابلط :
http://drmervat.blogspot.com/
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف