الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أفراحنا: كلمة حقٍ يراد بها حق بقلم:عزيز العصا

تاريخ النشر : 2011-07-21
بسم الله الرحمن الرحيم
أفراحنا: كلمة حق يراد بها حق
عزيز العصا
[email protected]
جميلٌ أن يكتب المرء.. وجميلٌ أيضاً أن يكتب عما يرى ويسمع؛ يوثق الأحداث بوصفها وتحليلها.. ولكن الأجمل من كل ذلك أن يكتب وفق مشاعر وأحاسيس يعيشها، بل يحياها بكل جوارحه وجوانحه..
ولا أعتقد أن هناك في حياة الفرد والجماعة ما هو أجمل من الفرح الذي يعني ابتهاج الناس بما هو جديد في حياتهم، وبما يبشر بتحسن في حياتهم نحو الأفضل.. وإذا كانت السعادة حالة عابرة؛ نتمتع بها لفترة قصيرة، فإن الفرح يعني الشعور الإيجابي المستديم، كما يعني الابتهاج بسبب داخلي في أعماقنا، يسكن الفؤاد ويستقر في الفكر ليُحدِث تغييراً يؤدي إلى سلوك جديد في حياتنا الخاصة و/أو العامة.
وعليه، فإن الفرح، سواء كان اختيار فردي أو جماعي، هو اختيار حكيم منضبط وهو حق مكتسب للفَرِحين لا يجوز سرقته أو العبث بجوهره أو المساس به لا من قريبٍ ولا من بعيد. وقد يقول قائل: وهل هناك من يسرق الفرح؟
إن الإجابة على هذا السؤال/ التساؤل يصاحبها غصة تستقر في حلق كل عاقلٍ بالغٍ يحاول الإدلاء بدلوه.. ولكي لا نغرق في التحليل فلنستدل على الإجابة من خلال الأسئلة التالية:
ماذا يسمى البذخ والإسراف المبالغ فيه الذي يتحول إلى عبء ثقيلٍ على "العريس" و"العروس"، قد ينتقل من جيلٍ إلى جيلٍ، وهموم ترتبط بالمناسبة "العرس!!" الذي أقمناه للإعلان عن إضافة لبنة جديدة إلى مدماك المجتمع الذي ينتظر المزيد من اللبنات.. فكيف سيكون وضع اللبنة والمدماك؟
وماذا يسمى قطع "اليد اليمنى" لطالب الثانوية العامة الذي أطلق الألعاب النارية "ابتهاجاً!!" بتفوقه وقبوله في كلية الطب ليصبح عالماً في تخصص ما يعيد البهجة لمريض سرقه الألم من حياته الطبيعية.. فأي يدٍ سيستخدم في بناء مجتمعه الذي ينتظره على أحر من الجمر؟
وماذا يعني استقرار رصاصة "فرح!!" في جمجمة طفلٍ انطلقت في لحظة "سعادة!!" من سلاحٍ لم يُتقن حامِلُهُ استخدامه؛ فأطلق العنان لسلاحه "يرش" الرصاص في كل الاتجاهات، لينتهي الأمر بأن يتحول المشاركون في الفرح إلى "عطوة دم"، وما يتطلبه الأمر من فراش عطوة و"طيبة" بمبالغ مالية تضاف على أكتاف أصحاب الفرح، إلى جانب ما أسرفوه على مظاهر أخرى ما أنزل الله بها من سلطان.. وماذا سيُطلقُ على هذه المناسبة في ذاكرة الأجيال؟
وماذا يعني إصابة طالب بالأرق وعدم القدرة على التركيز اللازم لكي يتعلم ما يخدم مجتمعه وأمته.. وماذا يعني الذعر الذي يصيب الأطفال الصغار، من جيران الفرح، والرعب الشديد الذي يُفقدهم صوابهم، ويدفع أمهاتهم إلى التفكير الجدي في استدعاء الشرطة لضمان أجواء تحمي فلذات أكبادهن من الضوضاء الشديدة التي يعج بها المكان، إلى ساعة متأخرة من الليل، الناجمة عن خليط من الأصوات العالية جداً لمكبرات الصوت، وما يرافقها من الألعاب النارية التي تجعلك تقف منتظراً نتائجها، غير المتوقعة، تماماً كما تتوتر عندما يداهمك البرق والرعد في أيام العواصف المخيفة.. في هذه الحال، هل يبقى الجيران جيراناً متحابين متعاضدين، أم تقع الخصومة التي يصعب محوها؟
وماذا يمكن أن نقول عن الأغاني التي "يهذي" بها المغني بكلمات وجمل ومصطلحات في خروج صريح عن النصوص الأخلاقية والأعراف والتقاليد والمثل العليا لمجتمعنا.. تلك الأغاني التي إذا ما أصبحت جزء من ثقافة الجيل، وإذا ما طبقت فسوف ينهار المجتمع وتُستباح في المحرمات؟
لم يطرح الكاتب تلك الأمثلة على شكل أسئلة لعجزه عن الإجابة، بل تركها ليجيب عليها العقلاء، البالغون، الحكماء، المحنكون من أصحاب الأفراح التي تجتاحنا هذه الأيام والتي تتزاحم بها مدننا وقرانا ومخيماتنا.. كما نتركها ليجيب عنها صانعو القرار الأمني، والمختصون في الإرشاد النفسي والاجتماعي، والمتابعون لشئون المجتمع لتخليصه من المظاهر السلبية التي تجتاحه بين الحين والآخر..
إلى أن يُجاب على تلك الأسئلة وغيرها.. لا يسعنا إلا أن نتقدم بالتهاني والتبريكات لأصحاب الأفراح فرداً فرداً، وأسرة أسرة، وجماعة جماعة.. وكلنا أمل بأن تتكرس أفراحنا لكي نغني للوطن السليب ونحث على إعادته.. نغني لشهدائنا لتخليد ذكراهم كأبطال يشكلون نماذج للجيل الحالي وللأجيال القادمة.. نغني لقادتنا العظماء، من أبناء شعبنا وأمتنا، الذين حفروا بتضحياتهم وعذاباتهم اسم الوطن في ذاكرة الأجيال.. نغني لأسرانا البواسل الرابضين خلف القضبان، تحت الشمس الحارقة وفي أجواء من الزمهرير الشديد وهم يعضون بالنواجذ على الهوية ويرفضزن التفريط والتنازل مهما غلت التضحيات.. نعزز القيم ونحث الجيل على التمسك بالمثل العليا وبالوحدة الوطنية التي تشكل الضامن الرئيسي للصمود في وجه الظلم والطغيان المقبل علينا..
بذلك نقول في أفراحنا كلمات حقٍ يراد بها حق.. وبذلك فقط يكون لأفراحنا المعنى الذي انطلقت من أجله.. وبذلك فقط تبقى الأفراح مناسبات حية بأبعادها المختلفة كجزءٍ من حاضرنا، وتصبح ماضياً مؤثراً فينا..
فلسطين، بيت لحم/ العبيدية، 20/7/2011م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف