الأخبار
الدفاع المدني: جيش الاحتلال حرق أجزاء كبيرة من مخيم جبالياأبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلالالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإسرائيل تقرر استقبال 300 ألف عامل أجبنيالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإيرلندا وعدة دول يدرسون الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاريأردوغان: إسرائيل ستطمع بتركيا إذا هزمت حماسحركة حماس ترد على اتهامها بالتخطيط لأعمال تخريبية في الأردنالصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 35 ألفانتنياهو: لن نسمح للفلسطينيين بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوةوزير الخارجية الأمريكي: لا يمكن أن نترك فراغا في غزة لتملأه الفوضىالأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكةقيادي بحماس: مصر لن تتعاون مع الاحتلال ويدنا لا تزال ممدودة للتوصل إلى اتفاقاستشهاد شاب برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرةالفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 76 لـ النكبة
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ألا يجدر بالأمة أن تحاسب نفسها قبل محاسبة علمائها ؟؟ بقلم:محمد شركي

تاريخ النشر : 2011-01-03
ألا يجدر بالأمة أن تحاسب نفسها قبل محاسبة علمائها ؟؟ بقلم:محمد شركي
ألا يجدر بالأمة أن تحاسب نفسها قبل محاسبة علمائها ؟؟؟
محمد شركي
أثارت انتباهي بعض التعليقات على المقال الذي حاولت فيه الرد على من حاول تجريم علماء المغرب جملة وتفصيلا ، وكلها محاسبة لعلماء المغرب دون التعرض للأمة ، وكأن الأمة قد رفعت عنها الأقلام ، أو أنها غير مكلفة ، أو أنها غير معنية بما يجب على العلماء أو ما تشترطه عليهم من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، ومواجهة الباطل بالحق . ولم يخطر ببال معلق من المعلقين المتهمين للعلماء أن يسأل نفسه ألا يجدر بالأمة أن تحاسب نفسها قبل أن تحاسب علماءها ؟ وبالرغم من أنني على قناعة كبيرة بأن انتقاد بعض الجهات للعلماء إنما هو وسيلة للتعبير عن رفض الدين ورفض المشروع الحضاري الإسلامي مقابل التسويق لغيره من المشاريع العلمانية فإنني أرى الموضوعية غائبة في انتقاد علماء الأمة دون انتقاد الأمة . فإذا افترضنا جدلا أن الذين يتعرضون للعلماء بالنقد والتجريح محقون فهل يعقل أن تكون الأمة بريئة كل البراءة مقابل إدانة علمائها ؟ وأحسب أن انتقاد العلماء إما أن يكون من جهة العامة والسوقة ، وإما أن يكون من جهة المغرضين الذين يغتنمون وجود نقد العامة والسوقة الجاهز للعلماء لركوبه من أجل خبيث النوايا وفاسد الطوايا . فهل ينتظر العوام والسوقة وإلى جانبهم المغرضون أن يحل العلماء محل الأمة فيما يتعلق بالتكاليف الشرعية ؟ وهل ساق النظام الأمة بالهروات والعصي إلى الخمارات والمواخير ودور القمار وشوطىء العري وغيرها من أماكن المنكرات التي يطلب من العلماء محاربتها ولم يتدخل العلماء لمنع سوق الأمة بالقوة إلى هذه الأماكن ؟ أليس في الأمة من يطالب بوجود هذه الأماكن ويلح في ذلك وقد يستعين بالمنظمات الأجنبية بما فيها الصهيونية لتأمين وجود هذه الأماكن وتأمين ارتيادها ؟ ألم يجاهر بعض الفاسقين بالإفطار في رمضان تحديا لمشاعر الأمة ؟ ألم تتعالى أصوات الدفاع عن المثليين ؟ فهل مواجهة هؤلاء هي مسؤولية العلماء وحدهم ؟ أليست الأمة مسؤولة أيضا ؟ وهل قامت الأمة بدورها لمواجهة هذا الفسوق قبل أن تنحي باللوم على علمائها ؟ هل ينتظر من العلماء حمل العصي أو الأسلحة لمواجهة المفطرين في رمضان والشواذ والسكارى والعراة والزناة والمرتشين والمراببن ؟ فلو أن الأمة تنكبت أمكان المنكرات من خمارات ومواخير ودور قمار وشواطىء عري لظلت هذه الأماكن شاغرة واضطر أصحابها إلى إغلاقها ونقلها إلى حيث يوجد من يرتادها . أما إذا كانت بعض فئات الأمة ترتاد هذه الأماكن بنهم وعشق بل وتطالب بوجودها وصيانتها وحراستها فلماذا يلقى اللوم على العلماء ؟ فهل العلماء يرتادونها أو يسكتون عن ذمها . هل سمع أحد أن عالما من علمائنا دعا إلى ارتياد هذه الأماكن ؟ ألم تقم قيامة عشاق العربدة عندما قام عالم بإدانة ما يدينه الشرع ؟ أليست خطب الجمعة وبعضها يلقيها علماء إلى جانب الخطباء فضلا عن الدروس والمواعظ تنهى عن الفحشاء والمنكر أسبوعيا ومع ذلك لا يلقي أصحاب المنكر بالا لها ؟ ألا يخرج الجمهور ساخطا ناقما على الخطيب الذي يدين المنكرات حتى أن بعض هذا الجمهور ينتصب للدفاع عن هذه المنكرات نكاية في الخطيب ؟ أليس الجمهور مع الترغيب والرقائق فإذا ما لجأ الخطباء إلى الترهيب جفل منهم وذمهم ؟ والغريب في أمر الأمة أنها عارفة كل المعرفة بأمور دينها فلا تكاد توجه النصح لأحد حتى يذكرك بما نسيت من أحاديث وآيات إنها أمة ينطبق عليها القول المشهور : " أمة عالمة لكنها ظالمة " فكم من شخص تنصحه في أمر دينه فلا يتردد في الكشف عن معرفته بما تنصحه به ولكنه مصر على معصيته وقد أخذته العزة بالإثم . والغريب أن الأمة تريد التفرج على العلماء عندما ترغب في دخولهم في صراع مع النظام لتسلم لهم شهادة البراءة من تهمة موالاة النظام. فالناس إذا ما تحدث عالم أو خطيب أو واعظ عن عيوب الأمة خرجوا ساخطين عليه وناقمين ، أما عندما يتحدث عن عيب النظام فتخرج الأمة راضية مطمئنة تترقب ما سيحل بمنتقد النظام ، فإذا ما ناله شر انقسمت الأمة إلى عاذل يلومه على تهوره ، أو ساخر من غفلته وشامت به . والأمة تحمل العلماء مسؤولية عدم إغلاق أماكن المنكرات ، وتتهمهم بالسكوت عليها علما بأن النظام نفسه لا يقوى على إغلاقها لأن الذين يرتادونها يستعينون بالجهات الأجنبية الضاغطة لتشويه سمعته إن هو بادر بإغلاقها. سيقول أصحاب النقد القاصر إنك تدافع عن النظام وعن العلماء و عن أماكن المنكرات والحقيقة أنني أضع الأمة أمام مسؤوليتها قبل أن تضع غيرها أمام مسؤوليته . وأنا أتحدى الأمة أن لا تقرب أماكن المنكرات لترى المنكر متواريا ، والباطل زاهقا . أما أن يوجد فيها من يحتضن هذه الأماكن ويرتادها فلتبحث لها عن ذرائع غير اتهام العلماء ليكونوا كباش فداء .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف