الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دخان الحرائق ودخان الحاخامات ..بقلم: شوقية عروق منصور

تاريخ النشر : 2010-12-11
دخان الحرائق ودخان الحاخامات ..بقلم: شوقية عروق منصور
(يجب قلب الصفحة ، هل فكرتم في وزن الصفحة التي نقلبها ؟) عبارة للكاتب الجزائري مالك حداد ، يسخر فيها من الذين يطالبون بقلب الصفحات ويتنازلون بسهولة عن كرامتهم وعن احلامهم ، يقبلون الذل ولايطالبون بالعدالة والحق .

يضيع الحق لأن حياتهم تحولت الى صفح ونسيان وتغاض وتقليب صفحات مليئة بأعناق مكسورة وهامات عرجاء ، وكلما فتحت صفحة واسودت كلما طالب الآخر في طيها ومسامحته .

إن الصفحات التي قلبها المواطن العربي في وطنه كثيرة ، وكلما قلب صفحة كلما فتحت العنصرية شهيتها على مضغ كرامة المواطن العربي وعجنه في معجنة الذل ، ثم رميه في العراء كي يشوى على نار العنصرية الملتهبة ، ولم تعجز شفرات معجنة العنصرية حتى اليوم ومازالت تهدينا عجينها القذر .

في المقابل يسارع المواطن العربي الى الترحيب ومد حبل الود والتعايش ويتغنى في الانحناء الذي أصبح سمة من سمات وجودنا حنى نتقى شرور العنصرية .

نعترف بيننا وبين انفسنا أن المجتمع الآسرائيلي قد مات موتاً سريرياً ولم يعد يخجل من العنصرية الموجهة الى المواطن العربي التي يراها يومياً واضحة وبارزة مثل قرص الشمس ، ابتداء من الميزانيات الى القوانين والاتهامات التي تهطل على ( الفاضي والمليان ) ، الى تفريغ القرية والمدينة العربية من جميع المؤسسات الثقافية والأقتصادية ، وتفريغ شبابنا من الانتماء لتاريخهم وشعبهم والعمل على تهميشهم ودفعهم الى حوافي اليأس ، فالشعب اليهودي الذي يحشر نفسه في قائمة المظلومين تاريخياً وعويله وبكاؤه ما زال يُشغل الشعوب والأمم ويمسك المعاول لكي يحفر في ضمائرها، ويضع ذاته في قوائم المثقفينً والمبدعين والعلماء وعالماً ببواطن الأمور السياسية ، ذاق معنى التميز والعنصرية عبر تاريخه ،هو ذاته يسمع ويسمح لأفاعي العنصرية وهي تطل من جحورها ، في كل مكان وفي كل زمان ، اصبحوا يستعرضون العضلات في التشدق ، كل واحد يتقمص الفك المفترس - عذراً من اسماك القرش – ويصيغ طريقة خاصة للعنصرية ويلاقي الترحيب والهتاف والتأييد .

300 حاخاماً لا يأتون من فراغ وفضاء عادي ، يجرهم حاخام مدينة صفد (شموئيل الياهو) ليصدروا (فتوى) ايدها سابقاً الحاخام الروحي لحزب شاس (عوفاديا يوسف) والتي تحظر على المواطنين اليهود بيع او تاجير بيوت واراض لمواطنين عرب ، فهولاء الحاخامات كانوا في حالة وعي وعلم وذاكرة تاريخية ودينية .

المواطنون العرب قوة اقتصادية ، قوة شرائية ، ونحن نرى كيف تزحف الشركات اليهودية بإعلاناتها والمتاجر بأصنافها وانواعها تطالبهم بالقدوم اليها ،عدا عن المجمعات التي تعتبر المواطنين العرب دعماً لها ، في الوقت الذي يعلنون الكره والعنصرية ضد العرب ، حالة من حالات الشيزوفرنيا السياسية الغريبة .

من يقف الآن الى جانب الطلاب العرب في كلية صفد الذين يتعرضون لحملة شرسة ، قاسية ، قد تكون دافعة للقتل و تعريض حياتهم للخطر ...؟!

نريد ان يتحرك الوزراء ليخمدوا نيران العنصرية -الحخامية -التي شبت بعد حريق الكرمل ، مع تداعيات حريق الكرمل الذي قد يلمس وجه الذاكرة الفلسطينية التي كشفت عن مدى الحزن والوجع الذي رافق اللجوء والهروب الكرملي ، مع الفرق انهم عادوا الى بيوتهم اما العائلات الفلسطينية المشردة اللاجئة ما زالت تنتظر واقفة على محطات المفاوضات البائسة .

قال احد زعماء حزب العمال البريطاني ( هناك شرطان اثنان ليكون رئيس وزراء ناجحاً ، ان يكون لديه احساس عميق بالتاريخ وان يعرف كيف ينام ) . الشرط الأول مفقود عند رئيس الوزراء وعند باقي الاحزاب والوزراء منذ قيام الدولة اما الشرط الثاني فهم يعرفون جيداً كيف ينامون وكيف يقلبون الصفحات بسرعة .

شبعنا من الفتاوى والقوانين والتفوهات – كل يوم هتلر جديد – وليتذكروا ان قوانين ( نيرنبرغ ) التي اصدرها هتلر سنة 1935 لمضايقة اليهود والتي تنص على منع الزواج المختلط بين اليهود والألمان ومنع قبول الطلاب في الجامعات ومنع تعين اكاديمين للعمل في المانيا ، منع التبادل التجاري ، منعهم من تأجير وشراء بيوت وبضائع .. الخ هذه القوانين التي مازال العالم يبكي على عنصريتها هي نسخة للفتوى التي اصدرها الحاخامات اعلاه .

ان كل يهودي مطالب بمحاربة العنصرية حفاظاً عليه وعلى المستقبل الذي اصبح عبارة عن مدخنة كبيرة ، الجميع دخلوا المدخنة ، السواد يغطي الوجوه والذاكرة والأيام .



اما اللجنة القطرية ولجنة المتابعة واعضاء الكنيست فيجب ان يتصرفوا بسرعة ويعلنوا موقفهم الرافض للمد العنصري المقيت وعليهم ان يكونوا بوصلة الجماهير العربية ، لن ننتظر

(فتاوى ) جديدة تضع رؤوسنا على المقصلة والجميع يتفرج على عرض رجال الدين ويحسبها نكات ساذجة ، اذ ان أكثر المواقف والمذابح دموية عبر التاريخ بدأت كنكات مستحيلة .

لا فرق بين مسدس محشو بالرصاص ورجل محشو بالكراهية .

نحن الآن في الحيز الثالث أي غير الموجود ، نحن وفي ضياع ، لا بمفهوم العرب ولا بمفهوم السلطة الفلسطينية ولا بمفهوم اسرائيل التي تضعنا على خارطة التأرجح ... !!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف