الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ميادة و عمي و أنا بقلم:نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2010-12-24
ميادة و عمي و أنا بقلم:نزار ب. الزين
ميادة و عمي و أنا
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
*****
حدثني صديقي مأمون في معرض تبريره لما حصل ، فقال :
أنه أحبها من كل قلبه ، و ربط مستقبله بحبها ،
و أنها أحبته من كل قلبها و ربطت مستقبلها بحبه ،
لم يتخيلا يوما أن أمرا مهما عظم ، قادر على أن يفرق بينهما ..
عندما كان يشتاق إليها ، كان يحوم حول منزلها إلى أن تظهر على شرفته ،
و بلغة الإشارات كانا يتواعدان للقاء في حديقة الحي المجاور العامة ؛ حيث التقيا أول مرة ...
ليتبادلا لواعج الهوى ... و يرسما خطوط مستقبلهما معا ....

*****
قصتهما حتى اللحظة ليس فيها جديد ...
آلاف الأحبة يتبادلون لواعج الهوى كل يوم منذ الأزل و حتى الأزل ؛
قصتهما بدأت منذ انقطاعها عن لقائه ؟!
شغل باله انقطاعها ...
أقلقه ...
ثم ...
أخذ يؤرَِّق منامه و يمضَّ كيانه ...
ظنها مريضة ،
و ظن أن أحدا ربما شاهدهما في الحديقة معا فأبلغ أهلها ،
و ظن .. و ظن.. و ظن ..
كان يحوم حول منزلها كالمختل عقليا ، ثم يعود ليحوم حول منزلها من جديد ،
و عيناه شاخصتان نحو شرفتها ، و كذلك قلبه و جميع جوارحه ..
كاد يفقد سيطرته على نفسه مرارا ،
ففكر تكرارا أن يصعد إليها ،
أن يقرع بابها ..
أن يسأل عنها..
و لكن بأية صفة ؟ كان يتساءل ، بينما كان يتجرع آلام الفراق و الأفكار السوداء..
ثم ....
و في يوم ثالث أو رابع ، تقدمت منه طفلة ؛ فسألته : " حضرتك مأمون ؟ "
و إذ تأكدت ناولته وريقة ، كتبت عليها بأناملها العاجية سطرا واحدا كاد يذهب بعقله و اتزانه :

*****
اشتعلت نار الغيرة في رأسه ،
و نار الخيبة و المرارة واليأس ،
و نار النخوة أيضا ..
شعر أنه مستعد ليقاتل الدنيا ليدفع عنها شر ( القتلات ) ما بارد منها و ما سخن ..
و لكن بأية صفة ؟!
لم يجرؤ على مفاتحة أهله حول طلب يدها ، إذ لازل طالبا في الثانوية العامة ، و بينه و بين تكوين نفسه بضع سنوات أخرى ..
و رويدا رويدا بدأ يرضخ للأمر الواقع ،
ثم ....
ذات يوم دُعي إلى حفل زواج عمه الكبير ...
و هناك كانت المفاجأة الصاعقة ....
كانت حبيبته ( ميادة ) بشحمها و لحمها ، هي عروس عمه !!!!
كاد يصرخ : ..
كاد ينهض فيختطفها من بين يديه ...
و لكنه آثر الإنسحاب كسير الخاطر ..
فالرجل عمّه الكبير الذي يحبه و يجله ..
فكف عن أفكاره الحمقاء ،
ثم .....
تسلل من بين الجموع و عاد إلى داره خائبا و قد اسودت الدنيا في عينيه ...
لمحته و هو ينصرف ،
فاشتعل وجهها فجأة ، و اغرورقت عيناها .
*****
و مضت الأيام و بدأ مأمون يسلو قليلا ..
واجباته المدرسية ألهته ...
بل كان يسعى إلى واجبات إضافية طوعية ، كي يزداد غرقا في السلوان ..
لولا ان والدته – سامحها الله – أرسلته ، ليدعو ميادة إلى عيد ميلاد شقيقته الصغرى ..
تمنع بداية ، إلا أن حججه كانت واهية ، فاصرت والدته ، و لم يهن عليهَ إغضابها ..
*****
- مأمون ؟!!
همست ، و قد عقدت الدهشة لسانها ...
و عقدت رؤيتها لسانه ،
كان وجهها يطفح نورا ...
كانت عيناها تشتعل ودا و حبا ...
فاحتار كيف يبدأ ..
قالها في سره ..
و كأنها فهمت الرسالة بالايحاء فأجابت هامسة ، و لكن إلى ذاتها أيضا : ..
أسرت إلى ذاتها ،
ثم ....
أضافت بسرها كذلك :
ثم .....
اضافت جهارا بنبرة مرتعشة :
- أنا آسفة .. يا مأمون .. لن أتمكن... من... دعوتك للدخول ...
يطرق رأسه ...
يمنع – بعد لأي – دمعة أرادت نقل مشاعره ..
يعجز عن الإجابة ، فيكتفي بهز رأسه علامة إداركه ما عنته ؛
ظلت تنظر إلى عينيه طويلا ..
و استمر يحدج عينيها طويلا ....
ثم نطق متلجلجا :
- أمي أرسلتني أدعوك ..
و لكنه قطع العبارة ليفاجئها بسؤاله :
- هل أنت سعيدة ؟
أطرقت برأسها ..
صمتت فترة ليست بقصيرة ..
ثم رفعت رأسها و قد ابتلت وجنتاها ، ثم أجابت :
- أنت تعلم أنني كنت مرغمة ...

همست ذاتها لذاتها ،
ثم ....
أضافت ساخرة :

ثم .....
أضافت بصوت هامس و لكنه مسموع :
- لا ، لست سعيدة ، أنت تعلم أنه يكبرني بربع قرن على الأقل ..هو بالضبط هو من جيل والدي ...
و قد ألغى لغة العواطف من قاموسه ...
و بالنسبة إليه لست أكثر من خادمة في منزله أو ممرضة تراعي أوقات أدوائه ، للسكري و الضغط و الروماتيزم ...
و لكنه إنسان لطيف و كريم ، و دماثة خلقه تمنعني من التذمر أو الشكوى ..
أطرقت قليلا برأسها ثم أضافت :
- و ليس لي أي أمل بالانجاب منه ...
لم تسعفه فصاحته أن يعزيها بكلمة ،
لم يتمكن من التعبير عن حزنه الشديد إلا بعبارة :
ثم .....
و على حين غرة ، طرحت عليه سؤالا محيرا :
- إذا طلبت منه الطلاق ، هل أنت على استعداد للزواج مني ؟؟ ! أو بالأحرى هل لا زلت على حبك مقيماً ؟
أربكته – حقيقةً – بسؤالها المفاجئ الجريء هذا ، فتلعثم كثيرا قبل أن يجيبها :
- إنه عمي يا ميادة ، عمي الذي أحب و أجل ، فلا أقوى على إيذائه و الإساءة إليه ..
فأجابته بكل جدية و واقعية :
- ماذا يضيره إذا تزوجتني بعد طلاقي منه ؟؟
ثم أضافت هامسة و قد أطرقت برأسها خجلا :
- و لعلمك فأنا لا زلت عذراء !!..
*****
ثم .....
أضاف صديقي مأمون :
أنه غادرها وهو مثقل بهم جديد ..
و اضطراب جديد ..
و حيرة جديدة ..
إلا أنه لم يحاول مقابلتها ثانية ..
*****
و بعد بضعة شهور أخرى ، علم أن الطلاق قد تم ..
و أن عمه كان متفهما و تعامل مع الموضوع في غاية الرقي ..
مما شجع صديقي مأمون على مصارحته !
فكان وسيطه لتدبير مصدر رزق جيد يسمح له بزواجه و استمرار دراسته ..
ثم ......
كان بنفسه وسيطه لدى والديه و اقناعهما بزواجه من ميادة..
ثم ........
نأى عنهما ...
ثم .....
اختتم صديقي مأمون كلامه قائلا :
- تلك كانت قصتي ، مع ميادة و عمي و أنا ، و كما ترى لم أسرقها منه ... و لم يكن في الأمر أية خيانة كما يشاع ....
*****
=============
* قتلة ساخنة أو علقة : عقاب بدني شديد
=============
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف