الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الاعلامية : ميساء أبوغنام .. بقلم د.مازن صافي

تاريخ النشر : 2011-07-21
الاعلامية : ميساء أبوغنام .. بقلم د.مازن صافي
الاعلامية : ميساء أبوغنام .. بقلم د.مازن صافي

د. مازن صافي / انظر الى هذا اليوم .. إنه الحياة جوهر الحياة .. في ساعاته القليلة .. تكمن حقيقة وجودك .. معجزة النمو .. ومجد العمل .. وروعة الإنتاج .. فالأمس ليس حلما .. والغد ليس الا خيالا .. أما اليوم إذا عشناه كما ينبغي .. فإنه يجعل من الأمس حلما سعيدا .. ويجعل من الغد خيالا حافلا بالأمل .. هكذا يجب أن نحي الفجر .. وهذا ما كتبته الكاتب الهندي الشهير ' كاليداسا ' ...
قرأت صباح اليوم ما صرَّحت به الصديقة والاعلامية القديرة ميساء أبوغنام عن معركتها مع مرض سرطان الثدي .. حيث كتبت ' معركتي مع المجتمع وليس مع مرض السرطان ' .. ما أروعك ميساء وأنتِ تعدين نفسك لتقبل الحقيقة بدءً من اكتشافك الذاتي للمرض ومرورا بتأكيد الأطباء وبدء المعالجة .. نعم ان إعداد النفس لتقبل الحقيقة ' على مرارتها ' .. والتسليم بما حدث هو الخطوة الأولى للتغلب على المصاعب .. لقد قالت في معركة علاجها ' انا مازلت انا' .. وهذا نتيجة تسليمها بأسوأ الفروض وبالتالي يتحرر النشاط من قيودة ولا يتجمد أو يتقوقع .. لم تحطم حياتها في لحظة غضب ..
وبالأمس كنت أقرأ قصة رجل أصيب بمرض قرحة الأثنى عشر في بدايات القرن الماضي .. وقد صرح له ثلاثة أطباء بينهم أخصائي شهير ، أنه لا يرجى له شفاء .. ونصحوه بأن يمتنع عن الطعام وبأن لا يقلق أو ينزعج لشيء .. وأن يحيط نفسه بهدوء تام .. كما نصحوه بكتابة وصيته .. ولقد فقد الرجل وظيفته التي كانت تدر عليه ربحا كبيرا .. ولم يبق له الا انتظار الموت ..
هذا الرجل وقف مع نفسه .. المرض قد تم تأكيده .. ولا علاج .. بل انتظار النهاية .. ماذا يفعل .. ؟! .. اتخذ قرارا مدهشا .. قال في نفسه : ' لم يبق لي في هذه الحياة سوى أمد قصير فلماذا لا أستمتع بهذا الأمد على أكمل وجه .. لقد طالما تمنيت أن أطوف حول العالم قبل أن يدركني الموت .. وحان الآن وقت تنفيذ أمنيتي .. '
ابتاع تذكرة سفر .. وحذره أطباؤه وقالوا له أنه سيموت في رحلته .. ولكنه قال لهم .. ' وعدت أقاربي أن يدفن جثماني في مقابر اسرتي ' .. واشترى تابوتا واصطحبه معه على الباخرة كي يدفن فيه اذا حان قضاؤه أثناء الرحلة .. ثم ركب السفينة وبدأ يتناول كل الأطعمة ومارس كل صنوف الحياة الجميلة .. واستمتع بكل ما رأته عينيه من جمال طالما تمنى أن يعانقه ..واكتسب أصدقاء جدد .. واكتشف أن هناك مناطق في العالم تعاني من صعاب ومتاعب أكثر بكثير مما تعاني منها بلدته وأن هناك مرضى لم يحظوا حتى بالمقدرة المادية على الذهاب للطبيب أو الحصول على العلاج .. وباع التابوت .. ولم يعد يشعر بالمرض .. هكذا كتب لزوجته في رسالته .. لقد واجه أسوأ الفروض .. وثم عمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه .. وتمتع بأكبر قدر من المتعة لم تكن لتسنح له الظروف وجمع المال أن يتمتع بها ..
وأن أقرأ ما تصرح به ميساء أتذكر قصة ذاك الرجل العظيم الذي هيئ نفسه لقبول أسوأ الاحتمالات .. كيف لا وهي تقول : ان مرضها الذي قررت ان تتحداه بكل ما لديها من قوة ساعدها في اكتشاف عناصر قوة وطاقة غير عادية في مواجهة التحديات والمصاعب،و انها تعرفت على الكثير من الاشياء التي كانت تعتبرها من المسلمات.
نعم ميساء كما قال لك طبيبك الرائع : 'ابتسامتك المرسومة على وجهك سوف تجعلك تأكلي السرطان بدلا من ان يأكلك'.
ان الابتسام وحده لا يشفى من السرطان .. ولكنه انشراح النفس الذي يساعد الجسم على مقاومة المرض وتقبل خطواته الثقيلة حتى تشفين منه تماما ان شاء الله .. نعم ميساء إعلاميتنا الراقية .. واجهي القلق وكفي عن القلق وافعلي شيئا ' .. وتأكدي دوما أن رجال الأعمال الذين لا يعرفون كيف يكافحون القلق يموتون مبكرا ..
وكأن هذه العبارة تقصدك تماما .. كيف لا وأنت تقولين : ' ان سقوط الشعر بسبب العلاج الكيماوي لم يؤثر على نفسيتي بل زادني اصرار على مواجهة هذا المرض رغم كل الاقاويل وبعض الاحاديث الجانبية 'الوتوتة' التي تبدأ مع مروري بمنطقة معينة '
نعم ميساء الموت لم يكن ولن يكن قرارنا سواء كنا أصحاء أو مرضى .. فعلماء في الطب شباب يموتون على الطرقات لحادث ما أو مرض مفاجئ .. قدر لا فرار منه .. الموت والحياة بيد الله .. فما أجملك وأنت تقولين بكل ثقة وقوة ومعنويات مرتفعة وبل وأنت في معركة تنتصرين فيها : ' الموت ليس قراري ولن يستطيع احد يمنعه حين يحل موعده، لكن علينا ان نواجه حتى اللحظة الاخيرة ونكون اقوياء على الدوام'. وهذا هو أسوأ الاحتمالات التي يمكن أن تحدث وفي الحقيقة أنها تحدث لكل البشر .. كما أن الكون كله سيواجه نفس المصير .. ولن يبقى الا وجه الله عزوجل ..

ميساء أبوغنام .. أنموذجا للمرأة التي عرفت كيف ترضى بما ليس منه بد .. فهي ناجحة في رسالتها الاعلامية ورائعة وناجحة في رسالتها لكل من يصبن بالمرض .. بل أنها تتخطى ذلك لتوجه رساله للمجتمع تقول فيها أنها لا تريد الشفقة وترفضها ويمكنها أن تضحي بكل شيء إلا أنها لن تتنازل عن ممارسة حياتها اليومية واسلوب حياتها وبذل الجهد لكي تواصل برامجها مع أطفالها ..
ميساء أبوغنام .. رفضت أن تستسلم للمرض .. قاومت الصدمة الأولى .. وقاومت الصدمات الحياتية الاجتماعية التي تلت الصدمة النفسية في بدايات معرفتها بالإصابة .. رفضت أن تنحني ' كغصن طري ' صممت على خوض المعركة .. وأصرت على المقاومة كشجر البلوط .. واجهت الحقائق بكل تفاصيلها .. لم تنهزم امام الأوهام .. لقد تقبلت الجحود على علاته .. وواجهت المجتمع بالبذل وصنع السعادة الداخلية لنفسها ولكل من هم مرتبطون بها ..
في نهاية رسالتي الى الأخت الاعلامية ميساء أبوغنام أسال الله أن يهبها مزيدا من الصبر والقدرة على تحمل مراحل العلاج حتى الشفاء التام ان شاء الله .. وأن يهبها الشجاعة والقوة والسداد والحكمة ..
شكرا ميساء أنت أقوى من كلماتنا .. وأثبت من حروفنا .. وأجمل من كل وجه بلا مرض فاقد شرعية الابتسامة والصبر وحيوية تقبل الحياة .. ودمت بكل الخير ،،
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف