من ازمة مالية الى ازمة مائية في حر قائظ وصيام طويل 18-7-2011
بقلم : حمدي فراج
"في تموز بتغلى الميّة في الكوز" هذا هو مأثورنا الشعبي ، نحاول تكراره للجيل الجديد الذي فاته ربما الاطلاع عليه والاستماع اليه مباشرة من الاباء والاجداد ، بعد ان اصبح الراوي هو الانترنت والفيس بوك .
وقد ارتفعت حرارة وطننا وشعبنا هذه الايام الى ما يمكن ان يمس اجسادنا ونفسياتنا واعصابنا مسا مباشرا ، وترى روح الانسان قد "أصبحت في مناخيره" تعبيرا عن انه جاهز للانفجار في كل لحظة وامام اي مشهد استفزازي حتى من اقرب المقربين اليه ، شتما وتحقيرا وزعيقا ، فلا يرعوي الآخر الا بالرد بما هو أشد وأقبح .
وما يزيد من ارتفاع درجة حرارة الممارسة اليومية انقطاع المياه في عدد من المحافظات كبيت لحم ، التي تنفجر في كل صيف رغم جميع المحاولات التي بذلت على مدار عقود ، وبتدخل مباشر من اليو أس ايد وفرنسا وغيرهم ، للدرجة التي صدقنا فيها ان الازمة المائية وصلت الى نهايتها وانه لن يضطر الناس الى تركيب خزانات على اسطح منازلهم ، لكنا بعد نحو عشرين سنة اكتشفنا ان الذي تغير هو ازدياد عدد هذه الخزانات على اسطح المنازل ليصل عند بعض العائلات الى عشرة وربما اكثر ، وكذلك تنوعها وازدياد سعتها ، كانت من الصفيح والصاج واصبحت بلاستيكية ، كما ان هناك شيئا آخر قد تم استحداثه ، وهو ظاهرة الاتجار بالمياه ، بحيث اصبحت ترى في الشوارع صهاريج بيع الماء ليلا ونهارا ، تغلق الشوارع ساعة او ساعتين دون من يتجرأ على نقدها ، لا تجد اصلا من يحاول كبح جماح اسعارها ، إذ يصل سعر الصهريج سعة 18 كوبا خمسماية شيكلا ، في حين ان تكلفة تعبئته من آبار تقوع لا تتعدى مئة شيكل الا قليلا .
في رمضان الكريم ، بعد حوالي عشرة ايام ، سيكون الوضع اكثر صعوبة واكثر تفاقما ، "آب اللهّاب" ايضا ، ولا نعتقد ان الازمة ستنفرج ، لم تنفرج في عشرين سنة ، فهل ستنفرج في عشرة ايام ؟ ولا نعتقد ان بإمكان الصائمين لثلاث عشرة ساعة تحمل المزيد من العطش ، ولا نعتقد ان بإمكان الجميع دفع نصف راتبهم او ربعه ثمنا لصهريج لا يدوم اكثر من اسبوع ، رغم روحية التوفير والاقتصاد وحتى التيمم . ناهيك ان الموظفين الذين تأخرت مرتابتهم اسبوعان واكثر في ايار الماضي ، وقبضوا نصفها في حزيران ، قد لا يقبضونه في تموز نتيجة الازمة المالية الضاربة .
ونتطلع ان لا ينفجر الناس في بعضهم ، فهذا من جهة لن يقلل من درجات الحرارة ولا سيجلب الماء دفاقا رقراقا ، ولا البنوك بالعبارة السحرية "افتح يا سمسم" فتفتح ، ولكنه سيفاقم الوضع أكثر فأكثر وصل مؤخرا في مخيم الدهيشة حد اطلاق النار .
بقلم : حمدي فراج
"في تموز بتغلى الميّة في الكوز" هذا هو مأثورنا الشعبي ، نحاول تكراره للجيل الجديد الذي فاته ربما الاطلاع عليه والاستماع اليه مباشرة من الاباء والاجداد ، بعد ان اصبح الراوي هو الانترنت والفيس بوك .
وقد ارتفعت حرارة وطننا وشعبنا هذه الايام الى ما يمكن ان يمس اجسادنا ونفسياتنا واعصابنا مسا مباشرا ، وترى روح الانسان قد "أصبحت في مناخيره" تعبيرا عن انه جاهز للانفجار في كل لحظة وامام اي مشهد استفزازي حتى من اقرب المقربين اليه ، شتما وتحقيرا وزعيقا ، فلا يرعوي الآخر الا بالرد بما هو أشد وأقبح .
وما يزيد من ارتفاع درجة حرارة الممارسة اليومية انقطاع المياه في عدد من المحافظات كبيت لحم ، التي تنفجر في كل صيف رغم جميع المحاولات التي بذلت على مدار عقود ، وبتدخل مباشر من اليو أس ايد وفرنسا وغيرهم ، للدرجة التي صدقنا فيها ان الازمة المائية وصلت الى نهايتها وانه لن يضطر الناس الى تركيب خزانات على اسطح منازلهم ، لكنا بعد نحو عشرين سنة اكتشفنا ان الذي تغير هو ازدياد عدد هذه الخزانات على اسطح المنازل ليصل عند بعض العائلات الى عشرة وربما اكثر ، وكذلك تنوعها وازدياد سعتها ، كانت من الصفيح والصاج واصبحت بلاستيكية ، كما ان هناك شيئا آخر قد تم استحداثه ، وهو ظاهرة الاتجار بالمياه ، بحيث اصبحت ترى في الشوارع صهاريج بيع الماء ليلا ونهارا ، تغلق الشوارع ساعة او ساعتين دون من يتجرأ على نقدها ، لا تجد اصلا من يحاول كبح جماح اسعارها ، إذ يصل سعر الصهريج سعة 18 كوبا خمسماية شيكلا ، في حين ان تكلفة تعبئته من آبار تقوع لا تتعدى مئة شيكل الا قليلا .
في رمضان الكريم ، بعد حوالي عشرة ايام ، سيكون الوضع اكثر صعوبة واكثر تفاقما ، "آب اللهّاب" ايضا ، ولا نعتقد ان الازمة ستنفرج ، لم تنفرج في عشرين سنة ، فهل ستنفرج في عشرة ايام ؟ ولا نعتقد ان بإمكان الصائمين لثلاث عشرة ساعة تحمل المزيد من العطش ، ولا نعتقد ان بإمكان الجميع دفع نصف راتبهم او ربعه ثمنا لصهريج لا يدوم اكثر من اسبوع ، رغم روحية التوفير والاقتصاد وحتى التيمم . ناهيك ان الموظفين الذين تأخرت مرتابتهم اسبوعان واكثر في ايار الماضي ، وقبضوا نصفها في حزيران ، قد لا يقبضونه في تموز نتيجة الازمة المالية الضاربة .
ونتطلع ان لا ينفجر الناس في بعضهم ، فهذا من جهة لن يقلل من درجات الحرارة ولا سيجلب الماء دفاقا رقراقا ، ولا البنوك بالعبارة السحرية "افتح يا سمسم" فتفتح ، ولكنه سيفاقم الوضع أكثر فأكثر وصل مؤخرا في مخيم الدهيشة حد اطلاق النار .